رغم توارد أنباء عن عزم الصين استيراد لقاح “فايزر”.. بعض الدول العربية تفضل اللقاح الصيني على لقاح فايزر!!
الأرقام الرسمية تقول ان هناك أكثر من 5 ملايين حالة إصابة بفيروس كورونا فى المنطقة العربية وحدها, غير ان أرقام منظمة الصحة العالمية تؤكد ان عدد الإصابات فى المنطقة العربية تفوق الأرقام الرسمية المحلية لكل دولة, نظراً لوجود حالات غير مسجلة أو لعدم توفر آليات كافية للرصد والتتبع عربياً.
انقسام عربي !
ورغم أن معظم البلدان العربية بدأت بالفعل في طرح خطتها لتطعيم وتحصين سكانها الوباء، لكنها انقسمت مابين اللقاحين الأكثر انتشاراً الآن اللقاح (الأمريكي/ الألماني) فايزر بيونتيك واللقاح الصيني سينوفارم.
فبلدان عربية مثل المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والأردن ولبنان وتونس عزمت على الاستعانة باللقاح (الأمريكي/ الألماني) والذي اعتمدته في الآونة الأخيرة هيئتا الدواء البريطانية والأمريكية.
وفى وقت سابق أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستبدأ عملية التطعيم قبل نهاية العام الجاري، بينما قالت دول أخرى إنها ستقوم بذلك خلال الربع الأول من 2021م.
وعلى الجانب الآخر بدأت بلدان عربية أخرى مثل المغرب ومصر والإمارات المتحدة –وهى الدول التي شاركت في التجارب السريرية للقاحات صينية- بدأت في استقبال دفعات من لقاح “سينوفارم” الصيني، وهو الأمر الذي أثار بعض الجدل إذ بدأت دول في ترخيص استخدام اللقاح بشكل طارئ رغم عدم نشر نتائج مرحلة التجارب السريرية النهائية.
يأتي هذا التضارب العربي في نفس الوقت الذي تواردت فيه أنباء عن نية الصين استيراد 100 مليون جرعة من لقاح فايزر بيونتيك العام القادم تكفي لتحصين 50 مليون من سكانها. كان لقاح سينوفارم وزع بالفعل على مليون شخص في الصين بموجب برنامج للطوارئ.
قد تعقد بعض الدول اتفاقات للحصول على لقاحين أو أكثر، فالبحرين مثلا شاركت في التجارب السريرية للقاح الصيني لتحصين ما يقرب من ستة الاف شخص لكنها بعد ذلك كانت الدولة الثانية على مستوى العالم التي تعتمد لقاح فايزر بيونتيك بعد بريطانيا.
وفى نفس السياق تعهدت بلدان أخرى كالعراق والجزائر بتوزيع اللقاح قريباً لكن لم تحدد أي نوع بعد.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لقاح “سينوفارم” على طريقة تقليدية تتمثل في حقن فيروس غير نشط (يحتوي على جزيئات فيروسية ميتة تُخلق في المختبر قبل أن تقتل وهي غير معدية) بينما اعتمد لقاح فايزر بيونتيك على تقنية أحدث تعتمد على استخدام الشفرة النووية للفيروس حتى تحفز الجسم لإنتاج أجسام مضادة.
فوارق تقنية
الدكتور أمجد الخولي”, الخبير بمنظمة الصحة العالمية، يؤكد، إن ثمة فوارق تقنية بين العلاجين, موضحاً أن هذه “الفوارق التقنية لا تعنى ذلك أن أحدهما أفضل من الآخر
يذكر أن فاعلية لقاح فايزر بيونتيك تصل إلى 95% بحسب تصريحات الشركة المصنعة بينما تصل نسبة فاعلية لقاح سينوفارم إلى 86 % بحسب تصريحات وزارة الصحة الإماراتية بعد انتهاء التجارب السريرية فيها.
ويتميز لقاح سينوفارم بإمكانية الاحتفاظ به فى الثلاجات العادية, بينما لقاح “فايزر بيونتيك” يجب أن يُحفظ في درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت.
ووفقاً لتصريحات د. امجد الخولى لـ “بي بيس ي عربي”, أن اختيار الدول يعتمد على أكثر من عامل من بينها العامل الاقتصادي وتوفر المنتج، موضحاً ذلك بقوله: “لن يستطيع منتج واحد تغطية احتياجات العالم كله، وبالتالي يمكن أن تلجأ الدول لأكثر من مورد طالما أن النتائج الأولية مبشرة وتؤكد سلامة اللقاح”.
متطلبات لوجستية
بالإضافة لذلك فثمة متطلبات لوجستية, يقول الخولى: “فلقاح فايزر يتطلب أن يُحفظ في درجة حرارة شديدة وهو ما يحتاج إلى إجراءات وبنية تحتية مختلفة نسبياً، ولن تلجأ بعض الدول إليه من أجل الجدوى اللوجستية وبالتالي قد تلجأ للقاح اخر لا يتطلب مثل هذه اللوجستيات. اللقاح الصيني يتميز بهذه الخاصية”.
لكن ربما تكون هناك دوافع أخرى تتعلق بسلوكيات الدول الأغنى التي سارع بعضها لاعتماد وشراء كميات كبيرة من اللقاح الأمريكي الألماني.
مبادرة كوفاكس
كانت 189 دولة قد قات بالتوقيع على مبادرة “كوفاكس” وهى مبادرة مشتركة بين منظمة الصحة العالمة وتحالف اللقاحات (غافي) والتحالف من أجل ابتكارات الاستعداد للأوبئة, والتي تهدف إلى شراء ما يكفي من اللقاحات لتوفير ملياري جرعة من اللقاح (أو اللقاحات المعتمدة) تكفي لتحصين 20 في المائة من سكان البلدان المشاركة قبل نهاية العام المقبل. وستعتمد بلدان عربية مثل فلسطين والسودان وسوريا ومصر وموريتانيا بشكل كلي أو جزئي على المبادرة.
التقارير ترصد إن 11 دولة في المنطقة العربية ستحتاج لدعم كلي أو جزئي من مبادرة كوفاكس، من بينها مصر وسوريا والسودان وموريتانيا بالإضافة إلى فلسطين.
ترجيح كفة فايزر بيونتيك
من جانبها تراجع منظمة الصحة العالمية حتى الوقت الحالي كفة لقاح فايزر بيونتيك الأمريكي الألماني من أجل اعتماده, نظراً لإنهائه جميع المراحل واعتماده في بعض الدول، لكن اعتماد منظمة الصحة العالمية يظل غير إلزامي ولا يمنع سماح المنظمة لأي دولة من اعتماد اللقاحات مسبقاً لكن اعتماد المنظمة قد يعجل من توزيع اللقاح عالميا في إطار مبادرة كوفاكس.