الحكيم

د. “وحيد دوس”.. جهود مميزة في البحث العلمي وتطوير الدواء في مصر

صناعة الدواء لها العجب، فبينما يأتي بعضها بالصدفة، إلا أن البعض الآخر يأتي جراء البحث والدراسة، وفي عام 1928، لاحظ العالم ألكسندر فليمنغ بالصدفة أن العفن قادر على التصدي لنمو الميكروبات المسببة للأمراض، وهو اكتشاف أدى في وقت لاحق إلى اختراع أول مضاد حيوي؛ البنسلين.

من هذا المنطلق تميز الإنتاج العلمي للدكتور “وحيد دوس” بالوفرة والعمق والمردود المجتمعي للأبحاث، فقد كان لأبحاثه العلمية دور بارز في علاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي، وتخفيف المعاناة عن كاهل المريض المصري، ووضع مصر على مشارف الدول المتقدمة في مجال البحث العلمي، خصوصًا في أمراض الفيروسات الكبدية.

 وبلغ مجموع الأبحاث التي تم نشرها في مجال فيروس سي 56 بحثًا، وانتدب للعمل عميدًا للمعهد القومي للأمراض المتوطنة والكبد التابع لوزارة الصحة المصرية من عام 2006م حتى 2015م، حيث بادر بتطوير المعهد في كافة المجلات البحثية والعلاجية، ونجح في إنشاء وحدة الأبحاث الدولية بالمعهد.

وأنشأ وحدة علاج الفيروسات الكبدية بالمعهد، واختبر دواء لعلاج فيروس سي لأول مرة في مصر، حيث تم اختبار عقار سوفوسبوفير، مما أتاح استخدام هذا العقار الأساسي لعلاج مرضى فيروس سي بكفاءة عالية، وأشرف على الاختبارات الإكلينيكية للعقاقير المصرية المماثلة وأثبتت كفاءة مماثلة للعقار الأصلي بسعر لا يتجاوز 1% من السعر العالمي، مما أتاح تصديره للخارج، وتعتبر هذه نقلة جديدة في مجال البحث العلمي وتطوير الدواء في مصر.

وتم اختياره عضوًا في العديد من المحافل والمنظمات الدولية المرموقة ومنها، منظمة الصحة العالمية لوضع القواعد العلاجية لمرضى فيروس سي، وكرمته نقابة أطباء مصر لجهوده في تأسيس مركز زراعة الكبد بمستشفى الساحل التعليمي، وحضر عشرات المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.

أسفرت رسالة الدكتوراه الخاصة به وموضوعها “حقن دوالي المريء بواسطة منظار الألياف الضوئية” عن اعتماد تلك الطريقة في علاج مرضى نزيف دوالي المريء، وله دراسات عملية كبيرة في مجال الجهاز الهضمي والكبد ومكافحة الفيروسات وعلاجها وعمل الدراسات الإكلينيكية وزراعة الكبد.

علاقة أدوية فيروس سي وسرطان الكبد

للدكتور “دوس” الفضل في كشف العلاقة بين أدوية فيروس سي وسرطان الكبد؛ حيث أكد أن الربط بين أدوية علاج فيروس سي والإصابة بأورام الكبد، لا يحدث في مصر فقط، مؤكدًا وجود العديد من الأبحاث التي عملت على تفنيد هذه العلاقة.

وشدد على أن جميع هذه الأبحاث لم تثبت وجود علاقة بين أدوية علاج فيروس سي وأورام الكبد، ولكنها رصدت ارتفاعًا طفيفًا في نسب الإصابة بالأورام مع استخدام أدوية فيروس سي، مؤكدًا أن هذه النسب غير كافية للربط.

وأشار “دوس” إلى أن جميع المرضى المصابين بدرجة من تليف الكبد سواء كان سببها فيروس سي أو تناول الكحوليات أو أي أسباب أخرى، عرضة للإصابة بأورام الكبد أكثر من غيرهم.

ونصح “دوس” جميع المرضى الذين يعانون من أي درجة من درجات التليف الكبدي، بعمل أشعة مقطعية على الكبد للتأكد من عدم وجود أي بؤر سرطانية قبل البدء في العلاج من فيروس سي، مطالبًا هؤلاء المرضى بضرورة زيارة الطبيب وعمل فحوصات كل ستة أشهر للتأكد من عدم وجود بؤر سرطانية. وأكد د. دوس أن جميع الأدوية والبروتوكولات الحديثة لعلاج فيروس سي معتمدة من هيئتي الدواء الأمريكية والأوروبية، وأكبر جمعيات أمراض الكبد العالمية، بالإضافة إلى إقرارها من منظمة الصحة العالمية، وهو ما يدعو للطمأنينة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى