يُنشط وظائف الكبد ويقي من السرطان.. “الأناناس” .. مستودع الفيتامينات وفاكهة النبلاء
الأناناس فاكهة استوائية لذيذة الطعم وغنية بفوائدها الصحية, اشتهرت قديماً بأنها “فاكهة الملوك والنبلاء”, وعرفها السكان الأصليون لشواطئ الباراجواي في أميركا الجنوبية، ومنها انتقلت إلى وسط أميركا الجنوبية والشمالية، وأول من نقل الأناناس إلى أوروبا ومنها إلى العالم كله البحّار الشهير كريستوفر كولومبوس عام 1493م. ويتمتع الأناناس بشعبية كبيرة في الكثير من الثقافات، وترمز ثمرته في عدد من الطقوس الاجتماعية إلى الكرم وحفاوة الترحيب والاستقبال.
والأناناس من الفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات، فهو يحتوى على الكالسيوم، والبوتاسيوم، والألياف، وفيتامين (ج) بالإضافة إلى النسب الضئيلة من الدهون والكوليسترول، ويحتوي أيضاً على كميات كبيرة جداً من السكر، والخمائر المساعدة على الهضم، وبه مادة “البروميلين” التي تساعد في هضم أثقل الأغذية على المعدة، كما يوجد به الكثير من الأملاح المعدنية مثل الفسفور واليود.
مضاد للسرطان
للأناناس العديد من الفوائد الصحية فهو يساعد جسم الإنسان على بناء العظام القوية، لاحتوائه على المنجنيز الذي يحتاجه الجسم في بناء العظام والأنسجة المتصلة بها، فشرب كوب واحد من عصيره يمد الإنسان بحوالي 73% من الكمية اليومية المُوصى بها من هذا المعدن، وبذلك تساعد ثمرة الأناناس على تكوين العظام وبنائها لصغار السن، وتقويتها عند الأشخاص البالغين.
والأناناس مفيد لنزلات البرد والأعراض المصاحبة لها، مثل السعال والرشح لاحتوائه على فيتامين C، كما يقي الأناناس من ضربات الشمس خلال فصل الصيف، ويعمل على إدرار البول، ويمنع تشكل الحصى في الكلى والمثانة والمجاري البولية كما يمنع تصلب الشرايين حيث يساعد على عدم تراكم الدهون داخل الأوعية الدموية خاصة الشرايين، ويعمل على تنشيط وظائف الكبد.
ونتيجة احتوائه على مادة “الفلوريد” يمنع الأناناس تسوس الأسنان، لذلك يُفضل أن يُعطى إلى الأطفال خلال مرحلة النمو لحماية أسنانهم ، ونظرا لاحتوائه علي الإنزيمات الموجودة في مادة “البروملين” فهو يمنع تكون الأورام وانتفاخ الأنسجة والتهابها، وهناك أدوية كثيرة تحتوي هذه الإنزيمات تحت أسماء تجارية لشركات أدوية كثيرة. كما يكافح الأناناس القروح والحروق.
ورغم هذه الفوائد إلا أن تناول الأناناس بكثرة له بعض الآثار الجانبية مثل حدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، وظهور طفح جلدي، وبثور في أطراف الشفتين والفم وحدوث انقباض في عضلات الرحم ما قد يسبب الإجهاض للحامل، ويفضل عدم تناول الأناناس لمرضى ضغط الدم.
وفي عام 2005م أعلن باحثون من “مؤسسة كوينزلاند للأبحاث الطبية” في أستراليا نتائج دراستهم لدور نوعين من مركبات “بروميلن” الموجودة في ثمار الأناناس، في الحد من نمو الخلايا السرطانية.
ووفق ما ذكره الباحثون الأستراليون، فإن أحد هذين المركبين ويُدعى اختصاراً بمركب (سي سي أس) قادر على إيقاف نشاط بروتين “رآس”، وهو أحد مكونات أنظمة الوقاية والحماية لحوالي 30% من خلايا أنواع السرطانات كلها، والمركب الآخر وهو (سي سي زد) قادر على تنشيط أحد أجزاء جهاز مناعة الجسم، التي هدفها الرئيس العمل على الحد من نمو الخلايا السرطانية، أي أنهما مركبان طبيعيان يُسهمان في تنشيط الحد والوقف من نمو الخلايا السرطانية بشكل عام.
وهذان المركبان تم عزلهما عندما بحث العلماء الأستراليون مركبات “بروميلين”، المصدر الغني للأنزيمات، والمستخلصة من الأناناس، وعلقت الدكتورة تريسي ماينوت الباحثة الرئيسة قائلة: “لقد توقعنا وجود مركبات مختلفة في الخليط الخام لسيقان نباتات الأناناس مسؤولة عن التأثيرات الحيوية العديدة والمفيدة لمركبات “بروميلين”، وحينها وجدنا هذين المركبين من البروتينات وقدرتهما في وقف الأنشطة للخلايا السرطانية المختلفة، مثل الرئة والثدي والقولون والمبايض والجلد”.
وأضافت الدكتورة ماينوت بأن المثير للاهتمام هو أن هاتين المادتين في الأناناس هما من مركبات “بروتييز”، والتي يُنظر إليها كمواد أنزيمية هاضمة ومُحللة لتراكيب المواد البروتينية، أسوة بما يتم في هضم محتويات الطعام من المواد البروتينية عند مرورها بالأمعاء وتعرضه للأنزيمات الهاضمة فيها، ولذا فإن التقارير الطبية عادة ما تشير إلى هذه الفصيلة من المركبات على أنها مواد ذات تأثير مُتلف، والحقيقة هي أن هذين المركبين هما أول مركبين من مجموعة “بروتييز” يمتلكان خاصية تعديل طرق إشارات الخلايا، ولديهما خواص أنشطة مناعية تعديليه.
وأوضحت الباحثة الأسترالية أن طريقة عمل مركبات (سي سي أس) و(سي سي زد) تختلف عن بقية أدوية السرطان المستخدمة اليوم، ما يجعلهما يُمثلان نوعاً جديداً من أدوية مكافحة السرطان، ويساعدان على إنتاج فئة جديدة من أدوية علاج الأورام.
خاصية شافية
يُنظر إلى مركبات “البروميلين” في ثمار الأناناس، الموجودة بكميات معتدلة في الثمرة مقارنة بسيقان نباته، على أنها مواد تمتلك خاصية أنزيمية تعمل على تحليل مكونات المواد البروتينية، ولذلك فإن فائدتها تتجاوز الدور المنطقي في المساعدة على هضم اللحوم، وغيرها من المواد البروتينية في الطعام، لتصل إلى حد تأثيرها في عمليات الالتهابات والانتفاخات المصاحبة لها.
ويحتوي الأناناس على فيتامين (سي)، وهو من المواد الطبيعية المضادة للأكسدة، والمهمة في الحد من تأثر أجزاء عدة في الجسم من الأثر الضار للجذور الحرة، مثل منع تسهيل ترسب الكوليسترول على جدران الشرايين في القلب والدماغ، وبالتالي حمايتها من الإصابة بتصلب الشرايين وتضيقاتها، وهي الأساس في الجلطات القلبية والدماغية، وكذلك تخفيف درجات الالتهاب في الجسم، كضيق الشعب الهوائية مع نوبات حساسية الربو، أو التهابات روماتيزم المفاصل، أو التهابات الفيروسية أو البكتيرية للحلق أو الجيوب الأنفية، وأعضاء الجهاز التنفسي أو البولي.
ويلعب عنصر المنجنيز في الأناناس دوراً مسانداً في تنشيط العديد من الأنزيمات اللازمة في عمليات إنتاج الطاقة، ووسائل الدفاع المضادة للأكسدة، ويعتبر الأناناس من الثمار قليلة المحتوى لمواد “أكساليت” المساهمة في تكوين حصوات الكلى أو المرارة، ونادرة المحتوى من مواد بيورين المسببة لارتفاع “حامض اليوريك” المُسّبب لداء النقرس ، وهي أيضا نادرة المحتوى من المواد المؤذية للغدة الدرقية.