مشكلة يعاني منها الرجال والنساء على السواء.. النحافة المُفرطة.. ومن الهُزال ما قتل !
النحافة المفرطة هي أحد أعداء الجمال، ذلك لأن الوجه النحيف لا يبدو جميلاً وإن كانت تقاطيعه متناسقة، كما أن الجسد بالغ النحول لا يمكن أن يظهر جميلاً، مهما حاول صاحبه إخفاء الزوايا الحادة عند اللبس، ولا تحمل النحافة عادة خطورة على الصحة كما هو الحال في السمنة، ولكن لابد من التأكد من خلو الشخص النحيف من الأمراض العضوية أو النفسية المصاحبة للنحافة الشديدة.
وتتعرض السيدات النحيفات لعدم انتظام الدورة الشهرية، لأن الدهون الموجودة تحت الجلد تتدخل في إفراز الهرمونات الجنسية، وعند نقص مستوى الدهون بشكل كبير ينخفض مستوى “الأستروجين” الأنثوي، ويؤثر ذلك على الدورة الشهرية التي يمكن أن تتوقف أو تصبح غير منتظمة بشكل كبير، كما يتعرض المصاب بالنحافة المفرطة لزيادة الإصابة بالأمراض المعدية، لأن مستوى المناعة الذاتية ينقص عن المستوى الطبيعي، ويمكن وصف شخص ما بأنه “نحيف” عندما يكون مؤشر كتلة الجسم (B.M.I) لديه أقل من 18.5. ومن يقل المؤشر الخاص به عن ذلك، ينطبق عليه القول الشائع ” ومن الهزال ما قتل”.
عادات خاطئة
هناك أسباب عديدة تؤدي للإصابة بالنحافة، منها العادات الغذائية الخاطئة المكتسبة منذ الطفولة، والأسباب الوراثية، وإتباع أنظمة غذائية خاصة لتخفيف الوزن، والاستمرار بها إلى حد الوصول إلى النحافة، ومن ثم عدم القدرة على استرجاع الوزن الطبيعي.
كما تنتج النحافة عن الإصابة ببعض الأمراض مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، وفقر الدم الشديد، وبعض أمراض الجهاز الهضمي التي تمنع امتصاص الطعام المهضوم، والإصابة ببعض الأورام أو كنتيجة لعلاجها، وبعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب الشديد الذي يسبب فقدان الشهية، والهوس الذي يجعل المصاب به لا يشعر بالجوع، والنهام العصابي الذي يجعل الشخص يخاف من السمنة.
ومن الصعب على الشخص النحيف زيادة وزنه مقارنة بالشخص العادي أو ذي الوزن الزائد، وذلك يرجع للجينات الموروثة أو بسبب زيادة نسبة “الأيض” أو حرق الغذاء لديه، أو لأنه يمتلك عدداً أقل من الخلايا الدهنية، أو لأنه غير حريص على الأكل مثل الأشخاص العاديين، ولذلك لا بد من العمل المستمر مع خبير التغذية وعدم الملل من المحاولات المستمرة لزيادة الوزن.
ويحتاج المصاب بالنحافة الشديدة للاستشارة الطبية و الفحوصات، للتأكد من خلوه من الأمراض المسببة للنحافة ومن ثم علاجها، فالمصاب بفقر الدم مثلاً يحتاج لفحوصات خاصة لمعرفة سبب الفقر وعلاجه، فإن كان بسبب نقص “الحديد” يُعطى حبوب “الحديد” التي تعوض النقص، أما إذا كان بسبب النزف الشديد أثناء الدورة الشهرية، عندها تحتاج المرأة للعلاج من قِبل طبيب النساء والولادة، لمعرفة سبب غزارة النزف وعلاجه، وكذلك بالنسبة للمصاب بفرط الغدة الدرقية فهو بحاجة لعمل تحليل لمستوى الهرمونات في الدم، ثم العلاج المناسب لتثبيط الهرمون المرتفع.
وبعد التأكد من خلو الشخص النحيف من الأمراض العضوية والجسدية، يأتي الدور العلاجي لخبير التغذية والتمارين الرياضية المنتظمة للوصول إلى الوزن الطبيعي.
ومن الأمور المهمة التي ينصح بها الخبراء لزيادة الوزن مراجعة أخصائي التغذية الذي يحسب السعرات الحرارية التي يحتاجها الشخص، بالنسبة لوزنه وطوله وجنسه ونشاطه والوزن الذي يرغب بزيادته، وتناول وجبات صغيرة ومتعددة بدلاً من وجبات كبيرة وقليلة, فمثلاً يحتاج النحيف إلى ثلاث وجبات رئيسة وثلاث وجبات صغيرة، الأولى بين الفطور والغداء والثانية بين الغداء والعشاء والأخيرة قبل النوم.
كما ينصح الخبراء بتناول الأطعمة الغنية بالطاقة كخليط الفواكه مع الحليب”كوكتيل” وخاصة كوكتيل الموز، والمعجنات كالفطائر والكعك، وبدء الوجبة بالطبق الرئيسي وتأجيل السلطة والفاكهة لآخر الوجبة، وتناول الفواكه والخضراوات التي لا بد منها لإمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة، وكذلك تناول بعضاً من الحلويات في نهاية كل وجبة أو استبداله بسندوتش من الزبدة والمربى أو العسل، وإضافة السمنة أو الزبدة للأطعمة عند الطهي لزيادة السعرات الحرارية في الطعام.
“الملل الغذائي”
يُفضّل علاج النحافة أيضاً بإضافة زيت الزيتون إلى السلطات، وإضافة العسل و السكر إلى الحليب والمشروبات الساخنة، وتناول المكسرات والفواكه المجففة بين الوجبات الصغيرة أو إضافتها إلى السلطة والأرز، وتناول كوب من اللبن مع الغداء والعشاء، وإضافة الجبن المبشور إلى الأرز والمعكرونة والجبنة البيضاء للسلطة، وتناول الطعام مع رفقة محببة وفي الهواء الطلق، وشرب الحليب كامل الدسم.
ويجب على النحيف تجنب شرب الماء أثناء الوجبات، لأن ذلك يضعف الأنزيمات الهاضمة ويعوق عملية الهضم، إلى جانب أنه يملأ المعدة ويجعل النحيف يشعر بالشبع بسرعة، كما يجب مضغ الطعام ببطء وبشكل كاف، ومحاولة التغيير في الوجبات لطرد الملل الغذائي، وممارسة الرياضة بانتظام لتقوّية العضلات وتجعل زيادة الوزن تتركز في العضلات بدلاً من زيادة الدهون في البطن فقط ، كما أنها تفتح الشهية وتُقلل من تأثير الضغوط النفسية على الصحة العامة، والتعرّض للشمس لأنها تحّسن الصحة وتفتح الشهية.
ويجب استشارة خبير أو خبيرة التغذية لاستعمال بعض المستحضرات المقوية والتي تزيد الوزن، مثل “البودرة” أو الفيتامينات والمعادن، ويجب تجنب البودرة التي يأخذها لاعبو كمال الأجسام و الرياضيين فهي مخصصة فقط لهم، وعلى النحيف الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية والمشكلات التي تُضعف الشهية، وبالتالي تُنقص الوزن عن الحد المعقول.