هشاشة العظام.. “القاتل الصامت”
أكدت دراسة طبية حديثة أن مرض “هشاشة العظام” يصيب النساء أكثر من الرجال، كما أنه من الأمراض التي ترتبط بالمسنين أكثر من الشباب والمراهقين، ولكن الحقائق العلمية تؤكد أن بناء العظام يبدأ لدى الإنسان منذ مرحلة الطفولة وحتى ما قبل الميلاد.
ومرض هشاشة العظام لم يعد قاصرا على العجائز فقط، لكنه يصيب أيضا الشباب، فلا يجب أن ننتظر حتى تظهر أعراض المرض الخطيرة لمكافحته، لأن الاكتشاف المبكر لهذا المرض يتيح فرص الوقاية منه بسهولة.
هناك العديد من المخاطر المرتبطة بالإصابة بهشاشة العظام في حدوث الكسور العظمية، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة
وهناك العديد من المخاطر المرتبطة بالإصابة بهشاشة العظام في حدوث الكسور العظمية، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، حيث تشير التقارير إلى أن واحدا من بين خمسة أشخاص من الذين يتعرضون لكسر في الفخذ يموتون خلال عام واحد، وبالتالي فإن مرض هشاشة العظام قد يمثل خطرا كبيرا على صحة الإنسان وحياته، ومن هنا انصب اهتمامنا في هذا العدد على نقل الحقائق والمعلومات حول هذا المرض الخطير الذي يوصف “بالقاتل الصامت”، لأنه عادة ما لا تظهر أعراضه إلا بعد تفاقم المشكلة، حيث ينشأ هذا المرض بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور.
ويُعرف مرض هشاشة العظام بأنه نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام، وتغير نوعيته مع تقدم العمر، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بسهولة، والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الفخذ ، الساعد – عادة فوق الرسغ مباشرة – والعمود الفقري.
يُعرف مرض هشاشة العظام بأنه نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام، وتغير نوعيته مع تقدم العمر، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر
وفي كل عام يمر على الإنسان يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الفخذ أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في الظهر لأسباب بسيطة، قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال.
ولأن الوقاية من هذا المرض في متناول أيدينا، فإننا ننصح بالبحث عن الوسائل التي نحمي بها عظامنا منذ الطفولة ونحافظ عليها مع تقدم العمر، خاصة في مرحلة النمو، لأن العظام تبدأ في التكوين منذ الميلاد وتصل إلى قمة قوتها في أواخر سن المراهقة أو في العشرينات من العمر، وبعد ذلك تبدأ بالترقق تدريجيا وتصبغ أكثر هشاشة طوال الجزء المتبقي من عمرنا.
وللوقاية من التعرض لهشاشة العظام في المستقبل، فإن الأمر لا يحتاج فقط إلا الاهتمام بإتباع نظام غذائي صحي بحيث يحتوي على كمية مناسبة من معدن الكالسيوم، الذي يقوم بمهمة تقوية العظام، مع الحرص على مزاولة التمارين الرياضية بانتظام.
وللوقاية من التعرض لهشاشة العظام في المستقبل، فإن الأمر لا يحتاج فقط إلا الاهتمام بإتباع نظام غذائي صحي بحيث يحتوي على كمية مناسبة من معدن الكالسيوم
أرقام مفزعة
تشير التقديرات إلى أن هناك زيادة واضحة في مرضى هشاشة العظام في المملكة، حسب كثير من الأطباء والأخصائيين ، ويرجع الخبراء تلك الزيادة إلى التغير في نمط الحياة والمعيشة والعادات الغذائية، ما يجعلهم يتوقعون أن الزيادة سوف تستمر إذا لم تتخذ خطوات جدية نحو الوقاية من هذا المرض، حيث أوضحت إحدى الدراسات التي أجريــت في “مستشفى الملك خالد الجامعي” أن 58 % من النساء السعوديات ما قبل سن انقطاع الطمث يعانين من مرض وهن وهشاشة العظام، وبينت دراسة أخرى أجريت على 483 امرأة سعودية أن لين العظام وهشاشته، هو مرض شائع في “سن اليأس” لدى النساء السعوديات ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
تشير المؤسسة الدولية إلى أن الإنسان، رجلا كان أو امرأة، يحتاج ما بين 800 و 1500 مليغرام يوميا من الكالسيوم لحماية صحة العظام
ووفق التقديرات الطبية العالمية فإن الكسور الناتجة عن هشاشة العظام سوف ترتفع إلى 3.6 مليون حالة في 2050م، حيث تؤكد “المؤسسة الدولية لمكافحة مرض هشاشة العظام” أن 150 ألف مريض يتوفون سنويا جراء هذا المرض، وأن تكاليف هذا المرض تبلغ في الولايات المتحدة وأوروبا نحو 27 مليون دولار سنويا.
وتشير المؤسسة الدولية إلى أن الإنسان، رجلا كان أو امرأة، يحتاج ما بين 800 و 1500 مليغرام يوميا من الكالسيوم لحماية صحة العظام، وتعتقد الدوائر العلمية في الغرب أن خطر الإصابة بهذا المرض أكبر من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبايض عند النساء، وأن خطر الإصابة به بين الرجال أكبر من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، في حين أن كافة الدوائر العملية تؤكد أن تداعيات الإصابة به على الإنسان اجتماعيا وعاطفيا ونفسيا لا حصر لها.