“الشيح الحولي”.. هل يصبح رهان العالم ضد كورونا؟
أقرت منظمة الصحة العالمية، مؤخرا، برتوكولا طبيا ينظم إجراء اختبارات على أدوية عشبية إفريقية، كعلاج محتمل لفيروس كورونا، ويتم الآن إجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على عينة من المتطوعين، تشمل 3000 شخص.
ويقول الخبراء أنه حال أثبت العلاج العشبي فاعليته، فسيتم إقراره من منظمة الصحة العالمية وإنتاجه مبدئيا محليا في إفريقيا، بعد اعتماده من المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وما يميز العلاج العشبي هو معدل الأمان العالي وندرة الآثار الجانبية.
ظهرت بعض العلاجات التي تعتمد على الأعشاب ومنها العلاج بنبات “الشيح الحولي”، الذي ينتمي إلى الفصيلة النجمية أو المركبة
وتقول الدكتورة فاطمة على أحمد، أستاذ كيمياء النبات، ورئيس شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة بمركز بحوث الصحراء في مصر، إن العلماء في مختلف أنحاء العالم يتبارون لإيجاد حلول علمية للعلاج من هذه الجائحة ولم يتم التوصل حتى الآن إلى ذلك، ولكن ظهرت بعض العلاجات التي تعتمد على الأعشاب ومنها العلاج بنبات “الشيح الحولي”، الذي ينتمي إلى الفصيلة النجمية أو المركبة، وهو من أشهر فصائل الشيح، وهو نبات حولي ذو رائحة عطرية، ينتشر في مختلف بلدان آسيا معتدلة المناخ، وشمال إفريقيا وفي بعض أماكن أمريكا الشمالية، ويعود هذا النبات في أصوله إلى الصين، حيث استخدم منذ 168 عاماً قبل الميلاد، ويحتوى النبات على مادة الأرتميزنين Artemisinin، حيث كان أول اكتشاف له بالصين، والذي يعزى إليه الفاعلية في القضاء على طفيل الملاريا، موضحة أن النتائج لم تكن مثبتة علميا وإنما كانت دراسة مقارنة.
وأكدت أن “الأرتميزنين” يستطيع قتل طفيليات أخرى غير الملاريا، وكذلك قتل بعض الأنواع من البكتيريا الضارة، ولقد أوصت منظمة الصحة العالمية WHO واليونيسيف UNICEF بهذا النبات، والذي ينمو بكثرة في مدغشقر، بوصفه علاجا فعالا لمرض الملاريا، هذا بالإضافة إلى أن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه مازال هناك حاجة للمزيد من الدراسات السريرية، وغيرها للتحقق من فعالية وسلامة استخدام شاي نبات ” الشيح الحولي ” وأشكاله الأخرى، وأشارت أيضا الوكالة الفرنسية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية إلى أنه لم يثبت دليل على فاعلية تلك العشبة في علاج الملاريا.
وأوضحت الدكتورة فاطمة أن “الفقر في جميع أنحاء القارة الإفريقية وارتفاع ثمن العلاج بالأدوية أدى إلى زيادة الاهتمام بالعلاجات العشبية التقليدية ، وظهر ذلك بعد أن أدعى رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، منذ فترة أن نبات “الشيح الحولي” يعد علاجا لفيروس كورونا المستجد، وقدم معهد مدغشقر للأبحاث التطبيقية العلامة التجارية (COVID Organics ، ويسمى بالعلاج العشبي لجائحة فيروس كورونا المستجد.
ويتكوّن المشروب العشبي من نبات الشيح الحولي، ويباع عبر مواقع التجارة الإلكترونية بزعم أنه علاج معجزة، لافتة إلى أنه تم الإعلان في مدغشقر إجراء جميع التجارب والاختبارات، وقد أثبتت فعاليتها في الحد من القضاء على الأعراض لعلاج المرضى الذين يعانون من المرض في مدغشقر، وبالفعل تم الإعلان عن شفاء حالتين.
وفقًا لدراسة أخرى نشرت في المجلة الأمريكية لأبحاث الصحة العامة، أكد مجموعة من الباحثين بإحدى الجامعات السعودية، نجاح بروتوكول علاجي لمرضى فيروس كورونا، يعتمد على الأعشاب في تسريع عمليات الشفاء للمرضى
ووفق الباحثة، لا يوجد دليل يثبت أنه يعمل بالفعل ضد COVID-19 ولا يوجد حتى الآن أي دليل على أن المركب النشط الأرتميزنين يمكن أن يعالج الفيروس، ولم يخضع لأي اختبارات علمية معترف بها دوليا بل يمكن أن يعرض الإنسان أيضًا للخطر، وإضافة إلى خطر عدم الفاعلية، يمكن أن يمثل اللجوء إلى هذا النوع من المنتجات في العلاج الذاتي خطرا على الصحة ويمكن أن تؤخر العلاج الطبي اللازم في حالة الإصابة المؤكدة ب فيروس كورونا .
ووفقًا لدراسة أخرى نشرت في المجلة الأمريكية لأبحاث الصحة العامة، أكد مجموعة من الباحثين بإحدى الجامعات السعودية، نجاح بروتوكول علاجي لمرضى فيروس كورونا، يعتمد على الأعشاب في تسريع عمليات الشفاء للمرضى ورفع مناعتهم لمواجهه الفيروس عند الإصابة به، وقد كشف الباحثون بجامعة طيبة علاج (TaibUVID) كعلاج غذائي طبي قائم على الأدلة للقضاء على جائحة فيروس كورونا باستخدام المنتجات الطبيعية لعلاج المصابين.
وقام الباحثون السعوديون بصنع “بخاخات” من الأعشاب أيضا للعلاج الموضعي للالتهاب الرئوي، الذي يصيب حالات فيروس كورونا الشديدة وأكدوا أن هذا البخاخ يساعد على حماية الأنسجة الرئوية والآثار المضادة للفيروسات خاصة للمرضى الذين يعانون من سوء التنفس، مشددة على ضرورة إتباع المنهج العلمي في التأكد من أن هذه الوصفات العشبية، هي التي ساعدت في علاج بعض الحالات حيث يحتاج الأمر إلى مزيد من إجراء التجارب على أعداد كبيرة من المصابين للتأكد من صحته، ولكن من الواضح إنه يتم دعم الجهاز المناعي خلال فترة الإصابة ببعض الأعشاب والمنتجات الطبيعية ومنها العسل والبابونج وحبة البركة وغيرها، والتي تساهم في تقوية الجهاز المناعي والمساهمة في حالات الشفاء.