تكنولوجيا طبية

“Bahariyaite” معدن مكتشف حديثاً يمكنه علاج الفطريات الجلدية ويقوم بتطهير الخضراوات وتنقية المياه

اكتشاف معدن جديد

تمكن الباحث المصري الدكتور “حسن حلمي” من اكتشاف معدن جديد اعتمدته الجمعية الدولية للمعادن، ويماثل تركيب المعدن الجديد تركيب مادة برمنجنات البوتاسيوم (KMnO4)، وأطلق عليه اسم “بحريات” (Bahariyaite)؛ نسبة إلى الواحات البحرية التي تم اكتشافه بها.

بالإضافة إلى القيمة العلمية للاكتشاف يتمتع المعدن بقيمة اقتصادية إذ يمثل البديل الطبيعي لمادة برمنجنات البوتاسيوم التي تستخدم في العديد من الأغراض الطبية، بالإضافة إلى بعض الاستخدامات العسكرية.

يقول الدكتور حسن حلمي – صاحب الاكتشاف في تصريحات صحفية – إن المعدن الجديد مركب كيميائي تكون بصورة طبيعية، وله خصائص بصرية وكيميائية مختلفة عن المعادن المعروفة ولا يتشابه مع أي منها، وأكد أن هناك شروطًا للتقدم بمقترحات لمعدن جديد ومجموعة من البيانات لابد من تقديمها إلى هذه الجهة، وأهمها طريقة وجوده في الطبيعة، والتركيب الكيميائي وخصائص المعدن البصرية والطبيعية، وأهم مميز للمعدن بصمته؛ فمثلما يوجد مليارات الأشخاص، ولكل واحد منهم بصمة مميزة، فبصمة المعدن تكمن في تركيبه الذري وطريقة رص ذرات عناصره المختلفة.

سر التسمية.. وظروف الاكتشاف

أكد الدكتور حسن أنه على الرغم من أن مادة برمنجنات البوتاسيوم معروفة من آلاف السنين، إلا أنه لم يكتشف أحد من قبل أن لها نظيرًا طبيعيًا، ولذا لا يطلق عليها لقب معدن، أما الآن فسيطلق عليها اسم “بحريات”.

وحول ظروف هذا الاكتشاف قال الدكتور حسن إنه اكتشف المعدن عندما كان يفحص عينات من طبقة صخور الحجر الجيري ترسبت منذ 93 مليون سنة، وترسبت بلورات في أجواف الصخور، ونظرًا لأن لون المعدن مختلف في الصخور المحيطة لأنه يذوب في الماء فقد كنتُ شغوفًا لتحديد هوية هذا المعدن الغريب.

ونظرًا لأن برمنجنات البوتاسيوم المصنعة معروفة وتستخدم في أغراض طبية وصناعية عديدة وتصنيعها مكلف جدًا، فإن إثبات وجود هذه المادة في الطبيعة يفتح المجال للبحث عن خاماتها والتي ستكون أقل تكلفة من تصنيعها، والشواهد الجيولوجية تؤكد إمكانية تكوين كميات كبيرة من هذا المعدن في نطاق جيولوجي محدد ما يزيد من قيمته الاقتصادية.

مشكلة المعدن

وحول مشكلة المعدن الجديد يقول د. حسن: مشكلة هذا المعدن أنه يذوب في الماء؛ لذلك كان من الصعب على العلماء مراقبته واكتشافه لأن أي منطقة مرتفعة تسقط عليها الأمطار تقوم بإذابته. ولكن من حسن الحظ أن هذه الطبقة مدفونة في الرمال في منطقة الواحات البحرية، ونتيجة ندرة الأمطار في تلك المنطقة، ترسب المعدن ومازال موجودًا حتى الآن، والفريق البحثي مازال في طور دراسة جيولوجيا هذا المعدن، ويتوقع أن يكون هناك احتياطي ذو قيمة اقتصادية عالية بسبب استخدامات مادة برمنجنات البوتاسيوم المتعددة في الطب والصناعة وتصنيع المتفجرات، فإذا تم تحديد الاحتياطي كما نتوقع سيكون مردوده الاقتصادي ضخمًا.

ومن المعروف أن برمنجنات البوتاسيوم غالية جدًا ويتم شراؤها بالجرامات، فعندما نكتشف منها أطنانًا فيكون الاكتشاف المصري ذا قيمة اقتصادية عالية، ونحن مازلنا في طور الدراسة، وتتطلب عملية الاستكشاف بالحفر على عمق لتتبعها في الآبار والتي تصل إلى 7 أمتار.

والأهمية أيضا لهذه المادة أن الدراسات توضح أن الرومان والفراعنة استخدموها في علاج الجلد خاصة الفطريات؛ لأنها من المواد المطهرة، ويمكن أيضًا استخدامها في تطهير الخضراوات والفاكهة وفي تنقية مياه الشرب.

حول الباحث:

الدكتور حسن محمد حلمي – أستاذ علم المعادن والجيولوجيا بجامعة المنيا، وحصل على جوائز عدة من هيئات علمية منها، جائزة جورج فورستر البحثية من مؤسسة ألكسندر فون همبودلت الألمانية عام 2018م، وهي جائزة دولية تمنح للمتميزين في المجالات العلمية عن مجمل تاريخهم العلمي، وقد كان الباحث العربي الوحيد بين سبعة فائزين على مستوى العالم.

كما نال د. حسن جائزة الدول التشجيعية من أكاديمية البحث العلمي عام 2000م وعلى جوائز أخرى من الجمعية الجيولوجية المصرية وجمعية علم المعادن المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى