يظن البعض أنها “جزء زائد” في الجسم.. اللوزتان.. خط الدفاع الأول للجهاز المناعي
يظن كثير من الناس أن اللوزتيّن “جزء زائد” في الجسم، لا فائدة له، وما هو إلا زيادة تطورية، ولكن مع التقدم الطبي والعلمي تبيَّن ارتباطهما بالجهاز المناعي، وباتت فوائد اللوزتين ودورهما أوضح من أي وقت مضى.
ولكن، ما هما اللوزتان؟
عندما يشير الناس إلى اللوزتين، فإنهم عادًة يقصدون اللوَز الحنكيّة، وهي عبارة عن كُتل ليّنة بيضاويّة الشكل من أنسجة لمفاوية مغطاة بغشاء مخاطي وردي، موجودة على جانبي مؤخرة الحلق، وتشكل جزءًا هامًا من نظام المناعة لدينا فهي موجود عند مدخل الجهاز التنفسي والهضمي، وتعتبر بمثابة خط الدفاع الأول ضد مسببات الأمراض المُستَنشَقَة.
وتوجد اللوزتان على جانبي الحلق (بين قوس الحنكية اللسانية الأمامية وقوس الحنكية البلعومية الخلفية)، هي بحجم حبة البازلاء، وعلى الرغم من أنها قد تبدو كبيرة عند الأطفال، إلا أن حجم اللوزتين يضمر مع التقدم في العمر.
تتلقى اللوزتان التروية الدموية من خمسة شرايين:
الفرع الحنكي الصاعد لشريان الوجهي.
فرع اللوزتين لشريان الوجه.
فرع البلعوم الصاعد من الشريان السباتي الخارجي.
الفرع اللساني الظهري للشريان اللساني.
الفرع الحنكي الصغير من الشريان الحنكي النازل.
والعود الوريدي يتم عبرالوريد الوداجي الداخلي، كما ينشأ التعصيب من الانقسام الفكي (V2) من العصب مثلث التوائم (العصب القحفي الخامس) وكذلك فروع من العصب البلعومي اللساني (العصب القحفي IX).
4 أنواع من اللوز
توجد أربعة أنواع من اللوَز في البلعوم، والمعروفة باسم حلقة فالداير اللمفاويّة، أيّ هناك ثلاث أنواع أُخرى من اللوَز في الجسم: اللوَز النفيريّة، واللوَز الأنفية البلعوميّة (اللحمية)، واللوَز اللسانيّة (وهي نسيج لمفاوي على الطبقة السطحية لقاعدة اللسان).
وظائف اللوزتيّن
إن فوائد اللوزتين تتجلى وتتعدد بوضوح، حيث تلعب اللوزتان دورًا مهمًا في حماية الجسم من أخماج الجهاز التنفسي والهضمي، فهي تمنع الأجسام الغريبة من الدخول إلى المجرى الهوائي، كما أنّ لها دورًا أوليًّا في تصفية البكتيريا والفيروسات، بالإضافة لذلك، فإنها تنتج كريات الدم البيضاء والأجسام المضادة.
تتكون اللوزتان من شبكة من الخبايا (الحفر) التي تخزن خلايا مناعية لمحاربة العدوى، فهي تحتوي على خلايا بائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تكافح الالتهابات، وتنتج الأجسام المضادة لفيروس شلل الأطفال، والمكورات الرئوية، والأنفلونزا، والعديد من العوامل الأخرى.
كما تحتوي اللوزتان أيضًا على عدة أنواع من الخلايا التائية، وهي خلايا الدم البيضاء التي تدمر الخلايا المصابة بالفيروسات وتساعد الجسم على بناء مناعة ضد الأجسام المعدية.
وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأنف والأذن والحنجرة، فإن هذه الكتل في مؤخرة الحلق، هي “خط الدفاع الأول كجزء من الجهاز المناعي”. فهي تأخذ عينات من البكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف وتنشرهم باستخدام الشبكة اللمفاوية.
أمراض اللوزتين
التهاب اللوزتين الحاد: تُصيب البكتريا أو الفيروسات اللوزتين مسببة التوذم والتهاب الحلق، وقد تُغطّى اللوزتان بطبقة رمادية أو بيضاء من القيح (تتقيح).
التهاب اللوزتين المزمن: التهاب مستمر في اللوزتين، أحيانًا يكون نتيجةً لحالات متكررة من التهاب اللوزتين الحاد.
خراج مجاورات اللوزة: تسبب العدوى جيبًا من القيح بجانب اللوزتين، ويدفعهما للجانب الآخر، ويجب سحب القيح و إغلاق الخراج بأسرع وقت.
داء كثرة الوحيدات: عادة ما يسببه فيروس إبشتاين-بار، يؤدي إلى تورم شديد في اللوزتين وحمى والتهاب الحلق وطفح جلدي وتعب.
التهاب اللوزتين العقدي: الجراثيم العقدية، هي نوع من البكتيريا التي تصيب اللوزتين والحنجرة، تترافق مع حمى وآلام في الرقبة وغالبًا ما تصاحب التهاب الحلق.
تضخم اللوزتين: تقلل اللوزتان الكبيرتان من حجم مجرى الهواء، مما يسبب الشَخير أو توقف التنفس أثناء النوم.
حصى اللوزتين: وهي تجمع للمفرزات في شقوق اللوزة، تتشكل نتيجة بقايا التهاب مزمن أو تكلس.4
متى يجب استئصال اللوزتيّن؟
إن استئصال اللوزتين أمر شائع عند الأطفال تحت سن 18 عامًا، لأن الأطفال عمومًا لديهم أجهزة مناعية ضعيفة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية والبكتيرية، فقد أُثبِتَ إن إزالة اللوزتين يقلل بشكل كبير من معدل إصابة الأشخاص بأمراض مزمنة.
هناك سببان رئيسيان تغدو عندهما اللوزتان بحاجة للاستئصال:
التعرض خلال عام واحد لالتهاب لوزتين متكرر، والذي قد يكون ناجمًا عن عدوى من الحلق أو من أماكن أخرى.
توقف التنفس أثناء النوم المزمن، أو الشخير الذي يوقف النوم.
كما يفضل استئصال اللوزتين أيضًا للأفراد الذين يعانون من مشكلات أقل شيوعًا في اللوزتين، مثل الخراجات أو الأورام.