مهن ابداعية

صاحبة مبادرة (صخور ملونة لبلادي).. “مها الكافي” تُحوِّلُ صخور السعودية إلى قطع فنية

تتمتع الفنانة السعودية “مها بنت سعود الكافي” بأنامل ساحرة تحول الصخور إلى قطع فنية تجذب الأنظار, بدأت رحلتها بعالم الفن، بحثاً عن تجديد وجديد، وعن فنٍّ يليق بتاريخ المملكة العربية السعودية, العريق، فوجدت تراث وثقافة وماضي بلدها, ثروةً يستقي منها ترياق الفن، ما دفعها إلى إطلاق مبادرة: “صخور ملونة لبلادي”, لرسم الزخارف التراثية على الصخور التي زينت بها بعض الشوارع الرئيسية في عدة مدن في المملكة.

لمع اسم التشكيلية مها الكافي, عضو جمعية الثقافة والفنون والجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت”, في عالم الفن التشكيلي قرابة ربع قرن، إذْ كان منذ نعومة أظفارها يلازمها لتطلقه على أغصان الأشجار والحجر ونوافذ الشبابيك وبين الدمى الصغيرة التي كانت تعملها من الخشب، وتصنع أزياءَها من قصاصات الأقمشة.

ولمها الكافي صولات وجولات من المشاركات في ورش الأعمال والمعارض داخل المملكة وخارجها، وأبرز أعمالها كان في معرض “حديث الرواسي” الذي يحكي أن رواسي الأرض هي الجبال ورواسي الوطن هم حكام المملكة وصنَّاعُ مجده، قدمت فيه عدة لوحات بطول متر و 70 سم، وتزن أكثر من طن ونص من جبال طويق وحجر الجرانيت من مناطق متعددة، كالرياض والقصيم وحرّة المدينة والجنوب، للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – وممن خلفه من أبنائه ملوك المملكة العربية السعودية وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده كما تضم أعمالها بالمعرض أيضًا أكثر من 91 عملًا متوسط الحجم لأبرز المثقفين والشعراء والعلماء السعوديين، مستلهمة كلمة سمو ولي العهد عندما قال: “نحن نأخذ من طويق القوة والإصرار والعزيمة”.

صاحبة مبادرة (صخور ملونة لبلادي).. "مها الكافي" تُحوِّلُ صخور السعودية إلى قطع فنية
صاحبة مبادرة (صخور ملونة لبلادي).. “مها الكافي” تُحوِّلُ صخور السعودية إلى قطع فنية

وكانت انطلاقة الفنانة مها من منطقة القصيم والطائف والدوادمي متجهةً إلى بقية المناطق، حيث أنجزت حتى الآن ما يقارب 67 صخرةً.

ولم يقتصر إبداعها على الصخور بل تفنَّنَت أناملها في بدايتها مع الألوان الزيتية راسمةً المدارس الوحشية والتأثيرية والتجريدية والواقعية، ومن خلال 20 عملًا تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية،؛كالحرب والطفل وعبّرت عن الحزن والفرح والطموح والألم، مشيرةً إلى أن الواقعية بين فيِّنَةٍ وأخرى تخرج منها لوحة بورترية، تارة واقعية وتارة من مخيلتها.

وأقامت الفنانة مها ورشًا خاصةً عديدةً كمبادرات لتوظيف الفن في النسيج المجتمعي أبرزها: ورشة “لنسعدهم” لكبار السن في مركز رعاية المسنين بالرياض،وورش وفعاليات في معرض الكتاب والصقور، بالإضافة إلى ورشة “معكم نحن” لأطفال جمعية إنسان، وورش خاصة باليوم الوطني في الدوادمي بمشاركة الأهالي والأطفال منذ عام 1438-1441هـ، إضافة إلى مبادرة “رسم بورتريه” التي تضمَّنت مثقفي وشعراء ورموز الوطن على حجر طويق، إذْ أنجزت فيها قرابة 85 عملًا فنيًّا، معربة عن امتنانها للقيادة الحكيمة، ومشيدةً بدعمها السخي للمواهب الذي من خلاله فُتحت آفاق الإبداع والتجديد والتطوير ونُقلت ثقافتنا للعالم أجمع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى