العالم يقرأ

” الإبداع والاتباع ” كتاب للمفكر السعودي ” إبراهيم البليهي ” عن اللاعقلانية والخواء

صدر مؤخراً للمفكر السعودي الأستاذ ” إبراهيم البليهي ” كتاب ” الإبداع والاتباع ..الاكتشاف والتطبيق، الاختراع والإنتاج، الابتكار والتنفيذ، الريادة والاستجابة، القيادة والانقياد” عن دار روافد الثقافية ودار ابن النديم في بيروت، استكمالاً لسلسلة القضايا

المحور الأساسي الذي يتناوله ” البليهي ” اللاعقلانية والخواء الفكري، بالرغم من وفرة المعارف، والتي سهل تناقلها عبر شبكات الانترنت، ومنصاتها المختلفة، وتعميم التعليم في كل مراحله لكل الفئات والطبقات، في غالب دول العالم، إلا أن السائد حالياً هو عقلانية القوانين، والنظم ، والمؤسسات، والمناهج ، وأساليب وتوازنات، لا عقلانية الشعوب والمجتمعات، ناهيك عن القصور العقلي والمنطقي في منهجية تفكير الأفراد، الأمر الذي يدعو للدهشة والبحث عن الأسباب وراء ذلك!

يرصد المفكر السعودي ” البليهي ” مظاهر الانحدار نحو اللاعقلانية، ويفسر الرغبة المحمومة لمزيد من التفاهة والخواء، والتي تظهر جلياً في ” الشره الاستهلاكي ” و الاندفاع قدماً نحو مزيد من الانحدار الذوقي والفني والثقافي، وزيادة الإقبال على تلك المنتجات الخالية المضمون وعديمة القيمة، بخلاف الانصراف عن الذوق الرفيع والبحث عن الجودة والمضمون الفكري والثقافي.

أين أمثال ” ديكارت ” و” أينشتاين “؟!

أحال ” البليهي ” هذه التفاهة والانحدار إلى عدم ظهور عبقريات فردية خارقة، والتي كان لها نصيب من المرونة، والتاكم المعرفي، والمحفزات القوية لإنجاز منتج فني أو ثقافي أو فكري ذو قيمة تاريخية، وتغيير مسار الفكر البشري من البدائية إلى النضج والعقلانية، من أمثال ديكارت، نيوتن، كانط، آينشتاين، وبفضل هؤلاء وغيرهم تغيرت حياة البشرية إلى الأفضل، وقامت الحضارات الحديثة على أسس ما تركوه من اختراعات ونظريات علمية، وفلسفات فكرية، ومنهج في التفكير العلمي صالح إلى وقتنا هذا .

نعم للإبداع .. ولا للاتباع

ينادي البليهي في كتابه إلى وأد الاتباع الأعمى، وضرورة العمل على تنمية التفكير العلمي، وتشجيع التحليل بدلاً من التلقين،والدراية بدلاً من الرواية، والحوار بدلاً من الإلزام بحد السيف، واحترام الرأي الآخر، والتأكيد على لغة الحوار بين الثقافات والحضارات على أساس من الاحترام المتبادل والندية. فالإحترام المتبادل هو الوسيلة المهمة لاقامة علاقات عميقة، ورسم المستقبل الإنساني المشترك بين الشعوب وإرساء قواعد التفاهم العميق.

 الأمل لا يزال معقوداً

تعداد البشرية بلغ ثمانية مليارات، ولا يزال الأمل معقوداً – وفق ما ذكره ” البليهي” – لأن هذا التعداد الرهيب يملك قابليات عظيمة لتجاوز هذه الحالة البائسة، والارتقاء إلى مستوى التعقل الدقيق، والحكمة الرصينة، وإيجاد الحكمة لما غفلت عنه العقول لإنشغالها بالمنتج الاستهلاكي رديء الجودة، فالقابليات الإنسانية المفتوحة يولد بها كل إنسان، وتختطفها في مرحلة الطفولة ” الأنساق الثقافية المتوارثة” ، ولابد أن تظهر خلال السنون القادمة طريقة لحماية النشء القادم بخطاه المتسارعة إلى المستقبل من ذلك الاختطاف الحتمي التلقائي، ويوماً ما سيحدث هذا .

يعد ” إبراهيم البليهي ” كاتب ومفكر وفيلسوف عربي من المملكة العربية السعودية، وعضو مجلس الشورى السعودي، حيث ينتمي إلى أسرة عريقة من محافظة ” الشماسية” من الوادعين – قبيلة الدواسر- التابعة لمدينة ” بريدة ” بمنطقة ” القصيم “، ويحمل شهادة في الشريعة الإسلامية من جامعة ” الإمام محمد بن سعود الإسلامية “.

” البليهي ” وقضية الوعي 

” البليهي ” له مقالات ودراسات عديدة نشرت في صحيفة ” الرياض ” السعودية، واشتهر بآرائه الجريئة في نقد الفكر العربي والإسلامي، ولديه مواقف ايجابية تجاه الحضارة الغربية ودورها البارز في التأسيس لنقلة كبيرة على مستوى الوعي، ويمتلك رصيداً من النظريات الفلسفية التي صاغها، ونشرها عبر كتاباته المختلفة من مقالات وكتب، وأبحاث عدة أثرى بها المكتبة السعودية كـ “القيادة والانقياد” و”العقل البشري” و”عبقرية الاهتمام” و”العلم و”مهارة الأداء” و”الكلال المهني”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى