متلازمة الطفل الوحيد
قرأنا كثيرًا فى «سيكولوجية -أو متلازمة- الطفل الوحيد» كأحد الاضطرابات النفسية التى اهتمت بها دراسات علمى النفس والاجتماع -وقد وجدنا انطباق هذه النظريات على الواقع بشكل كبير.
بعدما تنوعت خبراتنا وصادفتنا حالات لرجال وسيدات وقد انتقلت معهم هذه العاهات التى لم يحسن علاجها، فأضرت الآخرين، وهم غالبًا أقرب الناس إليه/ إليها.
والمقصود بالطفل الوحيد؛ الذى ليس له إخوة أبدًا، أو هو ولد وله شقيقات بنات، أو بنت ولها أشقاء ذكور. أما غالبية حالات هذا الاضطراب، خصوصًا فى بيئتنا العربية، فهى فى الذكور؛ لطبيعة هذه المجتمعات الذكورية التى تفرح لمقدم (الولد) فما بالك لو كان وحيدًا! وهنا منشأ المشكلة؛ إذ تؤدى الرعاية الزائدة به، والاهتمام والتدليل، وإفراده بالحماية الوالدية إلى نشوء سلوكات غير مرغوبة تلازم هذا الطفل طوال عمره..
يكتسب الطفل الوحيد نتيجة تلك التربية الخاطئة سلوكات سيئة مثل: العصبية، الغيرة، الحسد، القلق، الأنانية وحب النفس، اعتياد الأخذ من الآخرين؛ مالًا وحنانًا واهتمامًا إلخ، النرجسية وتضخم الذات… وصفات أخرى لا يتسع المقام لعرضها.
أين المشكلة المجتمعية إذًا؟
المشكلة فى وجود هؤلاء بيننا دون تقويم حتى صاروا رجالًا لهم أزواج وذرية.. والله لقد عاصرت حالات من الظلم من جانب هؤلاء البشر تدمى القلب؛ من البخل والتقتير على الأهل، وعدم الرضا عنهم رغم ما تبذله إحداهن من جهد ورعاية، ومن أكل حقوق الأخوات واستحلال الحرام رغم أن بعضهم على علم ويفقه حُرمة ما يفعل، لكنه لا يستطيع مقاومة الوسواس الداخلى الذى يلحّ عليه وقد عاشه طفلًا وشابًّا..ليت الأهل ممن لديهم طفل وحيد أن يقرأوا فى هذا الاضطراب، وألّا ينساقوا خلف عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان؛ فيخرّجوا للمجتمع حالات تصنع تفسّخًا مجتمعيًّا، وتزرع العداوات والأحقاد فى رحمها وفيمن حولها.. والله الهادى إلى سواء السبيل.
عامر شماخ