مقالات

*أسئلة حول اضطراب طيف التوحد

مينة القالي

محاضر، خبير دمج مدرسي

استشاري ومدرب في مجال التوحد

أمين عام مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل، منتدب دول شمال إفريقيا

تعتبر البيئة مؤثرا أساسيا في نمو الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد بما في ذلك الاسرة والمحيط، وتلعب التدخلات الأسرية دورا مهما في تأهيل الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد. وتعاني الاسر كثيرا مع أطفالها نظرا لغموض هذا الاضطراب الذي لازالت الأبحاث مستمرة للكشف عن أسبابه.

  • ما هو اضطراب طيف التوحد؟

هو اضطراب نمائي عصبي، بمعنى نقص في تطور الجهاز المركزي العصبي أو الدماغ، يتسبب في اضطراب وظيفة الدماغ، ويظهر في مرحلة الطفولة المبكرة أي مرحلة الرضاعة، قبل بلوغ الطفل ثلاث سنوات وتختلف أعراضه من طفل لآخر، ويؤثر علىقدرة الطفل على التعلم. و هويعتبر طيفا لأنه يتمظهر بطريقة مختلفة من طفل لآخر وبشكل ملحوظ. ويعتبر اضطراب طيف التوحد جزءاَ من مجموعة من الاضطرابات العصبية النمائية الموصوفة في  الطبعة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي عام 2013   “DSM-5- Tr“. المراجع سنة 2022.

والمستجد في هذه النسخة الخامسة أن اضطراب طيف التوحد يشمل:

  • التوحد أو اضطراب التوحد
  • متلازمة أسبرجر
  • اضطراب التفكك الطفولي
  • الاضطراب النمائي الشامل
  • ما هي خصائص اضطراب طيف التوحد؟

حسب الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة(5-DSM) الذي ذكرنا سالفا، يتميز اضطراب طيف التوحد بصعوبات كبيرة في مجالين:

  • ضعف في التواصل والتفاعلات الاجتماعية:

حيث يجد الطفلصعوبات كثيرة ومختلفة تتجلى في نقص المعاملة الاجتماعية بالمثل أو انعدامها والتفاعل مع الآخر، وصعوبات كذلك في التواصل غير اللفظي. وهذا يؤثر سلبا على بناء علاقات شخصية مع الآخر.

  • اهتمامات مقيدة وسلوكيات متكررة ونمطية:

يقوم الطفل بتكرار لنماذج مشابهة و مكررة من السلوك بشكل نمطي، يكون السلوك بحركات أو أصوات معينة، إضافة إلى التمسك بأشياء روتينية أو طقوس و أفعال معينة، واهتمامات ثابتة بشكل كبير بأشياء محددة غير اعتيادية.

إلا أن هذه الأعراض تختلف بشكل كبيرمن طفل لآخر، فهناك العديد من أشكال التوحد بقدر الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد. كما أنه ليس بالضروري أن تكون جميعها موجودة لكي نقومبتشخيص التوحد عند الطفل.إلا انهيجب أن يكون لدى الطفل صعوبات في المجالين السالفي الذكر.

  • ما هي العلامات التي يمكن ملاحظتها؟

من الضروري أن تقوم الأسرة بدقة الملاحظة والانتباه إلى بعض العلامات التي يمكن من خلالها التفكير في الكشف المبدئي، قبل المرور إلى التشخيص الشامل، ومن بين هذه العلامات، على سبيل المثال لا الحصر:

  • لا يناغي، لا يتواصل بالعين أو نادرا ما يتواصل بالعين.
  • لا يشير بالأصبع، ولا يقوم بإيماءات تواصلية في السنة الاولى
  • تأخر في الكلام أو عدم الكلام بالنسبة لبعض الحالات
  • لا يستجيب لنداء اسمه
  • ويبدو أحيانا كما لو أنه أصم
  • يقوم بالحوار الأحادي الجانب
  • لا يحاول أن يقلد
  • يتواصل بصعوبة مع الآخرين، ويبدو غير مبال بالآخرين.
  • نوبات من الضحك من دون سبب واضح
  • يقاوم التغييرات الروتينية مثل تغيير المكان، أو الطريق ، أو …
  • يقلب يديه أو أصابعه أمام عينيه
  • وضع الكفين على الأذنين عند سماع بعض الأصوات.
  • إلخ…
  • كيف يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد؟
  • الكشف الأولي:

يساعد هذا الكشف على معرفة الأطفال الذين يحتاجون إلى فحوصات دقيقة، وهناك اختبارات فحص معيارية تساعد على ذلك من خلال طرح أسئلة للأمهات والآباء وكذلك للمربيات أو المربين بحكم احتكاكهم و تكفلهم بالطفل. ومن أجل ذلك يتم استعمال استبيان خاص مثل: القائمة المرجعية المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار

(Modified Checklist for Autism in Toddlers (M-CHAT-R

  • التشخيص الشامل
  • يرتبط التشخيص بالمعايير الدولية ويكون من طرف ذوي الاختصاص، وهو نابع من التصنيفات الدولية المعتمدة وهي:
  • التصنيف الدولي للأمراض ICD 11
  • الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسةDSM-5-TR
  • تقييمات مرتبطة بالأداء تساعد على معرفة مستوى الطفل وتحديد نقط القوة ونقط الضعف لديه، مما يتيح إمكانية وضع مشروع شخصي خاص به. ومن بين هذه التقييمات نجد:
  • مقابلة تشخيص التوحدالمعدلة(ADI-R)   Autism Diagnostic Interview–Revised
  • مقياس تصنيف التوحد في مرحلة الطفولة CARS)  Childhood Autistic Rating Scale 
  • جدول الملاحظة لتشخيص التوحد، الطبعة الثانيةADOS-2 : Autism Diagnostic Observation Schedule™, Second Edition
  • فحص طبي وتحاليل بيولوجية لمعرفة إذا كانت هناك أمراض أخرى مصاحبة لاضطراب طيف التوحد.
  • كيف يتم التكفل بالطفل؟

يستدعي التكفل فريقا متعدد التخصصات، وهو فريق يعمل في تنسيق وتواصل مستمر من أجل تتبع مستوى تطور مدى تقدم الطفل بعد التدخل. يحتاج الطفل إلى:

  • تكفل طبي: ويخص بعض الأطفال الذين يعانون من بعض الأمراض المصاحبة لاضطراب طيف التوحد ويحتاجون إلى متابعة طبية، إضافة إلى ضرورة التدخل من طرف كل من الأخصائي النفسي، الأخصائي النفسي الحركي، المعالج الوظيفي، ومقوم النطق. ويختلف التدخل اللازم من طفل لآخر.
  • تكفل تربوي سلوكي: يكون التدخل من أجل تدريب الطفل على مجموعة من المهارات وتعديل السلوك قصد تذليل الصعوبات المرتبطة بالاندماج الاجتماعي.
  • التدخل التعليمي-التربوي:  يحتاج الطفل إلى فريق تربوي متخصص وتطويع للبرامج وللبيئة المستقبلة، وهناك بعض الاطفال يحتاجون لمعلم الظل .
  • ما هي أهم النصائح لمواكبة الطفل؟

من أهم النصائح اللازم اتباعها من أجل مواكبة ذوي اضطراب طيف التوحد :

  1. اقتناع الأسرة بأن الطفل لديه مشكلة وعدم الإحساس باليأس أو الوقوع في الإحباط ،
  2. ضرورة التدخل المبكر
  3. ضرورة اللجوء إلى ذوي الاختصاص
  4. لكل طفل ملمحه وبالتالي لكل طفل التدخل الملائم له
  5. كل تدخل يجب ان يكون بعد تقييم خاص ودقيق للطفل
  6. المثابرة والاستمرارية والتكرار مع الطفل بهدوء ودون توتر او تشنج
  7. التكوين والتدريب للأسرة من أجل الانخراط في تأهيل الطفل
  8. العمل على تطوير المهارات المرتبطة بالانتباه المشترك والاهتمام المشترك ( مثلا عندما تشير لطائرة في السماء وتقول للطفل انظر هناك طائرة، إذا نظر لها الطفل فأنت قمت بالعمل على مشاركة  الاهتمام والانتباه المشترك).
  9. الاعتماد على المقاربات المرتكزة على التحليل السلوكي لأنها من التدخلات المثبتة علميا.

*من محاضرة اضطراب طيف التوحد و آليات التدخل/ تحليل السلوك التطبيقي نموذجا عبر منصة عالم التنمية المستدامة برعاية مجلس العالم الإسلامي للإعاقة و التأهيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى