بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد.. التوحد حقائق وأرقام
الأيام الدولية هي مناسبات لتثقيف عامة الناس حول القضايا ذات الاهمية ولتعبئة الموارد والإرادة السياسية لمعالجة المشاكل العالمية والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها. ورغم ان الاحتفالات ببعض الأيام الدولية تسبق إنشاء الأمم المتحدة، الا ان الأمم المتحدة تبنت هذه الاحتفالات كأداة قوية لنشر الوعي.
ويعطي كل يوم دولي فرصة للعديد من الجهات الفاعلة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بموضوع اليوم. وتسعى مؤسسات ومكاتب منظومة الأمم المتحدة، بالإضافة الى الحكومات وقطاعي المجتمع المدني والخاص والمؤسسات التعليمية والمواطنين بشكل أعم، لجعل اليوم الدولي نقطة انطلاق لأنشطة التوعية الخاصة بموضوع اليوم واهدافه.
وما برحت أسرة الأمم المتحدة طوال تاريخها، تمجد التنوع وتعمل على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورفاههم، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من اختلافات في التعلم وتأخر في النمو. وفي عام 2008، بدأ نفاذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ، وبذلك تم التأكيد من جديد على مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان العالمية للجميع. ويتمثل الغرض منها في تعزيز جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها على قدم المساواة، وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة. وهي أداة راسخة لتعزيز مجتمع يرعى ويشمل الجميع ويكفل تمكن جميع الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد من العيش حياة كاملة وذات مغزى.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد (القرار 139/62) لتسليط الضوء على الحاجة للمساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.
والتوحد هو حالة عصبية مدى الحياة تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص. وإن من شأن تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي والتكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.
ويتميز التوحد بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، واتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.ويعتبر معدل التوحد في جميع مناطق العالم مرتفعا ويترتب على عدم فهمه تأثير هائل على الأفراد والأسر ومجتمعاتهم المحلية.
ولا يزال ما يرتبط بهذه الاختلافات العصبية من وصمة العار والتمييز يشكل عقبات كبيرة في التشخيص والعلاج، وهي مسألة يتعين على واضعي السياسات العامة معالجتها في البلدان النامية وكذلك في البلدان المانحة على حد سواء.
حقائق وأرقام
يشمل اضطراب طيف التوحد (ASD) مجموعة من اضطرابات النمو العصبي التي تسبب الضعف في مهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية. ويبدأ اضطراب التوحد عموماً في عمر أقل من 3 سنوات ويستمر مدى الحياة، لكن التدخل المبكر يؤدي دوراً في العلاج والتقدم.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يُعتبر اضطراب التوحد أكثر شيوعاً بين الأولاد بحوالي 4 مرات منه لدى الفتيات.
ويُوجد اضطراب طيف التوحد بين جميع الأعراق ومختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
ويبلغ معدل انتشار مرض التوحد في الولايات المتحدة حوالي واحد من بين كل 59 طفلاً، وفقاً لتقرير صادر عن مركز السيطرة على الأمراض لعام 2018.
وتبلغ تكاليف الرعاية الصحية للأطفال الذين يعانون من مرض التوحد وفقاً لبحث نشر في مجلة التوحد واضطرابات النمو، 4 إلى 6 أضعاف تكاليف الرعاية الطبية للأطفال بدون المرض.
ويُعتبر تاريخ 2 أبريل/نيسان هو اليوم العالمي للتوحد.
التشخيص
ولا يوجد اختبار طبي نهائي لتشخيص مرض التوحد. ويتم بدلاً من ذلك تشخيص الاضطراب من خلال مراقبة نمو الطفل.
وقد تتضمن علامات التوحد وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض، عجزاً في التواصل الاجتماعي والتفاعل بسياق الكلام، وصعوبة الانخراط في محادثة، وغياب الاهتمام بتكوين صداقات مع الأقران.
اللقاحات والتوحد
وبدأ النقاش في العام 1998 حول ما إذا كان اضطراب شبح التوحد ناجم عن اللقاحات، وذلك عندما نشرت مجلة “Lancet” الطبية دراسة يتم مراجعتها الآن من قبل الباحث أندرو ويكفيلد، والتي تربط لقاح “MMR” بالتوحد.
وقام معظم المؤلفين المشاركين في دراسة ويكفيلد بسحب أسمائهم من الدراسة، عندما علموا أنه قد تتم مساءلته من قبل مكتب محاماة يعتزم مقاضاة مصنعي اللقاح المعني. وفقد ويكفيلد رخصته الطبية في العام 2010. وفي العام 2011، تراجعت “Lancet” عن الدراسة بعد أن توصل تحقيق إلى أن ويكفيلد قام بتغيير أو تحريف المعلومات عن الأطفال الـ 12 الذين كانوا أساساً لاستكمال الدراسة.
ولم يتمكن باحثون آخرون من تكرار نتائج ويكفيلد. ولم تجد العديد من الدراسات اللاحقة التي تحاول إعادة الوصول إلى النتائج أي صلة بين اللقاحات والتوحد، بما في ذلك العديد من المراجعات التي أجراها معهد الطب.
الجدول الزمني
1900: تمت دراسة خصائص مرض التوحد كأعراض لمرض انفصام الشخصية.
1938: بعد فحص دونالد جراي تريبلت من ولاية ميسيسيبي من قبل ليو كانر، وهو طبيب نفساني للأطفال من مستشفى جونز هوبكنز، قد أصبح لاحقاً أول شخص يتم تشخيصه بأعراض مرض التوحد.
1943: تم تعريف تريبلت بـ “Donald T” في مقالة “اضطرابات التوحد والتواصل العاطفي” بقلم كانر. وأوضحت الورقة فكرة ارتباط التوحد بنقص الدفء العائلي، وقد أطلق عليه فيما بعد نظرية “الأم الباردة”.
1944: نشر الطبيب النمساوي هانز أسبرجر، بحثاً عن متلازمة التوحد.
1964: نشر عالم النفس برنارد ريملاند، بحث “التوحد الطفولي: المتلازمة وآثارها على النظرية العصبية للسلوك”.
1965: أسس ريملاند الجمعية الوطنية للأطفال المصابين بالتوحد (والتي أصبحت الآن جمعية التوحد الأمريكية). وأسس لاحقاً معهد بحوث التوحد.
1980: تم تصنيف مرض التوحد بشكل منفصل عن مرض انفصام الشخصية.
18 ديسمبر/كانون الأول 2007: أعلنت الأمم المتحدة 2 أبريل/نيسان اليوم العالمي للتوعية بالتوحد.
17 ديسمبر/كانون الأول 2015: أعلن علماء في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنهم وجدوا لأول مرة، صلة بين السلوك التوحدي ونقص نشاط ناقل عصبي رئيسي، وهو نوع من مادة كيميائية في الدماغ تمكن من نقل الإشارات عبر الخلايا العصبية، مما يسمح للدماغ بالتواصل مع الأجهزة الأخرى.
21 أبريل/نيسان 2016: أعلنت مؤسسة سيمونز عن إطلاقها لمشروع بحث عن مرض التوحد يسمى “SPARK“. وركزت الدراسة، التي تضم علماء من 21 مستشفى وعيادة جامعية، على العلاقة المحتملة بين الوراثة والتوحد. وتتم دعوة آباء الأطفال المصابين بالتوحد إلى التسجيل عبر الإنترنت والمشاركة في الدراسة.
فبراير/شباط 2017: وجد الباحثون وفقاً لدراسة نشرت في مجلة “Nature” أن مراقبة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ الأطفال قد تساعد على التنبؤ بما إذا كانوا سيصابون بالتوحد. ووجد الباحثون صلة محتملة بين تضخم الدماغ خلال السنة الأولى من العمر وتشخيص مرض التوحد في عمر السنتين.
11 أبريل/نيسان 2017: وجدت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للصحة العامة أن الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد هم أكثر عرضة للوفاة بثلاثة أضعاف من عامة الناس بسبب الإصابات التي يمكن الوقاية منها، أما الأطفال والشباب الصغار المصابين بالتوحد يُعتبرون أكثر عرضة للموت 40 مرة من إصابة يمكن الوقاية منها لدى عامة الأطفال. أما الاختناق والغرق فهي من الأسباب الرئيسية للإصابات المميتة بين المصابين بالتوحد.
26 مارس/آذار 2018: وفقاً لدراسة نشرت في “JAMA Pediatrics“، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد وإخوانهم الأصغر سناً أقل عرضة للتطعيم الكامل من الأطفال الذين لا يتأثرون بالتوحد.
4 مارس/آذار 2019: أظهرت دراسة شملت أكثر من 650000 طفل أن لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية لا يزيد من خطر التوحد، ولا يؤدي إلى مرض التوحد عند الأطفال المعرضين للخطر.
29 أبريل/نيسان 2019: أشارت دراسة إلى أنه يمكن فحص الأطفال لاضطراب طيف التوحد في عمر 14 شهراً بدقة عالية.
يناير/كانون الأول 2020: حددت دراسة 102 من الجينات المرتبطة بمخاطر التوحد. وفي السابق، كان الباحثون على دراية بـ 65 جيناً فقط.