زهور الجنة

في اليوم العالمي للتوحد.. تعرف على أعراضه وأسبابه وأبرز العلاجات

حدد العلماء يوم 2 أبريل كيوم عالمى للتوحد للتعريف به والتحذير منه، ووفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقايه منها الأمريكى CDC، يمكن أن تتراوح قدرات التعلم والتفكير وحل المشكلات للأشخاص المصابين بالتوحد من الموهوبين إلى ذوى التحديات الشديدة يحتاج بعض المصابين باضطراب طيف التوحد إلى الكثير من المساعدة فى حياتهم اليومية.

اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك. يُشير مصطلح “الطيف” في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.

يتضمن اضطراب طيف التوحد حالات كانت تعتبر منفصلة في السابق — التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولي وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائي الشامل. لا زال بعض الأفراد يستخدمون مصطلح “متلازمة أسبرجر”، والتي يعتقد بوجه عام أنها تقع على الطرف المعتدل من اضطراب طيف التوحد.

يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي — على الصعيد الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال. غالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. يحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.

في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال.

الأعراض

تظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية. قد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل. عادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.

من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطًا فريدًا من السلوك ومستوى الخطورة — من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.

يعاني بعض الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد. يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع — حيث إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.

يمكن في بعض الأحيان أن تكون الشدة صعبة التحديد، بسبب المزيج الفريد للشعور بالأعراض في كل طفل. حيث إنها تعتمد بشكل عام على مستوى حالات الضعف وكيفية تأثيرها على قدرة القيام بالوظائف.

ترد أدناه بعض العلامات الشائعة التي يُظهرها الأشخاص الذين يعانون اضطراب طيف التوحد.

التشخيص

سيبحث طبيب طفلك عن علامات تأخيرات نمائية في أثناء زيارات الفحص المنتظمة. إذا اعترى طفلك أي من أعراض اضطراب طيف التوحد، فستتم إحالتك على الأرجح إلى أخصائي يعالج أطفال اضطراب طيف التوحد، كطبيب نفسي للأطفال، أو أخصائي نفسي، أو طبيب أعصاب أطفال، أو طبيب أطفال متخصص في النمو؛ وذلك للتقييم.

قد يكون من الصعب الوصول إلى تشخيص؛ نظرًا للتنوع الكبير في أعراض اضطراب طيف التوحد وشدته. ولا يوجد اختبار طبي معين لتحديد الإصابة بهذا الاضطراب. فعوضًا عن ذلك، قد يقوم الأخصائي بأي مما يلي:

  • ملاحظة الطفل، والسؤال عن الكيفية التي تطورت على نحوها تفاعلات الطفل الاجتماعية، ومهاراته التواصلية، وسلوكه، وكيف تغيرت كل منها بمرور الوقت
  • إجراء اختبارات لطفلك، تتناول السمع، والتخاطب، واللغة، والمستوى النمائي، والأمور الاجتماعية والسلوكية
  • تقديم تفاعلات اجتماعية وتواصلية ذات بنية محددة لطفلك، وحساب نتيجة أدائه فيها
  • استخدم المعايير في Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية) (DSM-5)، الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية
  • إشراك أخصائيين آخرين في تحديد التشخيص
  • التوصية بإجراء اختبار جيني للتعرف على ما إذا كان طفلك مصابًا باضطراب جيني، كمتلازمة ريت، أو متلازمة X

علاج مرض التوحد لا يوجد علاج تامّ لمرض التوحّد، أو مرض الذاتوية، أو اضطراب التوحد الكلاسيكي، أو اضطراب الطيف الذاتوي، أو اضطراب طيف التوحد (Autism spectrum disorder) حتّى يومنا الحالي، وتهدف الطُرق المُتّبعة في علاج مرض التوحد إلى زيادة قدرة المُصاب على ممارسة نشاطاته وحياته اليومية، ويتحقّق ذلك بتخفيف الأعراض ودعم عملية التطور والتعلّم لدى المُصاب، ولتحقيق ذلك؛ عادةً ما تبدأ رحلة العلاج عند المُصابين خلال مرحلة ما قبل المدرسة، حيث تُساعد هذه التدخلات المبكرة على تعلّم الطّفل المهارات الاجتماعية، ومهارات التواصل، بالإضافة إلى اكتسابه مُختلف المهارات السلوكية والوظيفية، وتختلف طرق العلاج المُتّبعة باختلاف الحالة، إذ لا يوجد علاج واحد مُناسب لجميع الأطفال المُصابين بالتوحّد، لذلك يجب على الأهالي مراجعة المختصين لتحديد أفضل طرق العلاج التي تتناسب مع حاجة الطفل بمجرد تشخيصه بمرض التوحد، وبشكلٍ عامّ هُناك العديد من الطرق العلاجية التي يُمكن تطبيقها في المنزل، أو في المدرسة، ومن الجدير ذكره أنّ الاستراتيجيات العلاجية قد تختلف مع مرور الوقت استجابةً لاحتياجات المُصاب نفسه، وكلّما كان العلاج مُبكّر كانت النتائج أفضل، وسيتمّ بيان علاج مرض التوحد المُختلفة فيما يأتي.

علاجات السلوك والتواصل يرتبط مرض التوحد كما ذكرنا سابقًا ببعض الصعوبات السلوكية، والاجتماعية، واللغوية، وبالتالي تتضمّن علاجات السلوك والتواصل العديد من البرامج المُختلفة، منها ما يعمل على إكساب الطفل مهاراتٍ جديدة وتقليل المشاكل السلوكية، ومنها ما يُركّز على تعليم الأطفال المُصابين بالتوحّد طريقة التفاعل الصحيحة تجاه المواقف الاجتماعية المُختلفة التي قد يتعرضون لها، وتعليمهم كيفية التواصل مع الآخرين بشكلٍ أفضل.

تحليل السلوك التطبيقي يُعدّ تحليل السلوك التطبيقي (بالإنجليزية: Applied behavior analysis) أحد أنواع علاجات مرض التوحد المُثبت فعاليته في تحسين مهارات المُصابين وتقليل حاجتهم إلى بعض الخدمات الخاصّة، حيثُ يعمل على تطوير سلوكيات مُحددة، مثل: المهارات الاجتماعية، والتواصل، والقراءة، والمهارات الاكاديمية، بالإضافة إلى إكساب الطفل مهارات التعلم التكيّفي، والتي تتضمّن المهارات الحركية الدقيقة، وأسس النظافة الشخصية، والقدرات اللازمة لأداء المهام المنزلية، والالتزام بالمواعيد، وكذلك الكفاءة الوظيفية، وتجدر الإشارة إلى إمكانية اتباع التحليل السلوكي التطبيقي كعلاج لمُختلف الاضطرابات النفسية بغضّ النّظر عن عمر المُصاب، حيث يُمكن تطبيقه في المدرسة، أو المنزل، أو مكان العمل، أو العيادات الطبية، وينقسم تحليل السلوك التطبيقي بدوره إلى عدّة أنواع، نذكرها فيما يأتي:

التدريب التجريبي المنفصل: (بالإنجليزية: Discrete trial training)، حيثُ يعمل هذا النوع على تحديد سلوك معين يرغب المُصاب باكتسابه، ومن ثمّ تقسيمه إلى خطوات بسيطة لتسهيل تطبيقه. التدخل السلوكي المكثف المبكر: (بالإنجليزية: Early intensive behavioral intervention)، ويُعتبر هذا النوع من العلاجات المُخصّصة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. التدريب على الاستجابة المحورية: Pivotal response treatment، حيثُ يركّز على جوانب مهمة من مراحل تطور الطفل المُصاب، كالإدارة الذاتية، وتولي المسؤولية عند التعامل مع بعض المواقف الاجتماعية. التدخل السلوكي اللغوي: Verbal behavior intervention، حيثُ يهدف هذا النوع إلى تحسين المهارات اللفظية لدى الطفل المُصاب بالتوحد. العلاجات التربوية تتضمّن العلاجات التربوية مجموعة من البرامج التربوية شديدة التنظيم، والتي تعمل على تحسين وتطوير المهارات الاجتماعية، والتواصل، والسلوكيات، ولنجاح هذا النّوع من العلاجات يجدُر توافر فريق من المُختصين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من النشاطات، وقد أثبتت التجارب أنّ تطبيق هذه التدخلات السلوكية بشكلٍ مُكثّف وفردي لأطفال التوحّد الذين تقع أعمارهم ضمن فئة ما قبل المدرسة من شأنه تحقيق التطور المطلوب، والاستجابة الجيدة.

العلاجات العائلية تتمثل العلاجات العائلية بتعليم الوالدين وأفراد العائلة بشكلٍ عام كيفية التفاعل واللعب مع أطفالهم المُصابين بالتوحّد، ممّا يضمن تحقيق مجموعة من النتائج، بما يتضمّن تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي، والتحكّم بالسلوكيات غير الصحيحة، وتعلّم مهارات الحياة اليومية، بالإضافة إلى التّواصل السليم.

علاج النطق يُساعد علاج النطق على تجاوز مشاكل التواصل التي قد يُعاني منها المُصابين بمرض التوحد، ويُمكن تحقيق ذلك عن طريق الاستعانة بأخصائي النطق لتعليم المُصاب بالتوحّد كيفية مُطابقة تعابير وجهه مع ما يشعر به، وكيفية تفسير لغة الجسد، وطريقة الرد على الأسئلة، بالإضافة إلى العمل على تعليمه كيفية إيجاد وملاحظة الفروق الدقيقة في نبرات الصوت، والمُساعدة على تقوية طريقة النّطق وزيادة وضوحها.

العلاج الوظيفي يتضمّن العلاج الوظيفي (بالإنجليزية: ccupational therapy) تطوير المهارات اللازمة للحياة اليومية، وتحقيق نوع من الاعتماد على الذات والاستقلال، ففي البداية يتمّ تدريب المُصاب على ذلك خلال جلسات علاجية تتراوح مدّتها في العادة بين 30-60 دقيقة، وبعد مرور فترة مُعينة، يستطيع المُصاب البدء بتجربة وتطبيق هذه المهارات خارج أوقات جلسات التدريب، ومن المهارات التي يتمّ تعليمها للطّفل المُصاب بالتوحد خلال جلسات العلاج الوظيفي: ارتداء الملابس دون أي مساعدة، وأسس النظافة الشخصية، وبعض المهارات الحركية الدقيقة.

حصص المهارات الاجتماعية تهدف حصص المهارات الاجتماعية كما تُظهر التسمية إلى المُساعدة على تحسين طريقة التفاعل الاجتماعي للطّفل المُصاب بالتوحد مع الآخرين، بالإضافة إلى تعليمه كيفية تكوين روابط اجتماعية معهم، ويُمكن التدريب وتطبيق هذه الحصص في مُختلف الأماكن؛ كالمنزل، أو المدرسة، أو المجتمع، وتُدار هذه الحصص عن طريق الأخصائي، ومن المهمّ التعاون مع الأهالي وتدريبهم بما يُمكّن من تحسين مهارات الطفل الاجتماعية.

ركوب الخيل العلاجي أظهرت الدراسات أنّ ركوب الخيل (بالإنجليزية: Hippotherapy) يُساعد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و16 عامًا على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والنّطقية، وتُقلّل سرعة الانفعال لديهم، كما تُخفّف من حالة فرط النشاط في حال مُعاناة الطفل منها، حيثُ يقوم الأخصائيون في هذا النّوع من العلاجات بتوجيه الطفل المُصاب أثناء قيامه بركوب الخيل، فمن المعروف أنّ رياضة ركوب الخيل تُعتبر أحد أنواع العلاجات البدنية، فيتعلّم الطفل من خلالها كيفية التفاعل مع الخيل، والاستجابةً لتحرّكات الخيل.

نظام التواصل عن طريق تبادل الصور يقوم نظام التواصل عن طريق تبادل الصور (بالإنجليزية: Picture exchange Communication system) على تعليم الأطفال المصابين بالتوحد استخدام الصور للدلالة والحصول على الأشياء وممارسة النّشاطات، أيّ أنّه مُصمّم لبعض الحالات الخاصة؛ كعدم التحدث، أو بطء الاستيعاب، أو إيجاد صعوبة في الفهم، وقد أوضحت الأبحاث أنّ اتباع هذا النّظام قد يُحقق بعض التطور في مشاكل التواصل التي يواجهها المُصابين بالتوحّد، إلّا أنّ تأثيره في مشاكل النّطق يكاد يكون معدومًا، ومن سلبيات هذا النظام أنّه لا يكون فعّالًا للأطفال الذين لا يرغبون بالتواصل بشكلٍ عام، أو الذين لا يمتلكون أيّ اهتمام أو رغبة تجاه أشياء أو أنشطة أو أطعمة مُعينة.

العلاجات الدوائية تتوفر مجموعة من الأدوية التي قد يصِفها الطبيب المُختصّ للسّيطرة على بعض الأعراض لدى مريض التوحّد، فعلى سبيل المثال؛ قد يُعاني المُصاب بمرض التوحد من مشاكلٍ سلوكيةٍ شديدة، ويُمكن تخفيف المشاكل السلوكية المُصاحبة للتوحد بطرق علاجية مُختلفة؛ من بينها استخدام الأدوية المضادة للذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، وفي الحالات التي يُعاني فيها الطّفل من القلق فقد يصِف الطبيب مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، ويُشار إلى احتمالية وصف الطبيب لبعض الأدوية المُخصصة لعلاج اضطرابات فرط الحركة لمرضى التوحد عند الحاجة لذلك، وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة إخبار الطاقم الطبي عن أيّ أدوية أو مكمّلات غذائية يستخدمها الطّفل المُصاب بالتوحّد، نظرًا لاحتمالية حدوث بعض التفاعلات بينها، والتي قد تؤدي أحيانًا إلى أعراضٍ جانبية ضارّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى