“شرفة على الغد”.. رصد سردي لقصة نجاح الإسكان السعودي وأبعادها المجتمعية
أطلق مركز العالِم للتوثيق التنموي والإنساني بمؤسسة العالم للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع بالرياض أحدث إصداراته تحت عنوان “شرفة على الغد”. يقوم الإصدار الذي ألفه الروائي أسامة الزيني على مجموعة من القصص الطويلة، تجسد في قالب سردي يمزج بين الواقعي، والمتخيَّل، والاستشرافي، عددًا من التحولات التي اعترت المجتمع السعودي، ومثلت منعطفات كبيرة في توجهات أفراده، ومواقفهم من التحديات التنموية في بلادهم، متأثرين بالتحول الذي شهده واقع الإسكان في بلادهم، والانفراجة الكبيرة التي شهدها قطاع عانى طويلاً، قبل نجاح رؤية المملكة 2030 في تغيير ملامحه، ونجاح قطاع الإسكان في الخروج أخيرًا من عنق الزجاجة، والانطلاق نحو آفاق رحبة يشهدها هذا القطاع بالغ الأهمية والتأثير على المواطن، وعلى قيم المواطَنة.
وأوضح المشرف العام البروفيسور محمد الطريقي أن العمل “لا يسعى لرصد التحول الذي شهده قطاع الإسكان السعودي، فهذا مكانه التقارير الحكومية والتصريحات الصحفية، فضلاً عن أنه ليس دورَنا، لكننا في (شرفة على الغد) نسعى لرصد التحولات المجتمعية التي أعقبت هذا التحول، وتَبَدُّل مصائر الشخصيات المتأثرة به، من شخصيات محبطة يائسة سلبية، إلى شخصيات إيجابية لديها ما تحلم به، وتكافح من أجله”.
وأضاف البروفيسور الطريقي أن العمل “يعد من نوعية الأدب الموجَّه؛ عملاً بسياسة مركز العالم الرامية إلى تعزيز القيم الإنسانية والمجتمعية، سواء من خلال رصد سير الشخصيات العصامية، أو قصص نجاح المنجزات الكبرى؛ إرساء للقيم الإنسانية الأساسية اللازمة لبناء وعي المجتمع، وهذا النوع من الكتابة ليس جديدًا أو طارئًا على الأدب العالمي، فقد كان أداة بناء ناجحة في كثير من المجتمعات الغربية والشرقية، بعد الحرب العالمية الثانية، لبث الوعي وقيم البناء والتقدم وحفز المجتمعات على العمل والبناء، وامتلاك أسباب القوة، وغرس قيم الانتماء داخل أفرادها، وقد حرصنا في مؤسسة العالم للصحافة من خلال مركز العالم للتوثيق التنموي الإنساني على خروج العمل على أعلى مستوى من الاحترافية والسرد الجاذب لجميع فئات المجتمع العمرية والنوعية، في ظل إقبال المتلقي السعودي الواسع على الكتابات السردية”.
كما كشف البروفيسور محمد الطريقي، رئيس مركز العالم للتوثيق التنموي الإنساني، والمشرف العام على اعمال السردية، عن أن “نقطة الانطلاق التي ألهمتنا بتبني مهمة تأليف هذا العمل، وإهدائه إلى القارئ السعودي، تصريحات متلفزة سابقة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حول منجزات قطاع الإسكان، والقفزة النوعية التي حققها، ما دفعنا للبحث على نحو معمق في هذا الملف، ودراسة جميع نتائجه وتأثيراته على المجتمع، وقد ترك هذا داخلنا يقينًا بضرورة مواكبة هذه الوثبة الكبرى في قطاع الإسكان، أول القطاعات وأكثرها تأثرًا برؤية 2030، بعمل سردي يجسد هذه الوثبة، ويوثقها للذاكرة الوطنية، ويغرس قيم العمل والبناء الوطني لدى الأجيال الجديدة، وقد وقع اختيارنا على القالب السردي القصصي؛ لما له من قبول كبير لدى جميع الشرائح العمرية، وفي صدارتها شريحة الشبان والشابات، أول الفئات المستهدفة بالعمل”.
وبين البروفيسور الطريقي أن العمل سيكون متوافرًا في جميع فروع مكتبة جرير، وفي معرض الرياض الدولي للكتاب المقبل، وأضاف قائلاً: “ونحن إذ نهدي العمل للقراء، فإننا نهديه، أيضًا، لصناع الدراما في المملكة؛ فسيكون ملهمًا كثيرًا بالنسبة لهم، وسيتعاظم أثره والنفع به إذ وفقت إحدى جهات الإنتاج في تجسيده دراميًا، ونحن مستعدون للتعاون بهذا الصدد مع أي جهة تبدي جدية بهذا الخصوص”.