العالم يقرأ

“كل شيء وأكثر: تاريخ موجز للانهائية”.. جولة تنويرية تاريخية في عشق دراسة الرياضيات

يُعَد هذا الكتاب دليلًا مشوِّقًا إلى ترويضٍ حديث لفكرة «اللانهائية»، التي هي إحدى أشهر الأُحجيَّات في تاريخ الرياضيات أجمع، وهو كذلك بمثابة جولةٍ تنويرية في تاريخ هذه الفكرة؛ جولةٍ تجمع بين التاريخ والفلسفة ورسائل في عشق دراسة الرياضيات. يأخذنا المؤلف «ديفيد فوستر والاس» — بفضوله المُعدِي، وجُمَله الرَّنانة، وتعبيراته النارية — في جولةٍ ممتعة يَطوف بنا خلالها بين أفكار كلٍّ من «أرسطو»، و«نيوتن»، و«لايبنتس»، و«كارل فايرشتراس»، وصولًا إلى «جورج كانتور» ونظرية المجموعات، ما يجعل الكتاب مقدمةً مثالية إلى جمال عالَم الرياضيات، أو بالأحرى، إلى الغرابة التي لا سبيلَ إلى نُكرانها لفكرةِ «اللانهائية» بطبيعتها المتناقضة ظاهريًّا.

وكغيره من كتيبات سلسلة «اكتشافات عظيمة»، يُعَد هذا الكُتيب واحدًا من المؤلَّفات المتخصصة التي كُتِبَت باللغة الرائجة.

وموضوعُ الكتاب مجموعة من الإنجازات الرياضية الشديدة التجريد والتخصُّص، التي تتَّسم بقدرٍ كبير من العمق والإثارة والجمال في الوقت نفسِه. والهدف هو مناقشة هذه الإنجازات بطريقةٍ جذابة ومفهومةٍ للقرَّاء الذين ليست لديهم خلفياتٌ أو خبرات مُتخصصة في مجال الرياضيات.

إذن الهدف هو إضفاءُ الجمال على الرياضيات، أو على الأقل مساعدة القارئ على إدراك حقيقة أنَّ الرياضيات مادة جميلة.

كل هذا يبدو جيدًا للغاية، بطبيعة الحال، باستثناء أن هناك عقدةً بسيطة: كيف يُمكنك أن تجعل عَرضك المادةَ العلمية مُتخصِّصًا دون أن ينصرِف عنك ذِهنُ القارئ ودون أن تُغرِقه في كمٍّ هائل من التعريفات والتعليقات الجانبية؟ إضافةً إلى ذلك، إذا افترضتَ أن بعض القراء لديهم خلفية مُتخصِّصة أقوى من غيرهم بكثير، وهو أمر مُستحسَن، فكيف يُمكن تناول الموضوع بطريقة يَسهُل على المُبتدئين استيعابُها دون أن تكون مُملًّا أو مزعجًا بالنسبة إلى شخصٍ حصل على جانبٍ كبير من دراسة الرياضيات في الجامعة؟

في هذا الكتاب، تُشير عبارة «معلومة إضافية» إلى أجزاء من المادة العلمية التي يُمكنك أن تتأمَّلها، أو تفحصها، أو تتخطَّاها ببساطة إذا رغبتَ في ذلك. هذا معناه أن القارئ يُمكن أن يتخطاها دون أن يفقد السياق.

أكثر من نصف الحواشي السُّفلية في الكتاب «معلومات إضافية» يُمكنك التعامُل معها حسبما يتراءَى لك، وكذلك الكثير من الفقرات المختلفة، بل وحتى مجموعة من الأجزاء الفرعية في مَتن الكتاب نفسِه. بعض هذه الأجزاء الاختيارية عبارةٌ عن استطرادات أو معلومات تاريخية عابرة، وبعضها عبارة عن تعريفاتٍ أو توضيحات يعلمها القارئ الخبير بالرياضيَّات؛ ولذا لا داعيَ لإهدار وقته في قراءتها. لكن الكثير من الأجزاء المسبوقة بعبارة «معلومة إضافية» تستهدف القارئ الذي لديه خلفية مُتخصِّصة قوية أو اهتمام استثنائي بالرياضيات أو صبرٌ غير عادي، أو كل هذه العناصر الثلاثة مُجتمِعةً؛ إذ تُسلِّط هذه الأجزاءُ الضوء بمزيدٍ من التفصيل على أجزاءٍ قد يمرُّ بها النقاش الرئيسي سريعًا أو يتغاضى عنها.

قالوا عن الكتاب:

هذا الكتاب هدية بكل المعايير تقريبًا. إنَّه وثيقة ذكية وعميقة الفكر في ٣٠٠ صفحةٍ تشهد بخصائصَ لم أكن أُدرك من قبلُ أن تتَّسم بها الرياضيات: الرياضيات مُحيِّرة ومليئة بالإعجاز، ولكنها في النهاية تمتاز بجمالٍ مُذهل.

أنطوني دوير، صحيفة «ذا بوسطن جلوب»

والاس هو الرفيق المثاليُّ الذي يُمكنك اصطحابه في مغامرة سقوط حُر بمِظلَّة في هُوَّة عِلم الرياضيات والميتافيزيقا السحيقة المُتمثلة في اللانهائية.

دينيس ليم، صحيفة «فيلدج فويس»

كتابٌ مُمتع للغاية في قراءته، شديدُ السلاسة في أسلوبه … ترياقٌ رائع للمَلل الذي تُوصَم به الكتب الدراسية وكتبُ الثقافة الرائجة، اللتان تتناولان الرياضياتِ بطريقة تُبرز المُكتشِف على حساب الاكتشاف نفسِه.

مجلة «بوكليست»، مقالة رأي

لو لم يمتهن والاس كتابة الروايات الأدبية، فمن غير الصعب أن تتخيَّله مؤرِّخًا للعلوم، يكتب كلَّ بضعة أعوام مجلداتٍ غيرَ تقليدية تتحدَّى الفِكر، على غِرار هذا الكتاب.

المؤلف

عن المؤلف

ديفيد فوستر والاس: وُلد في عام ١٩٦٢م، ونال درجة الماجستير في الفنون الجميلة في مجال الكتابة الإبداعية من جامعة «أريزونا»، ثم انتقل إلى «ماساتشوستس» لإكمال الدراسات العليا في الفلسفة في جامعة «هارفارد». كَتب «والاس» مجموعةً من الروايات التي حازت استحسان النُّقاد وأشادوا بها، مثل: «دُعابة لا نهائية» و«مكنسة النظام» و«الملك الشاحب». كما كَتب عددًا من القصص القصيرة نشرها في مجلاتٍ شهيرة. وتضمَّنت أعمالُه غيرُ الأدبية سلسلةً من المقالات المهمة. تُوفِّي عام ٢٠٠٨م.

معلومات الكتاب:

اسم الكتاب: كل شيء وأكثر: تاريخ موجز للانهائية

المؤلف: ديفيد فوستر والاس

تعريب: بيومي إبراهيم بيومي, مراجعة هبة عبد المولى أحمد

الناشر: مؤسسة هنداوي

تاريخ النشر: 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى