إضاءات

هدفها جعل العلم جزءاً من ثقافة المجتمعات العربية .. “منظمة المجتمع العلمي العربي”.. نحو مشروع نهضويٍّ شامل

“منظمة المجتمع العلمي العربي”، هي مشروع يهتم بالعلم وممارساته لجعله جزءاً أساسياً من ثقافة المجتمع العربي. لذلك تسعى المنظمة للمساهمة، بكل ما أوتيت من إمكانيات، في خلق مجتمع علمي عربي رفيع المستوى يكون قادراً على التعامل مع العلم والاستفادة منه، عسى أن يمهّد هذا في المستقبل لنهضة عربية بكافة المجالات.

تقول الدكتورة “موزة بنت محمد الربان”، رئيس المنظمة: “على الرغم من أهمية المباني وتصاميمها بما يخدم العملية العلمية، وأهمية الأجهزة التي تستخدم داخل المؤسسات العلمية، إلا أن من أولويات المنظمة هو إيجاد جو علمي دائم في أروقة هذه المؤسسات وغرفها ومختبراتها ومكتباتها. وهذا الجو هو الكفيل بالإبقاء على التحفيز والتنافس في البحث، وبالتالي الابتكار والابداع. وبما أن المجتمع العلمي هو شبكة العلماء والباحثين والطلاب ومؤسساتهم البحثية والتطبيقية والروابط بينهم والتقاليد التي تحكمهم، فلابد للجو العلمي أن يكون متغلغاً بهذه الشبكة واضح المعالم، وبذا تسود روح التفكّر والجدية وتصبح هذه الروح سمة يحس بها كل وافد جديد لهذه الشبكة. وهذا المجتمع بهذا الجو العلمي سيكون متميّزاً عن باقي المجتمعات العلمية العالمية، متميّزاً بلغته العربية الفريدة، نعم الفريدة، وكذلك بالثقافة العربية الإسلامية وما فيها من تاريخ علمي عريق”.

الهدف الثمين

تسعى المنظمة ضمن ما تسعى، بحسب رئيس المنظمة د. موزة الربان، إلى امتلاك العلم وتوطينه، شارحة ذلك بقولها: “لكي لا يبقى المجتمع العربي قائماً فقط على استيراد العلم وتطبيقاته، تصبو المنظمة خالصةً إلى توطين العلم وامتلاكه، وهذا يعني القدرة على خلق التقاليد العلمية من بحث نظري وتقني لتحقيق التراكم المعرفي الذي بدوره سيؤهل لتأصيل الإنتاج العلمي المنشود. ولكن لتوطين العلم بهذا الشكل لا بد من تظافر كل الجهود لأجله، من إرادة صادقة وقرار وتشجيع من السلطة السياسية داخل كل قُطر، وكذلك الالتزام الإرادي للنخب.

إن الإنسان العربي أو غير العربي المتأمل في تاريخ العلوم، والمتأمل فيما أنتجته الحضارة العربية-الإسلامية من علوم بكافة المجالات، ورأى ما قدمته تلك الحضارة للإنسانية، وما ساهمت به في تطوير العلوم وتغيير مسار بعضها إلى الأبد، فقد ابتكرت آنذاك علوماً جديدة وابتكرت نقاط تحوّل في معظم العلوم القديمة حيث أعادت تشكيلها من جديد، إن الإنسان المتأمل في ذلك الإنتاج العلمي المرموق والضخم ينتابه حزن شديد لما آل إليه حال العلم في العالم العربي. من هذا الشعور بالمسؤولية، لعودة العرب للمساهمة في إنتاج العلم لخدمة الإنسانية كما كانوا، ستعمل المنظمة جاهدةً لاستنهاض العقل العربي لتحقيق ذلك الهدف الثمين”.

تسعى المنظمة عبر القنوات والأدوات والطرق المختلفة ومن خلال ما تنشُرُه ومن خلال المشاريع التي تقترحها وتنفذها، والندوات والمؤتمرات التي تشارك فيها، لتحقيق الأهداف العامة التالية:

  1. السعي من أجل توطين وامتلاك المعرفة في الوطن العربي، وجعل العلم جزء أساسيا من الثقافة والحياة الاجتماعية.
  2. دعم وتفعيل الثروة العلمية العربية والمحافظة عليها وتمكينها من المساهمة في تحسين نوعية الحياة في مجتمعاتها وحل المشكلات التي تواجه بلدانها والمساهمة في رفع المستوى الاقتصادي لها.
  3. تشجيع تكوين الشبكات العلمية المتخصصة وتبادل الخبرات بين الباحثين وتشجيع التعاون البحثي والتطبيقي بين الهيئات والمؤسسات العلمية والجامعات العربية.
  4. الاهتمام بأوضاع وهموم المجتمع العلمي العربي، وتسليط الضوء عليها والسعي في إيجاد حلولاً فعَّالة وعاجلة لها.
  5. تقوية الروابط والعلاقات بين العلماء العرب، ومد جسور التواصل بينهم.
  6. تشجيع تكوين الهيئات والجمعيات والمختبرات العلمية المتخصصة.
  7. المساعدة على زيادة إنتاج ونشر الفكر والمعرفة والثقافة العلمية في العالم العربي.
  8. المساعدة على الاستفادة من نتائج البحوث والدراسات المُنجَزة في حل المشاكل التقنية والبيئية، وتحقيق رهان التنمية المستدامة.
  9. توفير معلومات جديدة ومفيدة للباحث العلمي العربي، وتسهيل وصوله إليها بأقل أو بدون تكلفة مادية.
  10. تعزيز ثقافة الاعتماد على الذات والثقة بالنفس، عن طريق مشاريع وخطط تنموية جادة وهادفة، تُمكِّن من نقل وتوطين وتملك المعرفة، وصولا إلى تحقيق مجتمع علمي حقيقي.
  11. ربط نشاط المجتمع العلمي العربي بجذوره الثقافية والتاريخية والفكرية، لتمكينِه من إعادة بناء كيانِه العلمي والمعرفي، واستثمارِه في تحقيق إقلاع حضاري ونهضوي جديد.
  12. دعم وتكريس اللغة العربية في الكتابة العلمية. والمساهمة في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى معايير وآليات معتمدة لوضع المصطلح العلمي وإقرار منهجية استخدامه عربيا.
  13. تشجيع الصحافة العلمية وتكوينِها تكوينا منهجيا جيدا، قائما على أُسُس الجودة والأمانة.
  14. تسليط الضوء على الجانب الإيجابي من اسهامات وأنشطة المجتمع العلمي العربي العلمية والمعرفية والفكرية والاجتماعية والتاريخية، بهدف التعريف به، ورفعِ الروح المعنوية لأعضائه، وتبني أفكارِهم الابتكارية ومبادراتِهم التطويرية، وتشجيع إسهاماتِهم ومبادراتِهم الجادة والواعدة.
  15. إجراء دراسات متخصصة في شؤون “المجتمع العلمي العربي” وتطوير آليات النهوضِ به، من اجل سد النقص الكبير في هذا النوعِ من الدراسات البحثية المهمة في الوطن العربي.
  16. تنظيم مؤتمرات وندوات وأوراش عمل علمية متخصصة تتعلق بإنتاج ونشر المعرفة والفكر.
  17. نشر مجلات ودوريات وكتب مطبوعة والكترونية.

ما يُميّز المنظمة، هو التزامُها بمشروعِها النهضويٍّ الشامل، والمتمثل في خلق مجتمع علميٍّ عربي، وذلك من خلال مجموعة من الرُّؤى والخُططِ والمشاريع العلمية والمعرفية والفكرية النوعية الهادفة والواعِدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى