تعليم

للحد من صعوبات التعلم.. “أحمد فتح الله” يبتكر منصة تعليمية باستخدام المكعبات الإلكترونية

يتمتع المهندس المصري “أحمد فتح الله” بسمات قيادية أهلته للترقى في مسيرته المهنية في مجال أنظمة السيارات بسرعة كبيرة، إذ استهل مشواره مع حصوله على شهادة بكالوريوس العلوم في هندسة الإلكترونيات والاتصالات من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر. وتولى خلال عمله كمهندس أنظمة سيارات أول في شركة Aptiv، إحدى أبرز شركات التكنولوجيا في العالم، العمل على العديد من مشاريع الأنظمة الرائدة لعملاء عالميين.

كما يجيد فتح الله العمل بشكل جيد مع الناس أيضًا وليس فقط مع السيارات. حيث شارك في جهود مد يد العون للآخرين في العالم العربي، إذ عمل مع مجموعة متنوعة من حاضنات الأعمال في المنطقة لدفع وتشجيع رواد الأعمال الناشئين. وساهمت قدرته على فهم الناس في تحديد المجالات التي يمكن للمبتكرين الطموحين أن يحققوا النمو فيها وتعاون معهم للمساعدة في تحقيق أحلامهم!

والآن يشعر فتح الله، الذي يتمتع بسمات قيادية بأنه بحاجة إلى بعض التغيير في حياته لتركيز حنكته العلمية نحو مساعدة الآخرين. وهو يقول في ذلك: “عندما تتعامل مع الآلات طوال حياتك، تحتاج أحيانًا للتوقف لبرهة وتقييم تأثيرك على الأشخاص من حولك”.

فكرة الشروع

هناك الملايين من الأطفال المحرومين في العالم، بما في ذلك اللاجئين الذين لديهم إمكانية محدودة للحصول على التعليم الأساسي خلال سنوات نموهم المبكرة. وقد وجه فتح الله انتباهه إلى محنتهم هذه بعد لقائه بصديق مقرب، وهو معالج نفسي يعمل مع اللاجئين السوريين في مصر. فعندما أخبره صديقه عن تجاربه مع أطفال اللاجئين، لم يستطع أحمد سوى أن يفكر في الخسارة التي يتكبدها العالم العربي من علماء المستقبل، والأطباء، وحتى مهندسي أنظمة السيارات من أمثاله.

ومن هنا تعاون فتح الله مع صديقه وقام بتطوير استراتيجية للتعلم من خلال اللعب، والتي تتضمن طريقة فريدة لدعم القدرة على التعلم. وكان بحاجة إلى أداة مادية يستطيع الأطفال اللعب بها، وتنطوي أيضًا على تقنية قادرة على قياس حماسة الأطفال الصغار وإثارة فضولهم.

وهكذا ابتكر المنصة التعليمية باستخدام المكعبات الإلكترونية، التي تتضمن مجموعة من المكعبات الحقيقية محوسبة المغطاة بشاشات تتواصل وتتناسق مع بعضها البعض لتقديم أنشطة تعليمية! ووفقًا لفتح الله، تتمتع المنصة بمكتبة ألعاب باللغتين الإنجليزية والعربية تتمتع بتركيز نفسي تربوي تكيفي، يعمل بشكل متسق مع خوارزميات التعلم الآلي الموجودة في المكعبات لتحليل أنماط تعلم الأطفال والمساعدة على تشخيص مشاكل التطور المبكر التي قد يعانون منها.

التوزيع على المدارس

يخطط فتح الله لتوزيع المنصة التعليمية باستخدام المكعبات الإلكترونية على المدارس في جميع أنحاء العالم العربي، وتزويد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى ثماني سنوات بأداة تعليمية فريدة من نوعها خلال ما يعتبر السنوات الأكثر أهمية في نمو الطفل. ويرى المبتكر المصري أن الأطفال العرب يتعرضون لضغوط كبيرة، خاضةً مع ارتفاع نسبة الفقر وعدد النازحين حول المنطقة، وبالتالي يمكن للمنتجات البسيطة ولكن متطورة مثل اختراع أحمد دعم  التغلب على أي صعوبات تعليمية مما سيتيح  الفرصة للأطفال على تحقيق إإمكانياتهم الكاملة.

كما أن ذلك سيحدث تأثيرًا مهمًا في حياة ذويهم. ونظرًا لأن هذه الاختراع يحدد صعوبات التعلم المحتملة والتي قد تحتاج إلى رعاية مختصة، فسيكون بمقدور الأهل التركيز على احتياجات أطفالهم وتقديم التوجيه المناسب بطرق أفضل وأكثر فعالية. كما يدرك أحمد جيدًا أنه لم يكن بإمكانه أن يسعى خلف أحلامه وطموحاته لولا دعم والديه ووقوفهم إلى جانبه، وهو يرى أن اختراعه يساعد العقول الطموحة على تلقي المساعدة التي يحتاجونها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى