العالم يقرأ

كتاب جديد يناقش تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي وسبل الخروج من الأزمة

صدر مؤخراً عن المركز الديمقراطي العربي بألمانيا الكتاب الجماعي “تأثير جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي وسبل مواجهتها” الكتاب شارك فيه مجموعة من الباحثين المميزين ضمن مبادرة “دعم الشباب الباحثيين لتأليف كتب جماعية” برعاية  المركز الديمقراطي ببرلين.

يأتى هذا الكتاب والعالم يعيش منذ ديسمر 2019 على وقع  شبح جائحة كورونا (كوفيد-19)، إذ يعد هذا الوضع استثنائياً من مختلف الجوانب وسيشكل لا محالة منعطفاً كبيراً في تاريخ الإنسانية جمعاء، ليس فقك لخطورته على صحة الإنسان بل لتداعياته الكبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كذلك، فكما هو معروف أثارت مخاطر الأوبئة والأمراض عبر العصور الكثير من الأسئلة والإشكاليات، وهو نفس النقاش الذي تطرحه الآن جائحة كورونا باعتبارها وباء عالمي، أثر بشكل مباشر على المعاملات الدولية البشرية والتجارية والسياسية.

التدابير الاحترازية

جاء فى مقدمة الكتاب “فرض تفشي الوباء على الدول اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاحترازية،  كالعزل والحجر الصحي والتباعد الجسدي، وغلق الحدود البحرية والبرية وتعليق الرحلات الجوية، مما انعكس سلبا على الاقتصاد العالمي الذي دخل في حالة ركود حاد وانكماش مفاجئ، وبالتالي ظهور أزمة اقتصادي عالمية غير متوقعة”.

وفيما كانت التوقعات الاقتصادية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2020 تتنبأ بنسبة نمو مستقرة أو مرتفعة، جاء تفشي كورونا، وسبب صدمة كبيرة للاقتصاد العالمي. يقو الكتاب “لقد خفضت المنظمة العالمية توقعاتها بالنسبة لنسبة النمو من 2.9 إلى 1.5، وربما تسوء الأمور أكثر إلى درجة تسجيل عجز وخلل في معاملات الاقتصاد العالمي بقيمة 2000 مليار دولار، مما يعني انهيار الاقتصاد العالمي بصفة كلية، ما يشبه الكساد الكبير الذي أعقب الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929 التي أثرت على معظم دول العالم المتقدمة والنامية بحكم الترابط العالمي بين اقتصاديات الدول”.

شلل الاقتصاد العالمي

كما أكد الكتاب أن تفشى الوباء ساهم بصورة كبيرة في إصابة الاقتصاد العالمي بالشلل، “فقد عرقل الإنتاج والإمداد والنقل الجوي عبر العالم، وأضعف الطلب العالمي، وعزل دولا ووضعها تحت الحجر الصحي، وأخرى تحت حظر التجول والطيران، وأصاب قطاعات المال والطيران والنقل والسياحة بخسائر فادحة”.

كما أن الاضطراب الاقتصادي المفاجئ الذي سببه الفيروس التاجي الجديد أثر بصورة كبيرة على العديد من المجالات، ومنها قطاع صناعة السفر، الذي يعتبر مؤشر للخسائر التي ضربت القطاعات الاقتصادي، سبب المخاوف من انتقال العدوى عبر الطائرات، فقد كان لإغلاق الدول لحدودها الأثر البالغ على هذا القطاع، ورداً على ذلك، علقت شركات الطيران لرحلاتها الجوية، كما قامت بتسريح الموظفين، الأمر الذي كان له تداعيات سلبية على قطاعات اقتصادية أخرى كقطاع السياحة وتبادل السلع والخدمات.

الخروج من الأزمة

بات العالم اليوم أمام تحد حقيقي، وهو كيفية الخروج من هذه الأزمة الصحة، ومواجهة آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، يؤكد الكتاب  أن “ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق تنمية التعاون وتكاثف جهود المجتمع الدولي، ومطالب كذلك بإعادة تحديد وترتيب أولوياته، وبفتح الباب واسعاً في المستقبل للبحث العلمي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى