طبيب عظام من نقادة “يُجَبِّر كسور ذاكرتنا المنسية.!”
مشاهد من صعيد مصر والصحراء والبحر الأحمر
(منذ أيام شرفت بزيارة صديقي المبدع -طبيب العظام- الدكتور محمد عبد الغني، ابن قرية الخطارة بمركز نقادة بمحافظة قنا المصرية، وأهداني نسخة من كتاب ترجمه عن الإنجليزية ترجمة بديعة تفوق الوصف، ذكرتني بكتابات أدب الرحلات الماتعة.
عنوان الكتاب: “مشاهد من صعيد مصر والصحراء والبحر الأحمر” لمؤلفه الألماني “كارل كلونتسنجر”. والكتاب نشرت طبعته الأصلية الأولى باللغة الألمانية في برلين سنة 1878م، وبعدها بعام نشر الكتاب في طبعة ثانية في لندن باللغة الإنجليزية، ولاقى صدى واسعا في أوربا. ومؤلف الكتاب “كارل كلونتسنجر” طبيب وباحث في الأحياء البحرية، وجاء إلى مصر عام 1863م لدراسة الأحياء البحرية.
وعينته الحكومة الخديوية سنة 1864م طبيبا للصحة والحجر الصحي بمدينة القصير على ساحل البحر الأحمر .
وبعد أن عاش فيها خمس سنوات اختلط فيها بسكان المنطقة, رحل لبلاده وجاء مرة أخرى في بداية سبعينيات القرن التاسع عشر ليستكمل رحلته وتسجيل مشاهداته عبر تنقلاته في قنا والبحر الأحمر وعلى الطريق الصحراوي؛ فمكث يرصد بعين الطبيب والرحالة واصفا المصريين في هذه المنطقة الجغرافية المتفردة طبيعيا وبشريا وصفا دقيقا مفصلا: كنوز البحر الأحمر الجيولوجية, وكائناته البحرية والنباتية.
وواصفا مساكن سكان المنطقة ومقاهيهم ومأكلهم ومشربهم ونومهم وأفراحهم ومآتمهم وخرافاتهم ومنتجاتهم الزراعية وحرفهم التراثية الخخخ.
وما ميز “كلونستنجر”مؤلف الكتاب عن غيره أنه لم يكن كباقي الرحالة الأوربيين الذين قبعوا في فنادق القاهرة، واهتموا بالحجر دون البشر، وسجلوا معلومات مشوهة عن المصريين. ولكنه تعلم لغة المصرين وسكن بينهم يشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
الكتاب يستحق المزيد من الاهتمام وإلقاء الضوء لما احتواه من مشاهد حية عن هذه المنطقة الثرية في أعماق صعيد مصر والبحر الأحمر . وجاء الكتاب في 365 صفحة.وصدر عن دار “ميتا بوك” هذا العام 2023م.
أبارك للصديق المبدع دكتور محمد عبد الغني، مترجم الكتاب والذي قضى سنوات في ترجمته، وكتبها بأسلوب بديع شدنا لقراءة فصوله السبعة وجعلنا نستعيد ذاكرة الجنوب المنسية).
الطيب أديب