“سمايرا ميهتا”.. ألعاب لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي
يولد أطفالنا في العادة بعقول طازجة, متسائلة, لامعة, فإذا تعرضت طزاجتها ولمعانها وتسؤلاتها لعوامل البيئة داخل البيوت والمدارس وغيرها انطفات شيئاَ فشيئاً, لكن بعض الاستثناءات تفلت عقولها من هذا الانطفاء إذا وجدت بيئة حاضنة. والطفلة سامايرا ميهتا نموذج دال في هذا المجال.
سمايرا ميهتا Samaira Mehta مبرمجة صغيرة, تبلغ من العمر عشر سنوات, عقدت 60 من ورش العمل في وادي السيليكون, حضرها حوالي 2000 من الأطفال, لتشرح لهم اللعبة التي ابتكرتها لتعليم البرمجة. طورت سمايرا لعبة اسمها كودر بنيز Coder Bunnyz , ويمكن ترجمتها بـ “الأرانب المبرمجة”, وهي لعبة لوحية (كالشطرنج والسلم والثعبان وغيرها) تقوم بتعليم الأطفال جميع المفاهيم الضرورية في برمجة الكمبيوتر.
وحول قصة الابتكار تقول سمايرا: “كنت دائما أحب الألعاب اللوحية، كما كنت دائما أحب برمجة الكمبيوتر, ل كن لم يعجبني حقيقة أنه كان علي أن أفعل كلاهما بشكل منفصل، لذا فكرت أنه إذا لم يكن بإمكاني إحضار الألعاب اللوحية إلى شاشة برمجة الكمبيوتر، لماذا لا آخذ برمجة الكمبيوتر إلى الألعاب اللوحية. ومن ثم جاءت فكرة إنشاء لعبة تعليم البرمجة على شكل لعبة لوحية، وهذا ما أفعله اليوم”.
بدأ الأمر مع سمايرا باختبار اللعبة مع أصدقائها حتى يتمكنوا من تحديد الأخطاء ويشاركونها التعليقات، إلى أن استطاعت الوصول بلعبتها إلى ال كمال. وكان لدى والد سمايرا، راكيش، وهو مهندس في شركة إنتل وشركة صن مايكروسيستمز/ أوراكل، خطة أعمال استراتيجية في ذهنه للعبة Coder Bunnyz .
حيث رتب هو وابنته لورش البرمجة للأطفال التي أقامتها سمايرا. كما أسسوا شركة لإطلاق اللعبة. وقد قوبلت محاضرات وورش سمايرا ولعبتها بالحب والترحاب من معظم الذين التقت بهم، ومن ثم، وفي غضون عام، باعت حوالي 1000 من صناديق اللعبة، بقيمة إجمالية قدرها 35000 دولاراً.
وقد حازت لعبتها على الجائزة الثانية من Pitchfest Think Learning في عام 2016م, بققيمة 2500 دولار. كما حصلت على جائزة Real Life Powerful Girls من .”Cartoon Network“.
وقد دفع نجاح اللعبة سمايرا إلى تطوير لعبة أخرى من الألعاب اللوحية – هذه المرة، لتوضيح لتكون بذلك أول لعبة تعليمية في هذا المجال.
ويساعد سمايرا شقيقها الأصغر آديت Aadit البالغ من العمر 6 سنوات, لتطوير هذه اللعبة الجديدة, وقد كان هذا هو العمر الذي بدأت فيه سمايرا أيضاً في البرمجة.
د. مجدي سعيد