“رابطة المعلبين الحضريين” لجمع وحفظ الفواكه المهدرة.. تجربة لندن
اعتدت يوميا في شهور الصيف منذ إقامتي في منطقة أوسترلي Osterley بلندن منذ حوالي 3 أعوام أن أمر على شجرة تفاح على ناصية الشارع الذي أسكن فيه في حديقة إحدى العمارات، وحينما يأتي موسم إثمار الشجرة تبدأ ثمرات التفاح في التساقط، بعضها في الحديقة، والبعض الأكبر منها على الرصيف وفي نهر الطريق، حيث تدهسها الأقدام وإطارات السيارات، ولأن سكان تلك العمارة من المستأجرين، ولأن المارة مثلي لا صلة لهم بالشجرة ولا بالعمارة، تذهب الكثير من الثمرات هدرا، فلا استفاد منها أصحابها، ولا استفاد منها المشردون ولا الفقراء ولا غيرهم من ذوي الحاجات، ويبدو أن هذا الحال منتشر في الكثير من المدن الغربية.
“رابطة المعلبين الحضريين .. كتعاونية مجتمعية
ففي كل صيف في مدينة بوسطن الكبرى، تقع كمية كبيرة من ثمار الأفنية الخلفية على الأرض والأرصفة، حيث تتعفن وتخلق حالة من الفوضى، وغالباً ما يتم الضغط على مالكي العقارات والبلديات لإزالة هذه “المضايقات”، في حين يكافح العديد من سكان الحضر للوصول إلى مصادر الأغذية المحلية والعضوية.
طورت “رابطة المعلبين الحضريين League of Urban Canners” التي أسسها سام كريستي Sam Christy كتعاونية مجتمعية في أواخر عام 2011، شبكة من الأفراد المتطوعين لتحديد مواقع، وحصاد، وحفظ، ومشاركة هذه الفاكهة المهدرة. حيث يقومون بإبرام اتفاقات مع مالكي العقارات للمشاركة في أعمال حصاد الثمار وحفظها، وكذلك تقليم الأشجار والشجيرات، على أن يتم تقاسم الفواكه المحفوظة بين أصحاب الأملاك 10 بالمائة، والحافظون 70 بالمائة، والحصاد 20 بالمائة.
“رابطة المعلبين الحضريين” .. وموسم الحصاد
وفي كل موسم، يحصد المشروع الذي يديره المتطوعون بالكامل حوالي 5000 رطل من الفاكهة من قاعدة بيانات تضم أكثر من 300 شجرة وتعريشة . وتدعم أعمال التعاون الكثيرة هذه المشاعات الحضرية، التي يتعلم فيها الحاصدون، وأصحاب الأملاك، والمحافظون، والأكلون مشاركة المسؤولية، والموارد، والرعاية لبعضهم البعض، وبيئتهم الحضرية. وبذلك تمارس التعاونية نموذجًا اقتصاديًا بديلًا لإنتاج الغذاء حيث يعمل أعضاء المجتمع معًا لإنتاج الغذاء لأنفسهم.
د. مجدي سعيد