العالم يقرأ

توقف عن قراءة الأخبار.. بيان من أجل حياة أكثر سعادة وهدوءًا وحكمة

من المؤكد أن ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه من وسائل الإعلام المختلفة, يكون له بالغ الأثر على تفكيرنا وسلوكنا ومشاعرنا، فإن كنت ممن يتابعون وسائل الإعلام، فمؤكد أن غالبية ما تحصل عليه من معلومات وأخبار وصور في هذه الفترة يرتبط بأزمة فيروس كورونا المستجد, أو تداعيات الانتخابات الأمريكية ومسألة تنصيب بايدن, أو الحروب هنا وهناك…إلخ. إلا ان الخبراء يشيرون إلى أن الإكثار من هذه المتابعة له تداعيات سلبية على الصحة الجسدية والنفسية. هذا الكلام يدعمة الكتاب الذي صدر مؤخراً والمعنون بـ “توقف عن قراءة الأخبار.. بيان من أجل حياة أكثر سعادة وهدوءًا وحكمة” أو Stop Reading the News: A Manifesto for a” Happier, Calmer and Wiser Life”, للكتاب السويسري “رولف دوبلي” Rolf Dobelli, والذي يؤكد أن “الاستمرار في متابعة الاخبار يؤثّر على صحتك وقد يُهدّد عافيتك مستقبلًا. الأمر بحاجة إلى ترشيد في المتابعة، خصوصًا في ظل جائحة كورونا، والأفضل أن تقضي وقتك في ممارسة أشياء تحبها”. مع ذلك، “غريزتنا تجعلنا نراقب هذه الأخبار والمناقشات حول ما تقوله التقارير الإخبارية المختلفة، والتي، عند دمجها، تسبب المزيد من الاكتئاب”.

في عام 2013، وقف “رولف” أمام غرفة مليئة بالصحفيين وأعلن أنه لم يقرأ الأخبار. تسبب في أعمال شغب. الآن يضع أخيرًا فلسفته بالتفصيل. وهو يمارس ما يبشر به: لم يقرأ الأخبار منذ عقد.

“التوقف عن قراءة الأخبار” هو بيان حول مخاطر أكثر أشكال المعلومات سمية – أخبار. إنه يوضح الضرر الذي يلحقه ذلك بتركيزنا ورفاهيتنا، وكيف يمكن للشعور بالواجب في غير محله أن يسيء توجيه سلوكنا.

يقدم المؤلف مجموعة من الإرشادات للقارئ حول كيفية العيش بدون أخبار، والمكاسب العديدة التي يمكن تحقيقها: أقل اضطراب، المزيد من الوقت، أقل قلق، المزيد من الأفكار. في عالم يزداد فيه الاضطراب والانقسام، فإن “توقف عن قراءة الأخبار” هو صوت مرحب به من الهدوء والحكمة.

رؤية مدهشة

كتب “دوبلي” هذا الكتاب قبل تفشي فيروس كورونا، لكن رؤيته مدهشة للغاية. وبعد قراءة وجهات نظره، سيقضي القارئ الوقت بطريقة أفضل محاطًا بمشاعر إيجابية بقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى الموسيقى.

رولف دوبلي كاتب ورجل أعمال سويسري، بدأ حياته المهنية في الكتابة روائيًا في عام 2002، واشتهر دوليًا بكتابه “فن التفكير الواضح”، وبعد أن قضى فترة طويلة من حياته بمتابعة الأخبار، سأل نفسه في أحد الأيام سؤالين؛ الأول: هل حقاً نفهم العالم بشكل أفضل لو اكتسبنا معرفة واسعة من متابعة الأخبار؟ أما السؤال الثاني والأهم: هل يساعدنا هذا على اتخاذ قرارات أفضل؟

فور استنتاجه أن الإجابات ليست إيجابية، تخلى دوبلي عن قراءة الأخبار. وبدلًا من ذلك، قضى بعض الوقت في ما كان يحب القيام به.

يؤمن المؤلف أن اختيار مصدر أو مصدرين موثوقين للأخبار يكفي لمعرفة ما يحدث في عالم السياسة والأعمال. برأيه، الأفضل قراءة المقالات الطويلة والكتب والبحوث الأكاديمية التي تثري المعرفة.

يضيف أن زلازلًا في مكان ما من العالم، وحالات طلاق المشاهير، وإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، أو تحذير البنك المركزي الأوروبي من الركود، ليست أنباء مهمة حقًا في حياتك، ويمكن المرء الاستغناء عن مثل هذا الفوضى التي تنتشر من خلال الإنترنت بشكل خاص.

يقول: “إذا لم نكن مهتمين بما يحدث على كوكب المريخ، فلماذا يقلقنا زلزال أو بركان في أرضٍ بعيدة؟”. لذلك، يدافع بشدة عما سماه وارن بافيت “دائرة كفاءاتنا”.

في الأساس، لدينا جميعًا كمية ثابتة من قدرة الامتصاص في أذهاننا، وإذا كانت مليئة بالخردة، فسيكون هناك مساحة أقل للاحتفاظ بأشياء أخرى مهمة في الحياة.

التفاعل مع الأخبار المثيرة

يشير الكتاب إلى أن مشاعرنا تتفاعل بصورة غير متناسب مع الأخبار الفاضحة والمثيرة التي يستغلها صانعو المحتوى الإخباري. ويشدد على أن الكثير من الأخبار يمكن أن تجعلنا نفقد التركيز فترة طويلة؛ إذ إن إعطاء المزيد من الأهمية للأخبار السلبية يمكن أن يكون سامًا بالنسبة إلينا.

الشهرة المزيفة

يقول المؤلف: “يمكن الأخبار أيضًا أن تنتج شهرة مزيفة، حيث نقرأ الكثير عن مشاهير لا يستحقون الشهرة، لكننا في الوقت نفسه، لا نعرف سوى القليل عن الأشخاص الذين أحدثوا فرقًا في التطورات الصحية العالمية، مثل عالم الأوبئة الأميركي، دونالد هندرسون، الذي أدت جهوده في حملة ناجحة قبل 40 عامًا إلى القضاء على مرض الجدري”.

وفي الأخير ينصح المؤلف، “بقراءة هذا الكتاب مع استمرار انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث إن الكم الهائل من المعلومات والنظريات التي تدور حول الفيروس، والتي لا يمكن الاعتماد عليها كثيرًا لأنها غالبًا ما تكون من مصادر غير موثوقة، تجعلنا مرتبكين ومضللين. وأردف “منطقيًا للغاية. إذا سألت نفسك: ما الذي نحصل عليه بالضبط من طوفان الأخبار؟ الجواب سيكون: “لا شيء”.

عن المؤلف:

رولف دوبيلي كاتب وروائي ورجل أعمال سويسري. ولد عام 1966, حصل على ماجستير إدارة الأعمال ودكتوراه في الفلسفة الاقتصادية من جامعة سانت غالن، سويسرا.

وهو صاحب كتاب The Art of Thinking Clearly، الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعًا، وقد بيع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة حول العالم وترجم إلى 40 لغة، و The Art of the Good Life . Dobelli . وهو المؤسس أو المؤسس المشارك للعديد من الشركات والمجتمعات، بما في ذلك: WORLD.MINDS، وهو مجتمع من الشخصيات القيادية من العلوم والثقافة والأعمال. كتب العديد من الروايات والأعمال الواقعية. تُرجمت كتبه إلى 42 لغة. يعيش رولف دوبيلي في سويسرا.

معلومات الكتاب:

اسم الكتاب: توقف عن قراءة الأخبار.. بيان من أجل حياة أكثر سعادة وهدوءًا وحكمة

المؤلف: رولف دوبلي

الناشر: Sceptre

عدد الصفحات: 176

سنة الإصدار: 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى