تحت شعار: “استعادة أرضنا”.. العالم يحتفل باليوم العالمي للأرض 2021
غيّر محرك البحث الشهير Google شعاره بصورة مليئة بالخُضرة والأشجار تُعبر عن جمال الطبيعية، ووضع فراشات على أحرف شعاره، احتفالًا باليوم العالمي لـ “لأرض”، وهو حدث سنوي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم في 22 أبريل لإظهار الدعم لحماية البيئة.
واحتُفِل بهذا اليوم لأول مرة في 22 أبريل 1970 في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأنه يمثل فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي.
محرك Google, أبرز في مقطع فيديو تعريف يوم الأرض وما ينبغي فعله في ذلك اليوم الذي تحتفي به أكثر من 193 دولة حول العالم.
صاحب الفكرة
صاحب فكرة الاحتفال بيوم الأرض هو السياسي والبيئي الأمريكي, السيناتور جايلورد نيلسون. فعندما زار ولاية كاليفورنيا عام 1969، لاحظ وجود كميات كبيرة من النفط الملوثة لمياه المحيط الهادي بالقرب من السواحل الأمريكية لمسافة عدة أميال بشكل يهدد حياة الأسماك والطيور المائية.
استعادة أرضنا
“استعادة أرضنا”, هذا هو شعار يوم الأرض لسنة 2021، الشعار يركّز على الإجراءات والأساليب الطبيعية والتقنيات الخضراء الناشئة والأفكار المبتكرة التي يمكنها المساعدة على استعادة النُّظم البيئية في العالم. لكنّ الأمر لا يقتصر على التدابير الحكومية، إذ إن مسؤولية استعادة الكوكب منوطة بكل واحد منّا، ليس فقط لأننا نهتم بالبيئة الطبيعية، ولكن لأننا نعيش فيها. فجميعنا يحتاج إلى أرض صحية لدعم الوظائف وسبل العيش والصحة والسعادة، وحتى فرص البقاء نفسها، لأن الكوكب السليم ليس خياراً إنما ضرورة.
منظمة الأرض
تدعم “منظمة يوم الأرض”، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، مجموعة من الحملات والبرامج حول العالم للمساهمة في تحقيق شعار “استعادة أرضنا”، من أبرز مواضيعها التشجير وإنتاج الغذاء بأساليب طبيعية مستدامة وتنظيف الأماكن العامة ومحو الأمية المناخية والتربية البيئية المجتمعية واستكشاف الطبيعة والبحث العلمي.
مبادرة المظلة الخضراء
مبادرة “المظلة” تهدف إلى زراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء العالم، وهي واحدة من أكبر وأرخص الطرق للتخلص من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي لمعالجة أزمة المناخ. والغابات لا تعمل فقط كمصارف للكربون، لكنها توفّر أيضاً موطناً حيوياً للحيوانات والخدمات البيئية للبشر، مثل تنقية الهواء الذي نتنفسه وتنظيم درجات الحرارة المحلية.
كما تسهم جهود إعادة التشجير في تبريد الأماكن الحارة وتفيد الزراعة وتدعم الملقّحات، كما تقلل من مخاطر انتقال الأمراض وتعزز الاقتصادات المحلية.
ويمكن أن تؤدي برامج إعادة التحريج المسؤولة إلى حماية الأرض من التعرية أو الكوارث الطبيعية، وتحسين صحة التربة وتغذية المياه الجوفية، بالإضافة إلى تكاثر الحيوانات المحلية والمتوطنة وتوفير التنمية الاقتصادية للمجتمعات المجاورة. ومن أكبر برامج التشجير التي أُعلنت مؤخراً ما جاء ضمن المبادرة السعودية الخضراء لزرع 10 مليارات شجرة على المستوى المحلي و40 مليار شجرة على مستوى الشرق الأوسط.
الزراعة المتجددة
لإطعام العالم، يجب أن نتبنى أحدث التقنيات لدعم المزارعين وتجديد أراضيهم واحتجاز الكربون من خلال الزراعة المتجددة والممارسات الغذائية المستدامة. وتقيس البصمة الغذائية الآثار البيئية المرتبطة بزراعة طعامنا وإنتاجه ونقله وتخزينه، بدءاً من الموارد الطبيعية المستهلكة وصولاً إلى التلوث الناتج عن غازات الدفيئة المنبعثة.
وتقدم الزراعة المتجددة حلولاً لتحويل المزارعين إلى أبطال بيئيين ومجتمعيين، كما تعزز صحة التربة المتدهورة من خلال استعادة الكربون العضوي، إذ تعمل على عزل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يوقف آثار الزراعة الصناعية في تغيُّر المناخ. وتعمل الممارسات التجديدية، مثل الزراعة من دون حرث والزراعة الغطائية، على تقليل التعرية وتلوث المياه، مما يعزز صحة التربة.
كما تتصدى الزراعة المتجددة لتغيُّر المناخ وتعزز الأمن الغذائي، من خلال استعادة التربة والمواد العضوية والتنوع البيولوجي، وكذلك تقليل الكربون في الغلاف الجوي. إنه نهج متطور شامل قائم على الطبيعة، يعزز التربة السطحية وإنتاج الغذاء ودخل المزارعين. فالتربة القوية والنُّظم البيئية المتنوعة التي تولّدها الممارسات العضوية تؤدي إلى إنتاج محاصيل عالية الجودة وغنية بالمغذيات، أكثر من الزراعة التقليدية، مما يعزز الأوضاع الصحية والاقتصادية.
اللدائن البلاستيكية
عندما يتعلق الأمر بالعمل الفردي من أجل الصالح العام، فإن من أفضل الطرق التي يمكن للناس من خلالها إحداث تأثير على الكوكب هي تنظيف الأماكن العامة. مشكلة التلوث تخرج عن نطاق السيطرة وبيئتنا تعاني جراء ذلك، فتنبعث من مكبات النفايات المفتوحة غازات دفيئة ومواد ملوِّثة تدخل محيطاتنا ومياهنا العذبة. حتى إن اللدائن البلاستيكية الدقيقة وصلت إلى طعامنا والهواء الذي نتنفسه.
التنظيف العالمي الكبير
من خلال الاتصال بالأرض بطريقة ملموسة عبر عمليات التنظيف، يختبر الأفراد بشكل مباشر مدى عمق مشكلة البلاستيك ذي الاستخدام الأحادي، ويبدأون في التعرف على تحديات التلوث والنفايات التي نواجهها. وتقلل عمليات التنظيف أيضاً من النفايات والتلوث البلاستيكي، وتحسّن نوعية الموائل الطبيعية، وتمنع الإضرار بالحياة البرية والبشر. وهي تؤدي إلى إجراءات بيئية أكبر، عن طريق تحفيز السلطات الوطنية والمحلية، خصوصاً البلديات، لتعزيز إدارة النفايات ووضع عقوبات على المخالفين. من هنا، يدعو برنامج “التنظيف العالمي الكبير”، وهو إحدى مبادرات “يوم الأرض”، إلى التغيير الهيكلي والفردي عندما يتعلق الأمر بالتلوث، وتعزيز السياسات التي تقلل التلوث وتشجع الناس في كل مكان على اتخاذ إجراءات فردية تقلل من النفايات.
محو الأمية المناخية
قبل خمسين عاماً، بدأ “يوم الأرض” الأول ثورة بيئية، وهو الآن يطلق ثورة تعليمية لإنقاذ الكوكب، ولضمان استفادة الطلاب في جميع أنحاء العالم من التعليم عالي الجودة، لأن في المعرفة قوة. وإلى جانب التربية المدنية، فإن محو الأمية المناخية والبيئية يخلق فرص عمل، ويبني سوقاً استهلاكية خضراء، ويسمح للمواطنين بالتفاعل مع حكوماتهم بطريقة هادفة لاستعادة الأرض.
من الضروري أن يتضمن كل منهج دراسي في العالم تعليماً إلزامياً عن قضايا المناخ والبيئة، مع مضمون قوي يشجع على المشاركة المدنية. وفي هذا الإطار، تشجّع الحملة الحكومات التي ستحضر مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 على جعل تغيُّر المناخ ومحو الأمية المناخية سمة أساسية للمناهج المدرسية في جميع أنحاء العالم. ويشارك المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) في هذه الحملة العالمية من خلال برنامجه المخصص للتربية البيئية، وهو وضع في تصرُّف الحملة الدليل الإرشادي الخاص بالمدارس العربية الذي أصدره في هذا المجال.www.afed – ecoschool.org
تحدّي الأرض العالمي
تمنح مبادرة “تحدّي الأرض العالمي” العلماء القوة لجعل العالم مكاناً أفضل، انطلاقاً من أوطانهم. وهذه تُعد أكبر حملة تربوية علمية بيئية مشتركة، إذ تنسّق التعاون بين المشاريع العلمية الراهنة، بالإضافة إلى بناء القدرات لمشاريع جديدة، وذلك في إطار جهد أكبر لإيصال المعرفة البيئية إلى الناس بلا قيود.
وبهدف إشراك الناس في مراقبة بيئتهم، تستخدم الحملة تطبيقاً للهاتف المحمول لجمع المليارات من الملاحظات حول جودة الهواء والمياه ومجموعات الحشرات وتغيُّر المناخ والتلوث البلاستيكي واستدامة الغذاء، مما يوفر رؤى بيئية قيمة ومنصة لتغيير السياسات. كما يربط البرنامج المجتمعات العلمية المحلية ويمكّنها من الاستفادة من قوة البحث العلمي لإحداث تغيير ذي مغزى.
“الشرق الأوسط الأخضر”… مبادرات عربية رغم الكوارث
> بمناسبة يوم الأرض 2021 تبث “منظمة يوم الأرض” اليوم من مقرّها في واشنطن رسائل من زعماء سياسيين ورؤساء منظمات وناشطين بيئيين حول العالم. وقد قدَّم الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) نجيب صعب، رسالة من المنطقة العربية جاء فيها: “رغم سنة عصيبة، لديّ بعض الأخبار الجيدة لأشارككم بها من المنطقة العربية في يوم الأرض 2021 خصوصاً في مجال العمل المناخي ومحو الأمية البيئية. فقد شهدنا ثلاثة أحداث مهمة في الأسابيع الأخيرة:
الحدث الأول هو إعلان السعودية عن مبادرة خضراء تشتمل على أهداف واضحة لمواجهة تغيُّر المناخ، من بين تحديات بيئية أخرى. ومن التعهدات توليد نصف الحاجة الكهربائية للمملكة من مصادر الطاقة المتجددة بحلول سنة 2030، وتحقيق “صفر كربون” بحلول سنة 2050، وزرع 10 مليارات شجرة محليّاً و40 مليار شجرة على مستوى المنطقة.
الحدث الثاني استضافة أبوظبي الحوار الإقليمي حول تغيُّر المناخ، حيث أكد المشاركون الالتزام بتعهدات اتفاقية باريس وتقوية طموحات بلدانهم المناخيّة وتعزيز مساهمتها في المساعي الدولية للحدّ من الانبعاثات الكربونية.
أما الحدث الثالث فكان إطلاق مصر برنامجاً لدمج البيئة والمناخ في المناهج التربوية على المستويات التعليمية كافّة، والمباشرة في إعداد مواد تعليمية بيئية بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وكان بارزاً في كلّ هذا التركيز على دور الأجيال الجديدة، إذ أكدت القيادة السعودية أن “المبادرة الخضراء” تأتي استجابة لمطالبة الشباب السعودي بعمل قوي في رعاية البيئة والتصدي للتغيُر المناخي.
بينما نشارك ببعض الأخبار الإيجابية من المنطقة العربية، لا بد أن يستمر العمل الجاد في منطقتنا والعالم لمحو الأمية البيئية والتصدي لتغيُّر المناخ”.