العلم الزائف وادعاء الخوارق.. أدوات المفكر النقدي
يقدم جوناثان سميث في كتابه “العلم الزائف وادعاء الخوارق.. أدوات المفكر النقدي”, ترجمة, محمود خيال, الصادر في طبعته العربية عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، دراسة بحثية استقصائية بعيدة كل البعد عن شبهة التحيز حتى لما اكتسبه من علم.
فهو يستهدف فى البداية طلاب الجامعات والعاملين بقطاع الصحة والصحفيين المولعين بتقديم الظواهر الخارقة للطبيعة دون مراعاة للتحقق من الادعاءات الاستثنائية, ثم يقدمه للموظفين العموميين والباحثين والمربين الدينيين، والأهم والخطر فى هذا السفر هو أنه يحاول تقديم ما أطلق عليه مجموعة أدوات المفكر النقدى: وهو خطة لمراعاة نهج منظم لتنفيذ فحص واقعى وتطبيقه على مزاعم الظواهر الخارقة، أولها السؤال: لماذا نصدق ادعاء ما عن ظاهرة خارقة؟.
ورى أننا نضع فى الاعتبار ثلاثة أنواع أساس للدعم وهي: هل الادعاء صادر من مصدر موثوق به؟ هل هو مبنى على منطق واضح؟ هل هو نتاج لمراقبة علمية موضوعية؟
يقول مؤلف الكتاب فى التمهيد لكتابه:
أود أن أقر فى البداية بأنى أميل إلى حد ما نحو الأمور شبه الطبيعية أو الخوارق الخارجة عن نطاق الاستقصاء العلمى، واعتقد أنه يجب أخذ ادعاءات المنجمين والوسطاء والروحانيين وقارئى الأفكار وأولئك الذين يلوون الملاعق عن بعد من دون لمسها وممارسى الطب التكميلى والبديل والمعالجين بالوخز بالإبر وغيرهم، مأخذ الجد، لا لأن هذه الادعاءات يمكن أن تكون صادقة أو خاطئة، لكن لأنى اؤمن بان الادعاءات الإستثنائية يمكن أن تتبعها نتائج استثنائية.. فكر فى الأمر…
ويقول: إن الظاهرة الخارقة تنتهك قوانين الفيزياء وما نعرفه عن المادة والطاقة بطريقة سحرية، فإذا ما قام الدليل على صحة الظاهرة، فسيتطلب الأمر إعادة كتابة كتب العلوم، بالإضافة إلى أنه يقتضى جهدا طارئا وضخما لعمل بحوث مهولة، من شأنها تقزيم الجهود التاريخية التى أدت إلى صنع قنبلة ذرية، او إنزال رجل على سطح القمر..
ويتساءل المؤلف: ماذا ستكون النتائج إذا ما كان بالإمكان استخدام قدم أرنب فى عمل شئ خارق فعلا، واكتشفه بعض الإرهابيين أولا؟ وماذا سيكون الوضع إذا ما استطعنا فعلا التنبؤ بالمستقبل، والتأثير فى الماضى، وقراءة الأفكار، وعلاج الامراض عن طريق اللمس والأفكار والصلوات ومراقبة الأحداث الخفية سرا، وتحريك الاشياء والأجهزة والتلاعب بها من مسافات بعيدة باستخدام النية فقط؟
ويستطرد المؤلف متسائلاً: هل يجب على الدولة أن تتعامل المعالجين بالإيمان الذين يطالبون بمبالغ طائلة مقابل علاجات وهمية باسم يسوع المسيح؟ هل يجب على القانون أن يسمح لأولياء الأمور منح أطفالهم علاجات سحرية بديلة عوضا عن الطب التقليدى؟ من المسئول إذا لم تنجح هذه العلاجات وتسوء حالة الأطفال أو يموتون؟.
كما يؤكد المؤلف أنه على استعداد لتقبل أي حقيقة ثابتة تتحدى ما يخبرنا به العلم بأنه ممكن، ثم يقول أنا لا أحب أن أخدع أو يحتال على.
جاء الكتاب في 16 فصلا عبر ثلاثة أجزاء ، تناول الجزء الأول طيف الألغاز المستديم ، ومخاطر مزاعم الخوارق غير المدروسة، أما الجزء الثاني فتناول مجموعة أدوات المفكر النقدي وفحص المصادر وتحري حقيقة الظواهر الخارقة وارتباطها بالعلم .
ويتساءل المؤلف أن أول سؤال يفرض نفسه علينا هو: لماذا نصدق ادعاء ما عن ظاهرة خارقة؟
ويجيب علينا أن نضع فى الاعتبار ثلاثة أنواع أساس للدعم هى: هل هذا الادعاء صادر من مصدر موثوق به؟، هل هو مبنى على منطق واضح؟ أم هو نتاج لبحث علمى ومراقبة جيدة؟.
وتناول الجزء الثالث الظواهر الخارقة .
ويهدف الكتاب إلى: رسم الافاق الواسعة للادعاءات المبهمة ، واستكشاف أدوات تحرى الحقيقية لتحديد أيها صحيح وأيها خاطئ. ويريد دفع القارئ إلى التساؤل بحرية دون خوف عن ما هو علمى والفرق بينه وبين الخرافة والجهل.
ويقدم المؤلف مجموعة من الادعاءات الاستثنائية للظواهر الخارجة عن نطاق الاستقصاء العلمى ويركز على الادعاءات التى تليها نتائج ظواهر ذات أهمية تاريخية وفردية واجتماعية وفلسفية وسياسية: مثلا للتنجيم أهمية خاصة لأنه أبو المعتقدات للظواهر الخارقة.
كما يعرض المؤلف نموذجا للنبوءات والقراءات الروحية وله شعبية كبيرة حتى وقتنا الحاضر, كما أنه يمثل تباينا حيا عن منظور الكون الذى يعرضه علم الفلك. وتاريخيا فإن الروحانيات والتواصل مع الموتى قد ساعدت على إثارة الاهتمامات الحالية للظواهر الخارقة وتشكليها.
ويرى المؤلف أنه يقدم شيئا جديدا للطلاب والباحثين وأيضا لمن ينتابهم الفضول فقط، كما يحاول تنسيق أدوات التقييم المستخدمة من قبل كل من المؤمنين بالظواهر الخارقة والمتشككين.
وعلى الرغم من أن العناصر الأساس لأدواتنا هى أدوات قياسية للفحص الدقيق للظواهر الخارقة للمنطق واستخدام المنهج العملي، كما يقول إنه يقدم بعض التحديثات غير الموجودة فى أى نص آخر.
المؤلف
جوناثان سي . سميث، طبيب نفسي وأستاذ علم نفس بجامعة روزفلت بشيكاغو والمدير المؤسس لمعهد جامعة روزفلت للضغوط النفسية وقام بنشر كتابات وأبحاث عن الضغوط النفسية والاسترخاء والتأمل والانتباه الذهني وكذلك عن الروحانيات.
أما المترجم
محمود أمين خيال، هو أستاذ متفرغ بكلية طب الأزهر قسم الفارماكولوجي وترجم العديد من الكتب منها : صخور الزمان : دور العلم والدين في اكتمال الحياة ومسارات التطور في الطبيعة و والخيط المزاجي…
عرض/ محمد سيد بركة