الشبكة الدولية لتعليم الزراعة المعمرة
“التعليم” هو أعلى قمة جبل الخبرات والتجارب الإنسانية، فبعد الابتكار، والممارسة، والتقييم، والمراجعة، والتطوير، والتوثيق المستمر لكل ذلك، يأتي التعليم، وإذا كان التعليم في خبرة وتجربة حركة “الزراعة المعمرة” والتي تأسست عام 1978 ليس جديدا وربما كان مواكبا للحركة منذ نشأتها في أحضان إحدى الجامعات الأسترالية، ثم كان أن تفرقت برامج تعليم الزراعة المعمرة وانتشرت وتبعثرت الجهود على مستوى العالم، إلا أن تأسيس “الشبكة الدولية لتعليم الزراعة المعمرة International Permaculture Education Network” هو أمر حديث النشأة (عام 2017)، أي بعد ما يقرب من نصف قرن على تأسيس الحركة.
حركة الزراعة المعمرة.. المصدر المفتوح
ربما كان هذا التأخر في تأسيس الشبكة ناتجا عن طبيعة حركة الزراعة المعمرة كفكرة ومفهوم منتشر في العالم بمفهوم يقترب من “المصدر المفتوح” أكثر من كونها حركة بالمعنى العضوي، لذا فقد تم تحديد الحاجة إلى تأسيس الشبكة الدولية في عام 2015 خلال الملتقى الدولي الثاني عشر للزراعة المعمرة والذي عقد في لندن في ذلك العام، وفيه درس معلمو الزراعة المعمرة ذوو الخبرة من جميع أنحاء العالم الخطوات الكبيرة التالية لتعليم الزراعة المعمرة والتي تحددت في الحاجة إلى مزيد من التعاون والترابط بين المعلمين، وقد دعمت ورش العمل التي عقدت خلال الملتقى الدولي الثالث عشر الذي عقد في الهند في عام 2017 الحاجة إلى تأسيس الشبكة.
تشكيل الشبكة
ومن ثم تولى أعضاء في جمعية الزراعة المعمرة بالمملكة المتحدة الأمر وبدأوا في التواصل مع الآخرين بشكل غير رسمي في البداية، ثم تشكلت الشبكة IPEN كمشروع عضو في جمعية الزراعة المعمرة بالمملكة المتحدة في سبتمبر 2017. على أن يستمر وضع احتضان الجمعية للشبكة الدولية وصفحاتها على الإنترنت لمدة عامين، ثم يتم تأسيس الشبكة ككيان منفصل في عام 2019.
أهداف الشبكة
وقد تم تحديد أهداف الشبكة الدولية في زيادة تماسك وفعالية تعليم الزراعة المستدامة على مستوى العالم بما يكون له أثره الإيجابي الكبير في توسعة تأثيرات الزراعة المعمرة على كل من البيئة والإنسان حول العالم. وتعمل مجموعات العمل التابعة للشبكة الدولية الآن على الصعيد العالمي من أجل: إنشاء موارد تعليمية جديدة، ودعم المشاريع التوضيحية العملية وتدريب المعلمين، وتطوير دورات أساسية جديدة ومناهج دراسية نموذجية، ومشاركة الموارد التعليمية للزراعة المعمرة على نطاق واسع في العديد من اللغات، وذلك وفقا لما أشار إليه موقع جائزة لاش سبرنج Lush Spring Prize والذي أعلن عن فوز الشبكة في فئة المشاريع الناشئة (أقل من 5 سنوات) لعام 2018.
