العالم يقرأ

الأكاديمية “رفعة مبارك” تتحدث عن أحدث إصداراتها عن شروط ومبادئ تدريب المعلم والاتجاهات التربوية في مجال إعداد المعلم

تدرس الدكتورة السعودية (رفعه مبارك دخيل الله), في كتابها (معلم القرن الحادي والعشرين.. الرؤى التربوية والمهنية التدريبية), الصادر حديثا, معلم  العصر الحديث، وأساليب التنمية المهنية للمعلم، وشروط ومبادئ تدريب المعلم، والاتجاهات التربوية في مجال إعداد المعلم.

ونقرأ في مقدمة الكتاب حيث تقول المؤلفة: تأهيل المعلم وتدريبه قضية عالمية تثار في العديد من الدول، ذلك لأن الحرص على نمو المعلمين مهنيا وعلميا وثقافيا يؤدي حتما إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية في نواحيها كافة.

فالمعلم هو الركيزة الأساسية في العملية التعليمية، ولهذا كان من الضروري الاهتمام بكفاءته والحرص على تجديد برامج التأهيل والتدريب وتطويرها.

وتضيف: إن المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية وله بالغ الأثر فيها، يتجلى ذلك في العملية التربوية والتعليمية، وفي النظام التربوي والتعليمي ككل، كما أن تأثيره يتعدى ذلك لمختلف الأنظمة الأخرى في المجتمع؛ فالمعلم له الأثر في الارتقاء بمجتمعه والمحافظة على هويته، والتطوير التربوي هو من أهم سمات العصر الحالي الذي يواجه العديد من التحديات الواقعية، وما يصاحبها من تطورات جذرية في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والتي فرضت العديد من التحديات أمام المعلم، فكان من الطبيعي أن تتغير المنظومة التعليمية تبعا لذلك سواء في المحتوى أو الأهداف الو الطرائق أو التقويم لتنسجم مع تلك المتغيرات.

وتبين لنا عند الحديث عن المنظومة التربوية يبرز التأكيد على دور المعلم الذي لم يعد دوره مقصورا على التلقين ونقل المعرفة، بل تعاظم دوره وأصبح هو الميسر للمعرفة والمجدد لها، والمؤصل للقيم والقادر على التعامل مع الطلاب كافة وتعزيز قدراته، ونتيجة لذلك كان لزاما على المجتمع التربوي إعادة النظر في منظومة تكوين المعلم داخل كليات التربية من حيث الأهداف والبرامج والطرق، لتتواكب مع هذه الأدوار الجديدة له، بحيث يصبح المعلم مهيأ للحاضر والمستقبل، قادرا على التكيف مع التغيرات الحالية والمحتملة، لديه المرونة والكفاءة لتحمل أعباء هذه المهنة الشاقة.

وتؤكد د. دخيل الله أنه لا بد من الاهتمام بمعايير الجودة الشاملة في التعليم بصفة عامة، وبمؤسسات تكوين المعلم بصفة خاصة، عن طريق إحداث التطوير النوعي في مدخلات النظام وعملياته، كي نصل لمخرجات جيدة وذات كفاءة عالية، والعمل على الارتقاء بالنظام التعليمي بصورة مستمرة حتى تتحقق التطلعات والطموحات التي نصبو إليها من خلا موارد بشرية مؤهلة تأهيلا عاليا ليتمكنوا من مزاولة عملهم بنجاح، مشيرة إلى أن هذا التطور والنمو النوعي للمعلم سواء من الناحية المهنية أو العلمية أو الثقافية له العديد من الآثار الإيجابية على سلوك المتعلمين الذين يعتبرون في النهاية الهدف والغاية من مخرجات العملية التعليمية، لذل فإن الاهتمام بالمعمل ونوعيته والتركيز على تجديد برامج إعداده وتطويرها في أثناء العمل له بالغ الأثر في تلافي جوانب القصور في مؤسسات الإعداد القبلي ويساعد على تحقيق أغراض العملية التعليمية بصورة أفضل.

وخلصت د. دخيل الله في كتابها معتبرة أن عملية النمو المهني من أهم عمليات التربية الحديثة، التي لا بد أن يكون فيها نوع من المواءمة بين تنمية المعلمين وإعدادهم وبين الاستعداد والرغبة الذاتية لديهم دون أن يكون ذلك استجابة لقرار أو طمعا في تحقيق مكاسب مادية أو وضع اجتماعي، ذلك أن الطلبة المتفوقين علميا ليسوا جميعا صالحين بالضرورة للقيام بأدوار المعلمين.

قراءة/ محمد سيد بركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى