ابن يونس المصري.. وكالة “ناسا” تخلّد اسمه.. ويُنسب له أحد أهم الاختراعات البشرية
ابن يونس المصري هو أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، والصدفي نسبة إلى قبيلة الصدف اليمنية التي سكنت مصر، ولد في بمصر حوالي عام 342 هـ/ 950م والمتوفى بها عام 1009م، واحد من أعظم الفلكيين والعلماء العرب.
كان ابن يونس من أئمة المحدثين بمصر, وجده يونس كان من المشتهرين باشتغالهم بعلم النجوم, ومن ثم فلا بدع ان يرث ابن يونس عن جدوده النبوغ حتى انه ليعد أعظم فلكي بعد البتاني والبوزجاني فى خلال القرن الحادي عشر الميلادي.
وقد عرف الخلفاء الفاطميون لهذا العالم قدره, فهيأوا له أسباب العمل, فكان من أعلام الدولة الفاطمية في الفلك، وقد رعاه الخليفة الفاطمي العزيز بالله الذي أقام له مرصدًا فلكيًّا في منطقة جبل المقطّم، ووفّر له ما يبتغي من أدوات وتجهيزات لتساعده في مهامه وأبحاثه، واستمر في أبحاثه بعد وفاة الخليفة العزيز بالله وتولّي الحكم ابنه الحاكم بأمر الله.
ومن أهم إنجازات ابن يونس كان كتابه الأبرز في علوم الفلك المسمى “الزيج الحاكمي”، والذي اشتق اسمه من الفارسية، وتعني «الجدول»، والذي رصد فيه الأحداث الفلكية المهمة في عصره، ورصد فيه كُسوفيْن للشمس في العامين 977 و978 ميلادي بدقة عالية.
اشتمل هذا الزيج على 81 فصلا وكانت تعتمد عليه مصر في تقويم الكواكب. وقد ترجمت بعض فصول هذا الزيج إلى اللغات الأجنبية. وابن يونس هو الذي رصد كسوف الشمس وخسوف القمر عام 978م في القاهرة، وأثبت فيها تزايد حركة القمر، وحسب ميل دائرة البروج فجاءت أدق ما عرف قبل إدخال الآلات الفلكية الحديثة. وتقديرا لجهوده الفلكية، تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق السطح غير المرئي من القمر.
منطقة ابن يونس على القمر
كما أنّه رصد خسوفًا للقمر في الفترة نفسها، وسجّله في جداوله الفلكية. ويُنسب لابن يونس أحد أهم الاختراعات البشرية، ألا وهو بندول الساعة (pendulum clock)، بعكس شيوع نسب الاختراع إلى الإيطالي جاليليو، الأمر الذي تحقّق منه ونفاه الباحث الأمريكي «ديفيد كينج» المتخصص في تاريخ العلوم الإسلامية في القرون الوسطى، في بحث مطوّل لم يحاول مطلقًا من خلاله التقليل من إنجازات الفلكي المصري الكبير، نعم لقد اهتدى الى اختراعه للبندول واستعماله هذا العالم العربي قبل جاليليو بستة قرون, وقد اعترف لهذا العالم العربي بفضل السبق علماء أوروبا انفسهم كالعالم الفرنسي (سيديو) في كتابه (تاريخ العرب). والعالم الانجليزي (تايلر) وسمث فى كتابه (تاريخ الرياضيات).
والذي لا يعرف الكثيرون أنّ وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أطلقت اسمه على إحدى المناطق الصخرية في الجزء غير المرئي من القمر، بجوار أعلام عربية أخرى مثل ابن بطوطة وابن رشد.
لقد جال ابن يونس فى علم الفلك جولات موفقة أتت الثمرات في علم الفلك, وبخاصة في كتابه (الزيج الحاكمي), وهي تحتوي على أرصاد الفلكيين القدامي – في مجال الخسوفات والكسوفات, وجميع قرانات الكواكب – وأرصاد ابن يونس نفسه.
وكان القصد من ارصاده تلك, دراسة تطبيقية لمعرفة مدى صحة ما وصل إليه السابقون, وصدق نظرياتهم, واتفاقها أو مخالفتها لقوانين الطبيعة, ثم قضى على أثرهم بوضع الجديد الذي اهتدى إليه, والذي فات العلماء السابقين أن يطرقوه, وقد وفق في أثناء ذلك إلى رصد كسوف الشمس, وخسوف القمر فى مصر سنة 978م, وتصحيح ميل دائرة البروج, وزاوية اختلاف النظر للمشمس, كما وفق إلى وضع فصل دائرة البروج, وزاوية اختلاف النظر للشمس, كما وفق إلى وضع فصل شرح فيه ماهية (الإشعاع المنبعث عن النجوم بحسب الرأي العام), وقد اتسمت أبحاثه الفلكية بالطابع الديني, حتى انه مهد لكتابه هذا بمقدمة عظيمة حصر فيها كل الآيات المتعلقة بخلق السموات والارض.
وكفاه فخرا في عالم الرياضيات انه مخترع (حساب الاقواس) تلك الطريقة الفريدة التي ذللت قوانين التقويم, واراحت من نشرة استخراج الجذور المربعة, ومخترع (الربع ذو الثقب) .