إضاءات

من أجل التبادل الثقافي والتجاري والعلمي.. نيوم.. مدينة المستقبل الجديد

ما هو مشروع نيوم؟

“نيوم”، تعني المستقبل الجديد، وهي كلمة لاتينية الأصل، ومعناها هو ما تهدف المدينة لتحصيله، مدينة نيوم هي ليست فقط مدينة مستقبلية فحسب بل إنها جزء من خطة لتطوير السلام الخارجي والداخلي لمواطنيها. سكان مدينة نيوم يجتمعون معًا للتغيير ويصبحوا رمزًا من الاختلاط الثقافي والتجمع الحضاري، مجتمع ممزوج من مختلف أنواع الأجناس والأديان نحو هدف مشترك ألا وهو العمل سويًا لتغيير العالم، هل يمكنك تخيل كيف ستكون هذه المدينة؟ وكيف سيكون العمل في داخلها؟ هذا هو مشروع نيوم الحضاري، فلنرى سويًا ما هو موقع مشروع نيوم؟ وكيف لعب دورًا مهما جدًا في هذا المشروع؟ ولماذا تم اختياره ليقع في هذه المنطقة؟ وأهم معلومات عن مشروع نيوم.

يقع مشروع نيوم شمال غرب السعودية في منطقة تبوك، ليمتد على سواحل البحر الأحمر بمسافة 460 كيلومتر مربع.

 تصل مساحة نيوم إلى حوالي 26 ألف كيلومتر مربع، كما سيضم المشروع أراضي متاخمة للحدود المصرية والأردنية، وبذلك يكون خليج العقبة الأردني ومياه البحر الأحمر تحده شمالًا وغربًا، كما أن المشروع يتاخم جزيرة شبه جزيرة سيناء المصرية. ولموقع منطقة نيوم مميزات استراتيجية عديدة مثل حقيقة كون مشروع الرؤية الوطنية نيوم قريب لجميع الأسواق العالمية، ناهيك عن كون خريطة مشروع نيوم تُعد منطقة استراتيجية بين ثلاث دول عربية (السعودية، مصر، الأردن) قريبة من مسارات التجارة العالمية.

لن تجد حول العالم مثل هذا الموقع، بين 3 دول مهمة، وعلى الجانب الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية، وكذلك تحيطه الجبال التي ترتفع لأكثر من 2500م عن مستوى سطح البحر.

وأول ما قامت به المملكة العربية السعودية هو اختيار موقع مميز لمدينة نيوم وذلك لأهمية الموقع الاستراتيجية.

ما الذي يجعل هذا الموقع مميزًا؟

40% من العالم يبعدون عن هذا الموقع 4 ساعات بالطيران، ولكونه محط استراتيجي، هذا يجعل مشروع نيوم موقعًا ممتازًا للتبادل الثقافي والتجاري والعلمي. إذا كنت تتساءل كيف هذا المشروع سيأتي الواقع، وماذا عن التكنولوجيا خلف عمارته الذكية، وكيف سيكون مشروع نيوم مختلفًا عن كل ما رأيته من قبل، تابع معنا لتتعرف على هذا المشروع.

أما حدود نيوم، فستمتد قطعة الأرض لمشروع نيوم على كافة الحدود المصرية والأردنية، ليصبح مشروع نيوم أول بقعة خاصة يبنى عليها مشروع يمتد على ثلاثة دول، فمن التضاريس إلى الغابة الطبيعة الخلابة، كل ذلك جعل مشروع نيوم مميزًا جدًا عن غيره من المشاريع.

نيوم والأهداف المستقبلية

مشروع نيوم يحاول أن يصطاد ما ويصل إلى ما لم يفعله أحد من قبل، ولهذا المشروع قائمة من الأهداف تجعله واحدًا من أهم المشاريع المهمة الريادية في المملكة العربية السعودية:

  • يهدف هذا المشروع لأن يكون واحدًا من أول المجتمعات والأبنية التي تنبثق منها أمور إيجابية حول الطقس والبيئة العالمية لحمايتها.
  • يهدف المشروع لإيجاد بدائل لوسائل التنقل التقليدية.
  • استخدام الموارد الطبيعية بشكل أمثل.
  • دمج المساحات الطبيعية والمساحات العمرانية مع بعضها البعض.
  • نيوم هي واحدة من أفضل وأكثر المواقع السياحية ستكون لا في المملكة العربية السعودية فحسب؛ بل في العالم.
  • ستساعد نيوم في إيجاد وظائف عملية جديدة لم تشهدها المنطقة من قبل؛ لأنها ستكون منطقة جاذبة للاستثمارات العالمية والدولية، وكذلك ستزداد كافة المستوردات وبالتالي كمية الإنفاق والأموال المنقولة بين المواطنين مما يعمل على زيادة دخل المواطن السعودي وتحسين الاقتصاد.
  • يستلهم مشروع نيوم وأهدافه المستقبلية رؤية 2030 الساعية لتحقيق نقلة نوعية في المجتمع والاقتصاد السعودي، تحقّق فيه الانفتاح على العالم ومواكبة العصر والتقليل من اعتمادية الاقتصاد السعودي على النفط، وبالتالي التنويع من مصادر دخلها الاقتصادية. كما يصب المشروع أهدافه على الارتقاء بمعايير نمط العيش لتواكب العالم فنيًا وثقافيًا والمزاوجة بينها وبين التخطيط العمراني المتطوّر إلى جانب توفير خدمات مدنية تقنية على أعلى مستوى في مجالات الصحة والتعليم والنقل والترفيه. وفي ظل كل ما سبق، لا شكّ أن مشروعًا ضخمًا مثل مشروع نيوم سيولّد فرص توظيف عديدة للشباب الواعد والطموح في المملكة.

من المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى من المشروع بحلول عام 2025. تبلغ كلفة المشروع كاملًا حوالي 500 مليار دولار سيتكفل بها صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

نيوم.. مدينة تكنولوجية

الجانب التكنولوجي لمشروع نيوم بالفعل مبهر للغاية، حيث إن هذا المشروع عندما يصل إلى المرحلة النهائية من التنفيذ سيصل إلى مرحلة لم ترها البشرية فحسب من قبل. هل تعلم أنه يوجد مركز متكامل للبحوثات خُصّص من أجل مشروع نيوم؟ وجمع طاقات وأيدي ماهرة من مختلف بقاع الأرض، لجعل هذا المشروع ينهض من داخل صحاري العالم ليصل إلى كافة بقاع الأرض فقط لتصل تكنولوجيا نيوم إلى كافة العالم.

7 مشروعات مبهرة

1 – صناعة الطاقة – الهيدروجين الأخضر

الهدف من هذه الفكرة أن تكون الطاقة في مشروع نيوم متجددة بنسبة 100%، حيث تعتمد على إنتاج الهيدروجين الأخضر، من خلال إنتاجه من الطاقة المتجددة، وهو نوع من أنواع النفط والبنزين النظيف الذي يمكن استخدامه من أجل انتاج الطاقة لمدة طويلة على المدى الطويل، وكذلك للحرص على عدم إنتاج الكربون من حركة المرور وقطاع الصناعات الثقيلة مثل صناعة الحديد والإسمنت.

2 – إنتاج الماء

واحدة من المفاتيح لمشروع نيوم هو إنتاج طاقة المياه، حيث إن 100% من المياه ستكون تستخدم كطاقة متجددة، وذلك حرصًا على ألا تكون إنتاج ثاني أكسيد الكربون بنسبة عالية جدًا. كافة المياه العادمة في المدينة سيتم إعادة تدويرها وإصلاحها حتى تنتج طاقة، وكذلك للاستفادة منها كمياهٍ للزراعة على الأقل، الهدف من مشاريع انتاج الماء هو انعدام التلوث الناتج عن إنتاجه، وكذلك عدم إهدار أي من الطاقات المائية وكذلك عدم الاعتماد على مصدر واحد من المياه.

3 – استخدام التكنولوجيا البيولوجية، وجعلها واقعًا على الأرض

نعم، استخدام التكنولوجيا البيولوجية الحيوية، وعلم الجينات والعلوم الذكية، وكل ما رأيته في أفلام الخيال العلمي، ستحصل على كل من الأمور اللطيفة التي رأيتها في أفلام الذكاء الإصطناعي، وسيرتقي هذا المشروع لتوقعاتك وأعلى، حيث إنه يعمل الباحثون على بناء مدينة كاملة متكاملة طبية تُعنى بخدماتها، وتعمل من خلال الذكاء الاصطناعي لمعالجة المرضى.

4 – تكنولوجيا صناعة الطعام من العدم

نظام الطعام العالمي هو واحد من أكثر القطاعات تضررًا في العالم، وكذلك الأكثر ضررًا. وحاليًا يمكننا ملاحظة أنه كل واحد من أصل 9 أشخاص في العالم لا يمكنه الحصول على ما يكفيه من الطعام لكثرة عدد الأشخاص، وعلى حسب آخر دراسات لعام 2018، يجب أن يحدث تغيير وتغير جذري مستعجل، ونيوم ستقف على رأس هذا التغيير في قطاع الطعام وصناعته المحلي والعالمي، لتصبح واحدة من أكثر الطرق المستدامة لصناعته، وتقلل من ثاني أكسيد الكربون اتجاه الأرض.

يعمل العلماء حاليًا على تجربة طرق جديدة لصناعة الطعام من العدم ومنها استخراج الطعام من مكوناته الكيميائية الرئيسة الهيدروجين والأكسجين، دون الحاجة إلى مكونات أخرى، وهذه هي أحدث أفكار توصل إليها العلماء، لحل مشكلة الجوع والفقر العالمية، حيث وبحسب الاحصائيات، يعاني شخص من أصل 10 حول العالم من سوء التغذية وقلة الطعام بسبب حالة الفقر الشديدة التي يعانون منها، مما جعل مشروع نيوم ومركز الأبحاث يترقبون تطوير تكنولوجيا حديثة تمكنهم من توفير الطعام لساكني المدينة بطرق مستدامة، وكذلك توفير الطعام لمن يعانون من الجوع والفقر حول العالم.

5 – صناعة قمر صناعي ومراقبة تكنولوجية

نعم، سيكون في مدينة نيوم نظام مشابه للنظام المتواجد في الصين من ناحية الرقابة والأمن التكنولوجي والذكي، وبينما لن يكون ذلك من خلال الطائرات المسيّرة فحسب، بل ستعتمد المدينة على نظام جديد ذكي، هذا النظام سيظهر قمرًا صناعيًا يضيء في الليل، وكذلك نظام مراقبة ذكي لكل الشوارع والأماكن يعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتقنية تحديد الوجه والتعرف على معلومات الشخص من صورته، وكذلك المراقبة المستمرة 24 ساعة طيلة أيام الأسبوع من أجل الحفاظ على سلامة كافة المواطنين في داخل مدينة نيوم، وأما النظام فسيرتبط مع كافة الأجهزة الأمنية السعودية للإبلاغ الفوري عن أي مخالفة أو حادث.

هذه الأنظمة ربما تعد ليست آمنة أو على قدر كافٍ من المسئولية، لكن المملكة العربية السعودية استحدثتها للحفاظ على أمن ساكني نيوم المستقبليين، وعند الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع تستطيع رؤية مدينة أفضل وأكبر من دبي العالمية التي يحبها ويزورها كافة أفراد المجتمع، ليس للتطور في هذه المدينة حدود، فهي ستصنع من أجل أن تكون الأفضل، والأقوى.

6 – القبة الشمسية

السماء لا تنطفئ في مدينة نيوم، حيث تحاط كافة المناطق في المدينة بقبة كبيرة من الألواح الشمسية خارجها كنظام لحفظ الطاقة للمدينة، وأما في داخلها فتتيح هذه القبة بالتكنولوجيا الفريدة الخاصة بها إمكانية إضاءة كافة أرجاء المدينة أثناء الليل، ليبدو الليل نهارًا، وكانت هذه إحدى الأفكار وراء مدينة نيوم بأن تضيء كافة أرجاء المدينة ليلًا ونهارًا لجعلها مثل المدن العالمية كمدينة نيويورك، المدينة التي لا تنام الليل.

7 – الاستثمار في مدينة نيوم

لا شكّ أن مشروعًا ضخمًا مثل مشروع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من شأنه توفير فرص استثمارية في نيوم لا تُحصى، إذ يتيح المجال للشركات العالمية والاقليمية الاستثمار المباشر في السوق السعودي ووضع قدم وساق لها في مضمار مشاريع التحديث الذكية القائمة في المملكة والتي يشكل نيوم درة تاجها. فالمشروع يمكّن الشركة الراغبة في الاستثمار من الوصول إلى السوق السعودي مباشرة، ومن ثمّ الأسواق العالمية لكون جزيرة نيوم تتمتّع بموقع استراتيجي يربط بين القارات الثلاث، كما أن المشروع يوفر التمويل والحوافز المالية لها والأهم من ذلك البنية التحتية التي تحاكي المستقبل وتسخر أحدث التقنيات للمستقبل.

ومن المقرّر إنشاء 7 نقاط جذب بحرية سياحية في نيوم إلى جانب منتجعات ومدن صغيرة ضمن مشروع سياحي مستقل في البحر الأحمر، وستعمل مصر في ذات الآن على تطوير منتجعي شرم الشيخ والغردقة. من جانب آخر، يمثل المشروع فرصة استثمارية ذهبية لكون منطقة جزيره نيوم منطقة خاصة مستثناة من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية مثل الضرائب، والجمارك، وقوانين العمل، وغيرها من القيود القانونية المفروض على الأعمال التجارية، وهذا من شأنه تعزيز القدرة على تصنيع منتجات وخدمات بأسعار منافسة عالميًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى