وصفها أستاذها البريطاني بـ “الفاشلة”!.. السعودية حياة السندي.. ضمن “150 امرأة هزت العالم”
العالمة السعودية المرموقة حياة السندي، هي أول امرأة عربية تحصل على درجة الدكتوراه في مجال “التقنية الحيوية” من أعرق الجامعات البريطانية، وهي جامعة كامبردج العالمية. كما اختيرت السندي من جامعة كاليفورنيا الأمريكية ضمن أبرز ثلاث عالمات على مستوى العالم.
ترأس السندي، العضو في مجلس الشورى السعودي، “معهد التخيل والبراعة” i2))، وهي مؤسسة غير ربحية تسعى إلى خلق منظومة للإبداع الاجتماعي وريادة الأعمال، من أجل العلماء والتقنيين والمهندسين في الشرق الأوسط وخارجه.
قدمت السندي اختراعا هو عبارة عن “مجسّ” للموجات الصوتية والمغناطيسية، يمكنه تحديد الدواء المطلوب لجسم الإنسان، وتعد نموذجا لما يمكن أن يحققه طموح المرأة من نجاح، فقد اختيرت ضمن قائمة “أرابيان بيزنس” لأقوى 100 امرأة عربية لعامي 2012 و2013، كما اختارتها مجلة نيوزويك ضمن “150 امرأة هزت العالم” في عام 2012.
إنها العالمة الدكتورة حياة بنت سليمان السندي، عالمة الصيدلة والتقنية الحيوية وهي خريجة من جامعة كينجز كولج في بريطانيا بتخصص بكالوريوس علم الأدوية ومن ثم حصلت على منحة من جامعة كامبردج وأنهت الدكتوراه هناك في التقنية الحيوية، عنوان رسالة الدكتوراه ” دراسات على مجس كهرومغناطيسي صوتي جديد“. حاضرت الدكتورة في عدة جامعات منها جامعة هارفارد بمنصب عالم زائر.
ولدت السندي في نوفمبر عام 1952 بمكة المكرمة، وتلقت تعليمها الابتدائي والمتوسط والثانوي وبداية الجامعي في مكة، وتميزت منذ طفولتها في تحصليها العلمي واطلاعها على قصص العلماء والمؤثرين والذين شاركوها خيالات الطفولة مثل: الخوارزمي، الرازي، ابن الهيثم، ماري كوري، انشتاين، وجابر بن حيان وغيرهم. ومنذ طفولتها أيضاً كانت شغوفة بالقراءة ومؤمنة بأثرها الايجابي على تكوين حلمها الذي تريد أن تحاكي به العظماء والعلماء.
وكانت السندي متطلعة إلى أبعد مما هو متاح لمثل من هن في سنها، من مناهج وقراءات، وكان والدها السيد سليمان سندي يشجعها على ذلك، وساعدها هذا التطلع مستقبلاً على شق طريق الانجاز الأول.
كما كانت تحرص على الاطلاع على مناهج متقدمة عن التي تدرسها منذ الابتدائية، وبعد المرحلة الثانوية وبنسبة نجاح 98% اتجهت إلى كلية الصيدلة، وخلال سعيها الدؤوب لرغبة الاطلاع على مناهج متقدمة، اطلعت على كتب متخصصة ووجدت ضالتها أخيراً في علم الأدوية والذي يدّرس بشكل عام، حيث لا يوجد قسم للتخصص فيه؛ وأمام رغبتها في التخصص قررت أن ترحل إلى لندن.
مغتربة مع مرتبة الشرف
حصلت السندي، منذ السنة الأولى من دراستها الجامعية في بريطانيا، على أفضل الدرجات. وعلى المستوى الشخصي، وتجاوزاً لصعوبات التعلّم ومرارة الغربة، أنجزت حفظ القرآن الكريم كاملاً. وفي السنة الثانية وبدعم من الأميرة البريطانية (آن) سنحت لها فرصة تأسيس مختبر للأمراض الصدرية، أجرت فيه ضمن فريق علمي أبحاث دقيقة على عقار من ألمانيا لتحديد مكوناته وفاعليته وحققوا انجازاً بتقليص جرعته مع الحفاظ على فاعليته.
وواصلت حياة السندي تفوقها العلمي وإصرارها على الحلم، حتى تخرجت في كنجز كوليج King’s Collage بنجاح مع مرتبة الشرف.
كان انجازها الأول نقلة باعتباره وجهها للتخصص في التقنية الحيوية والذي يدّرس كدراسات عليا والذي يتسق أيضاً مع حب علم الأدوية، تقدمت إلى جامعة كامبردج Cambridge ومنحت منحة لإتمام رسالة الدكتوراه.
ومن أغرب ما صادفها أن الدكتور البريطاني المشرف على الرسالة، استقبلها فور التعرف إليها بعبارة: “فاشلة.. فاشلة.. فاشلة”، وذلك لمجرد أنها تلتزم بارتداء الحجاب!
لكنها واصلت وتميزت حتى تحولت النظرة السلبية بعد أشهر قليلة إلى احترام يتدفق إليها من المشرف ومن كل من تعامل معها؛ حتى وصل احترامهم إلى احترام لوقت صيامها في رمضان حيث يمتنعون عن الطعام أمامها تقديراً لشخصها وعلمها.
وقد عملت في الأشهر الأربعة الأولى من انتسابها على ابتكار جهاز لقياس تأثير نوع من المبيدات الحشرية على الدماغ، تقدمت ببحثها المتعلق بذلك إلى مؤتمر (جوردن) للبحوث في بوسطن Boston.وتم قبول بحثها ومثّلت جامعة كامبردج Cambridge في هذا المؤتمر. بعد خمس سنوات من التحضير لرسالة الدكتوراه وبعد وصولها إلى نهاية إتمام رسالة الدكتوراه، وقبل 9 أشهر فقط من انتهاء المنحة، كانت الصدمة الكبرى حيث وجه لها عميد الجامعة خطاباً غير مبرر يطلب منها تغيير البحث والبدء في رسالة جديدة!! سابقت الزمن وبدأت رسالتها الجديدة لتبلغها الجامعة فجأة بانتهاء المنحة، حيث قام الأمير، وقتها، عبد الله بن عبدالعزيز، رحمه الله، بتكفل تكاليف الفترة المتبقية من دراستها.
أقوى 150 امرأة
واختيرت الدكتورة حياة السندي ضمن قائمة “١٥٠ امرأة هزت العالم” من مجلة النيوزويك، واختارتها جمعية ناشيونال جيوجرافيك كشخصية “المستكشف الصاعد” لعام ٢٠١١. اختيرت مؤخراً كسفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة عام ٢٠١٢، وكذلك كعضو في مجلس المستشارين العلميين لأمين عام الأمم المتحدة (UN)..
وحصدت السندي جائزة كلينتون السنوية للمواطن العالمي ٢٠١٤، وحازت على جائزة مكة المكرمة للإبداع العلمي، ولها عدة اختراعات متميزة وشاركت في مؤتمرات عالمية عديدة، وأسست معهد (آي ٢) لرعاية الإبتكار والإبداع.
ودعتها جامعة كاليفورنيا, بيركلي الأمريكية لتكون واحدة ضمن أبرز ثلاث عالمات، هن: كارل دار، رئيسة بحوث السرطان، والثانية كاثي سيلفر، أول رائدة فضاء، وكانت هي الثالثة. المشروع الذي شاركت في تأسيسه والمسمى ب”التشخيص للجميع” فاز بجائزة منافسة جامعة ماساتشوستس للتقنية للريادة وكذلك منافسة جامعة هارفارد للمشاريع.
والدكتورة حياة السندي معروفة بمساهماتها الرئيسية في اختبارات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية، وتم تصنيفها من قبل مجلة “أريبيان بزنس” في المركز التاسع عشر ضمن قائمة الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً في العالم العربي وفي المركز التاسع ضمن قائمة السيدات العربيات الأكثر تأثيراً.
أول سفيرة للنوايا الحسنة للعلوم
في عام 2010، فازت الدكتورة سندي بجائزة مكة للتميز العلمي من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل آل سعود. كما منحتها مؤسسة ناشيونال جيوغرافيك لقب “المستكشفة الصاعدة” في عام 2011، بالإضافة إلى تصنيفها من قبل مجلة “نيوزويك” ضمن قائمة “أكثر 150 امرأة مؤثرة في العالم” في عام 2012.
وقد تم تعيين الدكتورة سندي من قبل رئيسة منظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا، كأول سفيرة للنوايا الحسنة للعلوم لجهودها في تشجيع تعليم العلوم في الشرق الأوسط، وخاصة للفتيات، وذلك في الأول من أكتوبر 2012.
و اختارها المؤتمر الوطني للعلوم في امريكا في عام 2012 و 2013 كأحد افضل 50 عالم للتشجيع العلوم لدى الشباب التي رشحتها لهذا المنصب جامعة هارفارد.
في يناير 2013، حققت الدكتورة سندي إنجازاً آخر، حيث أصبحت جزءاً من أول مجموعة نسائية تعمل في مجلس الشورى السعودي.