مؤسسة “بي دبليو سي” تطلق مشروعًا لدعم مرونة المدن والتخطيط والاستجابة لحالات الطوارئ
أطلقت مؤسسة بي دبليو سي المتخصصة بخدمات التأمين والاستشارات الإدارية والضرائب، منتصف أكتوبر 2020، مشروعًا لدعم مرونة المدن، من خلال تحليل البيانات وجمعها، لتوفير الأدوات اللازمة للتعامل مع التهديدات الناجمة عن جائحة كوفيد-19.
ويقوم مشروع بي دبليو سي على 3 ركائز؛ الابتكار والتقنيات الحديثة، والتمويل والاستثمار، والقدرات المؤسسية والحوكمة.
وتنبع أهمية استخدام تحليل البيانات بطريقة مبتكرة، من دورها في التصدي لأزمة كوفيد-19، والاستجابة لحالات الطوارئ، والوقاية من الصدمات المستقبلية، في مختلف مدن العالم، بالاتكاء على تجارب عالمية ناجحة؛ على غرار الدور الحيوي الذي لعبته مبادرات الصحة الرقمية بقيادة وزارة الصحة السعودية في مدينة الرياض لمكافحة الجائحة والحد من انتشارها.
الاستعداد للمتغيرات
ويسود حاليًا توجه عالمي، تقوده الحكومات والمؤسسات، للاستعداد للمتغيرات ومواجهة واقع جديد فرضته الجائحة. وفي هذا الإطار، أشارت بي دبليو سي إلى أن مشروعها يمد المدن بالأدوات اللازمة لإدارة التهديد المباشر للجائحة، وتأسيس بيئة اجتماعية واقتصادية تصمد على المدى الطويل.
ويحتوي مشروع بي دبليو سي على سلسلة عوامل مساعدة لتمكين جوانب عدة؛ مثل تطويع المرافق الحالية وإعادة استخدامها، واستخدام تحليلات البيانات الذكية، ووضع خيارات تمويل بديلة في حالات الطوارئ، وزيادة كفاءة وفاعلية الحوكمة في مختلف القطاعات على مستوى المدينة.
تحديات
وتواجه المدن حاليًا، تحديًا مزدوجًا؛ يتجسد في الحفاظ على أمن الفرد وسلامته، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي السريع، ما يُبرِز ضرورة اعتماد تدابير للتعافي من الأزمات ودعم برامج الصمود وتعزيز الخدمات الحضرية والبنية التحتية، لتجهيز وتقوية المدن وتحقيق انتعاش شامل ومرن بعد الجائحة.
ويبدو أن الجائحة كانت فرصة لتتعلم المدن من تجربتها في إدارة الكوارث والتعامل مع الطوارئ المستقبلية؛ وأثبتت مدن عدة حول العالم أن الاستجابة الفعالة؛ المسبقة والمنسقة للتصدي للأزمة أدى إلى نتائج مباشرة في التصدي للفيروس والحد من انتشاره والتكيف والصمود على المدى الطويل أمام التهديدات المستقبلية. وإلى جانب الرياض، نجحت مدن سنغافورة وفيينا وبوسطن وهلسنكي، في الاستجابة للجائحة، محققة الانتعاش والتعافي.
وقال حازم جلال – الشريك والقائد العالمي لقطاع المدن والحكومات المحلية في بي دبليو سي – إن “المدن كانت في طليعة الكيانات المتأثرة بكوفيد-19؛ ونجحت بعضها في الصمود والتعامل مع الآثار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الجائحة، بعد أن استثمرت في تطوير قدرات التعامل مع جميع مراحل دورة التهديد واستشعار الخطر والدفاع والاستجابة والتعافي. ويجب أن تعتمد المدن نهجًا متكاملًا بالعمل مع جميع أصحاب المصلحة، لتعزيز استعدادها لمواجهة الصدمات المستقبلية”.
تجربة عربية ناجحة
وبالنظر إلى تجربة مدينة الرياض، نجد أنها تضم نحو 25% من سكان المملكة العربية السعودية، ما يجعلها معرضة بشدة لمخاطر الفيروس، إلا أن التدابير الرسمية نجحت في التصدي للأزمة، من خلال مبادرات؛ نذكر منها مبادرة “خليك فالبيت ودوائك يجيك” وتطبيق “صحة” الذي وفر استشارات طبية عن بعد، وتقنية تتبع المخالطين للمصابين بالفيروس من خلال تطبيق “تباعد”.
تجارب عالمية
ولا تختلف تجربة سنغافورة عن تجربة الرياض كثيرًا، إذ اتخذت السلطات إجراءات حاسمة لزيادة الوعي، مستفيدة من تميزها في مجالات تقنية المعلومات وتحليلات البيانات، إذ توفر مجموعة تواصل تديرها الدولة على تطبيق واتس آب للمواطنين، تحديثات يومية عن الحالات المؤكدة وتوضيحات عن الشائعات المنتشرة، فضلًا عن التصريحات الحكومية.
وأطلقت فيينا النمساوية مجموعة تدابير؛ منها مبادرة “الحياة بعد الأزمة” لتعزيز المجتمعات في مواجهة الصدمات المستقبلية، من خلال إطلاق شبكات الهاتف لحملات يومية في الأحياء، لمساعدة المسنين المعرضين للإصابة أو الأشخاص المعزولين دون وجود دعم أسري لهم.
ونفذت مدينة بوسطن الأمريكية إجراءات لتعزيز المشاركة والتعاون والتخفيف من حدة حالات الطوارئ وإدارتها. وبين الأوساط الأكاديمية، نظمت مبادرة بلومبرج هارفارد للقيادة دورات دراسية للمسئولين في المدينة عن الاستعداد لحالات الطوارئ والاستجابة لها.
أما مدينة هلسنكي الفنلندية فاعتمدت منهج المدن العملية؛ ويتألف من 3 ركائز، وهي المدينة الذكية بالاعتماد على الابتكار والتقنيات الرقمية، والمدينة الشاملة التي تركز على المجتمع من ناحية التصميم وتقديم الخدمات العامة، والمدينة المستدامة الرامية إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2035.
توصيات
ويتلخص مشروع بي دبليو سي في تسخير واستخدام تقنيات المدن الذكية؛ من تطبيقات تتبع الهواتف النقالة لتحديد مواقع حالات العدوى والإصابة ومنع انتشارها، وتحليلات بيانات تتيح الرصد في الوقت الفعلي، وإدارة الخدمات الأساسية والبنية التحتية، وترافق كل مرحلة من مراحل الرحلة كلمة سر ترتبط بها؛ وهي استشعار التهديد المقبل، والتحرك بسرعة للدفاع عن نقاط الضعف ودعمها، والاستجابة بتنفيذ قرارات منظمة ومطلعة والتعافي بعد تحديد الأصول الرئيسة ومؤشرات بيانات إطلاق تدابير التعافي.وأوصت بي دبليو سي بضرورة تعاون السلطات والمنظمات والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي والأفراد، ضمن منهج موحد ومجموعة متسقة من السياسات والإجراءات، فضلًا عن تعزيز الإبداع والابتكار.