سوتشيتل وادالوبي.. وجائزة الابتكار من أعرق جامعة مكسيكية
الشعور باحتياجات المجتمع المحلي هي أحد حوافز الابتكار بشكل عام، لكن عندما تكون المبتكرة طفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، فهذا ما يستحق التوقف حقا.
أما الطفلة فهي سوتشيتل وادالوبي كروس من مجتمع شياباس من السكان الأصليين والذين يسكنون جنوب البلاد, والتى قامت بصنع جهاز يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية للقيام بتسخين المياه. الجميل أن سوتشيتل استهدمت في صنع هذا الجهاز مواد معاد تدويرها وقابلة لإعادة التدوير.
ربما يبدو الابتكتر صبيانياً غير ضروري بالنسبة لدول العالم الأول, ولكن في مجتمعها, فإن المصدر الوحيد للمياه الساخنة هو قطع الأشجار التي لا تتسبب في إقلاق الدخان في البيئة فحسب بل تؤدي أيضاً إلى إزالة الغابات, وكما يقول أحد سكان المنطقة, فإن الحاجة لهذا الابتكار كبيرة, كون التحطيب الجائر يمثل مشكلة كبيرة في المنطقة.
كان إقدام سوتشيتل على هذا الابتكار نابع من حبها للمشاركة في المشاريع والمسابقات العلمية, ومن ثم سارعت إلى الاستفادة من معرفتها بالتكنولوجيا لإحداث التغيير, اولاً في منزلها, وثانياً في مجتمعها.
وكما نعلم فإن سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية لديه القدرة على مساعدة الملايين في جميع أنحاء العالم الذين لا يزالون يعتمدون على الخشب لتسخين المياه.
ومع حفاظه على البيئة فإنه سيعطي المستخدمين راحة الحمام الدافئ في صباح شتوي.
ومن ثم قامت سوتشيتل، بمساعدة والدها، بتركيب جهازها على سطح منزلهم، وهو يعمل بالفعل على توفير الماء الساخن لمنزلها .
وتعبيرا عن مركزية البعد الاجتماعي كحافز لابتكارها قالت سوتشيتل فيما نقله موقع جلوبال سيتزن قولها: “هؤلاء أشخاص ذوو دخل منخفض وليس لديهم إمكانية شراء هذه السخانات، لذا فإن ما يفعلونه هو قطع الأشجار للحصول على الحطب، الأمر الذي يؤثر على العالم من خلال تغير المناخ”.
“لذا، فإن ما فعلته هو جعل هذا المشروع، هذه المدفأة، مصنوعة من الأشياء المعاد تدويرها التي لا تضر بالبيئة”.
وتقديرا لمبادرتها بابتكار يحل مشكلة من مشاكل المجتمع، حصلت سوتشيتل في مارس من عام 2019 على جائزة معهد العلوم النووية التابع للجامعة الوطنية المكسيكية المستقلة، وهي أهم وأكبر جامعة في المكسيك، ومن أعرق جامعات أمريكا اللاتينية.
تنمية الشعور بالمجتمع المحلي فضلا عن التنشئة العلمية التي تساهم في تحفيز تفكير الصغار في حلول للمشكلات وتلبية الاحتياجات في المجتمع أمر غاية في الأهمية بشكل عام، فما بالك لو كان الأمر يتعلق ببلدان لا أقول نامية لأن هذا مصطلح إشكالي يحمل مضامين معيارية غربية مادية في القياس، ول كن نستطيع أن نقول إنها بلدان لا زالت بحاجة إلى تكنولوجيات ملائمة بيئيا واقتصاديا/ اجتماعيا لحل ال كثير من المشكلات وتلبية ال كثير من الاحتياجات غير الملباة.
د. مجدي سعيد