السعودية تتصدر عربياً.. براءات الاختراع خلال عام (2022).. صمود رغم التحديات
بلغ إجمالي براءات الاختراع المسجلة عالمياً خلال عام 2022 (278) ألف براءة اختراع وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في عام واحد. ووفقاً للسيد “دارين تانغ” المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، “استمر نمو الطلب على حماية البراءات في عام 2022، واضطلع المبتكرون في الصين والولايات المتحدة واليابان وجمهورية كوريا وألمانيا بدور ريادي في الإيداعات بناءً على معاهدة الويبو للتعاون بشأن البراءات (معاهدة البراءات) التي تبسّط عملية التماس حماية البراءات في عدة بلدان”.
في عام 2022، شهدت الإيداعات بناءً على معاهدة البراءات ارتفاعاً ضئيلاً بنسبة 0.3%، وبلغ مجموعها 278,100 – وهو أعلى رقم مسجّل في سنة واحدة على الإطلاق. وقد حصل نمو حاد في الإيداعات بناءً على معاهدة البراءات في الهند (+25.4%) وجمهورية كوريا (+6.2%).
ويبرز معدل النمو الإجمالي المتواضع الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت سائدة في عام 2022. وعلى الرغم من هذه الظروف، واصلت الشركات استثمارها في الابتكار والملكية الفكرية.
وحافظت آسيا على مكانتها كمصدر رئيسي لطلبات البراءات الدولية، إذ تبلغ نسبة طلباتها 54.7% من جميع الطلبات المقدمة في عام 2022، مقارنة بنسبة 40.3% في عام 2012.
حماية التصاميم
وشهد الطلب على حماية التصاميم نمواً تجاوز العشرة في المائة، إذ سبب انضمام الصين إلى نظام الويبو لتسجيل التصاميم الصناعية ارتفاعاً في طلبات التصاميم الدولية.
وفي عام 2022، زاد عدد التصاميم المدرجة في الطلبات الدولية المودعة في إطار نظام لاهاي للويبو بشأن التسجيل الدولي للتصاميم الصناعية بنسبة 11.2% ليصل إلى 25,028.
وبعد النمو الاستثنائي الذي بلغ نسبة 15% في عام 2021، انخفض استخدام نظام العلامات التجارية الدولي لحماية العلامات في عام 2022 بنسبة -6.1%، وهو أكبر انخفاض منذ عام 2009. وبلغ إجمالي عدد الطلبات المودعة في عام 2022 نحو 69,000 طلب.
جائحة كورونا تعزز النمو الاستثنائي
ودفعت الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 في عام 2021 بالشركات إلى استحداث سلع وخدمات جديدة ساعدت في تعزيز النمو الاستثنائي في حماية العلامات التجارية الدولية. وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي للطلبات المودعة في عام 2022 في إطار نظام مدريد للويبو من أجل التسجيل الدولي للعلامات التجارية كان أقل مما هو عليه في عام 2021، فإنه يبقى أعلى بنسبة 8% مما كان عليه في عام 2020.
صمود إيداعات الملكية الفكرية
لقد صمدت إيداعات الملكية الفكرية الدولية إلى حد كبير في عام 2022. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع تمويل التصدي للمخاطر، واصلت الشركات الاستثمار في الابتكار. وأدى انضمام الصين إلى نظام لاهاي – وهو سجل الويبو الدولي للتصاميم الصناعية – إلى زيادة طلبات التصاميم من الصين وبقية أنحاء العالم، وهو ما يدل على أن النُهج المتعددة الأطراف للتعاون الدولي يمكن أن تعود بالفائدة على الجميع.
أرقام مؤشر الابتكار
من بين النتائج الرئيسية التي توصل إليها مؤشر الابتكار العالمي:
زادت الشركات الأولى عالميًا من حيث الإنفاق على البحث والتطوير تلك النفقات بنحو 10% تقريبًا لتصل إلى أكثر من 900 مليار دولار أمريكي في 2021، وهي نسبة أعلى مما كانت عليه في 2019 قبل اندلاع الجائحة. وكانت هذه الزيادة مدفوعة في المقام الأول بأربع صناعات، وهي: أجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعدات الكهربائية؛ والبرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ والمستحضرات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية؛ والبناء والمعادن الصناعية.
ونمت الاستثمارات في البحث والتطوير على مستوى العالم في عام 2020 بمعدل 3.3 في المائة، ولكنها تباطأت مقارنة بالارتفاع التاريخي في معدل نمو البحث والتطوير الذي سجل 6.1 في المائة في 2019. وأظهرت مخصصات الميزانيات الحكومية بالاقتصادات الأكثر إنفاقًا على البحث والتطوير نموًا ضخمًا في 2020. وبالنسبة للميزانيات الحكومية في البحث والتطوير لعام 2021، كانت الصورة أكثر تباينًا حيث استمر الإنفاق في النمو في جمهورية كوريا وألمانيا، ولكنه تراجع في الولايات المتحدة واليابان.
وشهدت صفقات رأس المال الاستثماري طفرة كبيرة حيث نمت بنسبة 46 في المائة في 2021، مسجلة مستويات مماثلة لسنوات ازدهار الإنترنت في أواخر التسعينيات. كما تشهد مناطق أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وأفريقيا أكبر نموٍ لرأس المال الاستثماري. مع ذلك، فإن توقعات رأس المال الاستثماري لعام 2022 أكثر واقعية؛ إذ سيؤدي تشديد السياسات النقدية والتأثير على رأس المال المخاطر إلى تباطؤ في رأس المال الاستثماري.
وفي التصنيف السنوي لاقتصادات العالم من حيث القدرة على الابتكار والإنتاج، يُظهر مؤشر الابتكار العالمي بعض التغييرات الرئيسية في البلدان الـ 15 الأولى في التصنيف، حيث صعدت الولايات المتحدة إلى المركز الثاني، ووصلت هولندا إلى المركز الخامس، وانتقلت سنغافورة إلى المركز السابع، وألمانيا إلى المركز الثامن، بينما صعدت الصين مرتبة واحدة إلى المركز الحادي عشر، فأصبحت على أعتاب المراكز العشرة الأولى.
وعادت كندا إلى قائمة البلدان الـ 15 الأولى من حيث الابتكار في العالم (المرتبة 15). ولأول مرة تدخل تركيا (المرتبة 37) والهند (المرتبة 40) ضمن المراتب الأربعين الأولى. علاوة على ذلك، تعد فييت نام (المرتبة 48) وجمهورية إيران الإسلامية (المرتبة 53) والفلبين (المرتبة 59) من الاقتصادات المتوسطة الدخل الأسرع في الأداء الابتكاري حتى الآن.
براءات اختراع الدول العربية.. مفاجآت صادمة!
على صعيد البراءات العربية، وفي تقرير منفصل، كشف مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية USPTO، عن ترتيب الدول العربية لبراءات الاختراع المسجلة خلال عام 2022، إذ سيطرت الدول العربية الخليجية على مراكز الصدارة، مع فارق كبير للملكة العربية السعودية.
ومثلت المملكة العربية السعودية أكثر من 88% من إجمالي براءات الاختراع المسجلة عربياً، فيما جاء الترتيب كالتالي حتى منتصف عام 2022:
السعودية: 776
الإمارات: 59
قطر: 22
الكويت: 7
مصر: 5
المغرب: 5
لبنان: 3
الجزائر: 1
المملكة وتطوير النظام البيئي للابتكار
خلص تقرير متخصص إلى وضع قائمة من عشرة شركات سعودية هي الأكثر ابتكاراً وإبداعاً في المملكة، ولفت إلى أن هذه الشركات حصلت على براءات اختراع عالمية وحققت قفزات هائلة في السنوات الأخيرة.
وبحسب التقرير الذي نشرته مجلة “فوربس” الأمريكية “فقد عملت الحكومة السعودية، بدعم من شركات الاتصالات الكبرى والشركات الصناعية الكبرى طوال العقد الماضي على تطوير النظام البيئي للابتكار في البلاد، وبدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها مؤخراً.
وأضافت فوربس: “تعد المملكة العربية السعودية اليوم من بين أسرع الدول تحولا في العالم، حيث تقوم بتنويع اقتصادها وإضافة قطاعات جديدة كاملة”.
ولفت التقرير إلى أن شركة أرامكو السعودية، وهي أكبر شركة في المملكة، حصلت على حوالي 100 براءة اختراع أميركية فقط على مدى 77 عاماً حتى عام 2010. وفي عام 2021 وحده حصلت الشركة العملاقة على 864 براءة اختراع، وفي عام 2022 زادت براءات اختراع أرامكو إلى 963.
وقالت “فوربس” إن السعودية قفزت 15 مرتبة على مؤشر الابتكار العالمي 2022 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية. كما احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية عالمياً بين دول مجموعة العشرين من حيث القدرة التنافسية الرقمية، وفقاً للمركز الأوروبي للتنافسية الرقمية.
وهذا العام، يقع مقر خمسة من أكبر 10 شركات ناشئة تمويلاً في الشرق الأوسط في السعودية، مقارنة باثنين فقط في عام 2020 وواحدة في عام 2017.
وأفاد التقرير أن السعودية التزمت بالحصول على 50% من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030، مما سيمهد الطريق لتحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2060. وقد سجلت المؤسسة السعودية لتحويل المياه رقماً قياسياً عالمياً جديداً لأدنى استهلاك للطاقة في محطة تحلية المياه 2.27 كيلو واط / ساعة للمتر المكعب.
وخلص تقرير “فوربس” الذي تم إعداده بالتعاون مع هيئة البحث والتطوير والابتكار في السعودية إلى تصنيف يضم أكثر 10 شركات ابتكاراً في البلاد.
والشركات العشر الأكثر ابتكاراً كما توصلت إليها فوربس هي:
1- أرامكو.
2- سابك.
3- نيوم.
4- الاتصالات السعودية (STC).
5- معادن.
6- المراعي.
7- مصرف الراجحي.
8- مجموعة مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب.
9- أكوا باور.
10- البنك السعودي الوطني (SNB).