الجدوى الاقتصادية والبيئية لمشاريع تدوير المخلفات البلدية الصلبة.. تجربة مدينة الرياض
بالرغم من أن المخلفات غنية بمحتواها إلا أنها تمثل مشكلة كبيرة في الشرق الأوسط والدول العربية، وذلك لأسباب عديدة منها التشريعات غير الفعالة, ونمط الحياة المسرف, وعدم توفر بُنى تحتية, والسلوكيات السلبية للمواطنين ونقص الوعي, لذلك اتجهت بعض الدول العربية للاستفادة من المخلفات وتدويرها وإنتاج الطاقة منها, ونذكر, تجربة مدينة الرياض:
تعتبر الرياض في المملكة العربية السعودية، في الوقت الراهن واحدة من أسرع حضارات العالم نمواً وازدهاراً فقد تضاعفت مساحتها خلال نصف قرن أكثر من مائتي مره فقد كانت مساحتها حوالي 8 كم2 في عام 1941م أضحت حوالي 800 كم2 في مطلع التسعينات الميلادية وتصل حالياً إلى ما يزيد عن 1600كم2 كما وارتفع عدد سكانها زهاء أربعة ملايين نسمة بعد أن كان حوالي مائة ألف منذ نصف قرن بنسبة نمو سكاني مرتفع يبلغ سنوياً زهاء 1,8% .
ومدينة الرياض، بمستواها الاقتصادي والاجتماعي المرتفع، وحركة الإنشاء والتعمير فيها والتي تسير بمعدلات عالية جداً وتطورها الحضاري المذهل، تنتج كميات هائلة من النفايات الصلبة ومخلفات البناء.
وتهدف إستراتيجية إدارة النفايات فيها إلى حماية الصحة العامة وحماية البيئة من الأخطار المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن الطرق والوسائل غير الصحيحة المستخدمة في جمع النفايات والتخلص منها وكذلك حماية البيئة من الآثار البعيدة المدى والتي تؤدي إلى اختلال التوازن البيئي. كما تهدف إلى إضفاء الجمال على المدينة وإظهارها بالمظهر اللائق بها كما أنه يمكن أن تستغل مدافن النفايات بعد امتلائها فتزرع لتكون منتزهات وحدائق جميلة.
أنواع النفايات: يمكن تقسيم النفايات بمدينة الرياض من حيث مصدرها إلى الأقسام التالية :
1- النفايات المنزلية: وتشمل مواد عضوية وغير عضوية وتصل نسبة المواد العضوية فيها إلى40% من كمية النفايات.
2- النفايات التجارية: وتشبه إلى حد كبير النفايات المنزلية وتختلف عنها في نسبة المكونات وكمية النفايات المنتجة.
3- النفايات الصناعية: ويمكن تقسيمها إلى نفايات صناعية غير خطرة ونفايات صناعية خطرة.
4- النفايات الطبية: وتشمل مجموعة من المخلفات المعدية والخطرة والمخلفات الطبية الأخرى.
5- نفايات الهدم والبناء والحفر لمد الخدمات العامة: وتشكل كميات كبيرة من الرمل والحجارة وغير ذلك من مكونات المباني ومخلفات الحفر ولكنها لا تشكل خطراً على الصحة العامة .
6- ويتم جمع ونقل النفايات عن طريق عقود النظافة، وتتولى أعمال النظافة حالياً عدد سبع من الشركات والمؤسسات الوطنية بالإضافة إلى ما تقوم به الأمانة من خدمات ذاتية للمناطق الخارجة عن حدود المقاولين.
طرق التخلص من النفايات
إن عملية جمع النفايات المنزلية أو الطبية أو الخطرة تتم من قبل الجهات المعنية سواء البلديات أو الجهات المنتجة لهذه النفايات، ولا تشكل عملية الجمع أية صعوبة، وإنما تكمن المشكلة في التخلص من هذه النفايات بطريقة مأمونة وسليمة وتشمل أهم الطرق المستخدمة في التخلص من النفايات ما يلي:
1ـ عملية تدوير النفايات ومعالجتها للاستفادة من بعض مكوناتها في أغراض مختلفة: ويتم حالياً عمل الدراسات لتطبيقها بمدينة الرياض للاستفادة من المخلفات الورقية والكرتونية وغيرها لتدويرها بشكل علمي حديث .
2ـ تحويل النفايات إلى أسمدة: إن خلط النفايات وتحويلها إلى أسمدة من الطرق الأخرى للتخلص من النفايات لاسترجاع المصادر. وهذه الطريقة غير مجدية اقتصادياً وذلك لأن تكلفة تحويلها إلى سماد عالية بالإضافة إلى عدم التأكد من قوة مفعول السماد المنتج وتوجد بالفعل مصانع لتحويل النفايات إلى أسمدة في المملكة، لكن إنتاجها من الأسمدة لا يجد التسويق الكافي. وبذلك تكون غير مجدية اقتصادياً.
د. م/ أحمد سيد إبراهيم
دكتوراه الفلسفة في العلوم البيئية, قسم العلوم الزراعية البيئية, معهد الدراسات والبحوث البيئية, جامعة عين شمس