اكتشاف طريقة جديدة لمعرفة ما يدور فى دماغ شخصين يتناقشان أثناء الكلام
توصل العلماء إلى طريقة جديدة لمعرفة ما يدور في دماغ شخصين يتناقشان أو يتجادلان في قضايا سياسية أو اجتماعية، وفي نفس الوقت أثناء الكلام.
ووجدوا أنه عندما يتفق شخصان على رأي واحد، يكون إيقاع النشاط في المناطق المسئولة عن الشعور رأسيهما هادئاً وبتزامن متقارب بين الاثنين. بينما عند الخلاف يتصاعد النشاط في هذه المناطق بشدة، بالإضافة إلى مناطق أخرى خاصة بالفهم والإدراك تنشط وتتفاعل أثناء محاولة كل منهما دحض حجة الآخر والرد عليها.
الباحثة “جوي هيرش” أستاذة الطب النفسي والطب المقارن وعلم الأعصاب في جامعة “ييل” بالولايات المتحدة الأمريكية، وصاحبة هذا الاكتشاف تقول أن أدمغة البشر عبارة عن شبكة معالجة ضخمة للموضوعات الاجتماعية وغيرها، ومع ذلك فالاختلاف يتطلب من العقل جهد كبير ويستنفذ طاقته، وبنسبة تتفوق بكثير على الاتفاق في الرأي.
العلماء في الدراسة استخدموا أجهزة تصوير بالأشعة تحت الحمراء لتسجيل نشاط الدماغ أثناء النقاش والجدال، ووجدوا أن الاتفاق في الرأي يجعل المخ يركز نشاطه على مناطق حسية مثل البصر والسمع، بينما الخلاف يجعل المخ يزداد فيه نشاط الفصوص الأمامية وهي المسئولة عن الوظائف الحركية والتنفيذية العليا، يعني المسئولة عن الحركة وبعض الكلام والتخطيط والمنطق والذاكرة البعيدة. و أيضا هذا الجزء من الدماغ مسؤول عن عملية الاهتمام والانتباه والتحفز، والأهم انه مسئول عن عملية قمع ردود الفعل المرفوضة اجتماعياً.
يعني المخ يجاهد ويناضل أثناء الخلاف والجدال حتى لا يكون رد الفعل على الخلاف سيء سلوكياً وأخلاقياً.
ويشبه العلماء ما يحدث في المخ في هذه الحالة بأنه مثل مجموعة كبيرة من العازفين (أوركسترا) كل منهم يعزف موسيقى مختلفة عن الآخرين، ويحاول المخ السيطرة عليهم كلهم. لكن عند الاتفاق في الرأي يكون الأمر اشبه بعازفين متناغمين لا يحتاجون لجهد كبير للتنسيق بينهم.
وفى الأخير تنصح الدراسة الابتعاد عن الجدال والاختلاف في الرأي وخصوصاً في المسائل والقضايا التي لا تنتهي في السياسة والمشكلات الاجتماعية، وحاولوا يكون حواركم دائماً هادئ وابحثوا عن نقاط الاتفاق وابعدوا عن محاولة إثبات انكم على صواب، حتى لا تحرقوا رؤوسكم بلا طائل.
من هى جوي هيرش؟
جوي هيرش، دكتوراه، هي عالمة أعصاب وحاليا أستاذ الطب النفسي وعلم الأعصاب في جامعة ييل، في نيو هيفن ، كونكتيكت.
رائدة في العديد من الاختراقات في فهم طريقة عمل الدماغ البشري، وهي واحدة من أوائل مطوري التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير تتيح تصور هياكل الدماغ الفردية والشبكات العصبية واسعة النطاق التي تعمل خلال مهام وعمليات معرفية محددة.
تم تعيينها مؤخرًا في جامعة ييل لترأس مختبرًا جديدًا لوظائف الدماغ تاركة منصبها السابق كأستاذ لعلم الأعصاب في جامعة كولومبيا حيث كانت مديرة ومؤسس مركز أبحاث التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي على مستوى الجامعة.