استخراج الماء من هواء الصحراء السعودية
صدق أو لا تصدق استخراج الماء من هواء الصحاري القاحلة في المملكة العربية السعودية وذلك باستخدام طلاء يطلق عليه اسم “هيدروجيل” يحسّن من كفاءة الخلايا الشمسية, ويساعد في الوقت نفسه على استخلاص الماء من الهواء الرقيق. ووفقا لوكالة “تاس”, الروسية, يمكن أن يسهل هذا الطلاء عملية زراعة النباتات في الأماكن النائية التي يصعب الوصول إليها، مثل الصحاري. وأفادت الوكالة الروسية, أن علماء الفيزياء ابتكروا على مدى العقد الماضي مجموعة متنوعة من الأجهزة القادرة على استخراج الماء من هواء أكثر الصحاري جفافا. وعلى سبيل المثال هناك أجهزة التبريد “الثلاجات” وخيار آخر هو المكثفات الشمسية، حيث يتم استخدام الطاقة لاستخراج بخار الماء من الأسطح المسامية.
وقال الباحثون في جامعة الملك عبد الله في مدينة طوال السعودية أنه يمكن استخدام مادة مسامية أخرى شفافة للغابة للأغراض نفسها وبطريقة مماثلة، وهي مادة “هيدروجيل” (مادة هلامية مائية) حيث تمتلئ فراغاتها ليلا بالماء أو بسوائل أخرى، لذلك فكل ما يجب فعله هو استخراج الماء. وكشف العلماء عن نموذج أولي للهيدروجيل حيث قالوا إنه يمكن اعتبار هذه المادة بمثابة طلاء للألواح الشمسية يؤدي وظيفتين ويحميها أولا من التلف عن طريق تبريدها ليلا بفضل الرطوبة المتراكمة. وإنه يعمل ثانيا كمصدر للماء، حيث يُسخن السائل بواسطة حرارة الألواح ويتدفق إلى الخزانات.
واختبر العلماء الطلاء في أواخر ربيع وأوائل صيف عام 2021 في ميدان تجريبي بالقرب من مدينة طوال التي تقع في إحدى أكثر المناطق جفافا بالمملكة العربية السعودية. وأظهرت الاختبارات أن الهيدروجيل خفّض من درجة حرارة الألواح بمقدار 17 درجة مئوية، ما زاد من كفاءتها بنسبة 9.9 في المئة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن كل لوحة تجمع حوالي 3 لترات من الماء المقطر النقي في غضون شهر واحد.
ولا يبدو الأمر كثيرا من الوهلة الأولى، لكن العلماء يقولون إن تلك الكمية تكفي لدعم نمو مزرعة صغيرة للسبانخ المائي، بصفته أحد أكثر النباتات المحبة للرطوبة في المناطق الاستوائية في شرق آسيا. ويعتقد العلماء أن اختراعهم يفتح الطريق أمام إنشاء مصادر مركّبة للطاقة والمياه في جميع المناطق القاحلة من العالم، وكذلك في الجزر حيث لا توجد أنهار وجداول وأحواض أخرى للمياه العذبة.