حدقة العين .. أمل العلماء في الاكتشاف المبكر ” للزهايمر ” !!
يبدو أن عجلة العلم آخذة في التقدم إلى أبعد مدى ممكن، ولاسيما في التعامل مع الأمراض المزمنة والمستعصية، والتي عانت منها البشرية لعقود طويلة، وآخر ما توصلت إليه دراسة حديثة أجرتها ” جامعة سان دييغو ” في ولاية كاليفورنيا عن إمكانية التشخيص المبكر لمرض الزهايمر، وذلك عن طريق حدقة العين ” البؤبؤ” في الإنسان.
واتضح وجود رابط كبير بين حدقة العين، والاكتشاف المبكر بخطر الإصابة بمرض ” الزهايمر ” أو ما يسمى ” بالخرف”، وأكد العلماء أن هذا الاكتشاف يمكن من القدرة على التعرف المبكر على الخطر الجيني المتزايد لإمكانية الإصابة بهذا المرض، وذلك قبل وقت طويل من ظهور الأعراض المرضية، وهو ما يساعد على اتخاذ خطوات العلاج الأولى له، والتعامل سريعاً مع كل الأعراض الجانبية الأخرى.
بروتين ” تاو ” وصفائح البروتين ” اميلويد بيتا ” هما الأساس في الإصابة بالزهايمر
ووفقاً لما نشرته مجلة ” علم الأعصاب المتخصصة Neurobiology of Ageing فقد تمكن العلماء من إيجاد عنصرين مهمين يشكلان حجر أساس في إمكانية الإصابة بمرض الزهايمر مستقبلا، وأظهرت الدراسة أن ارتباط الإصابة بالمرض اقتصر على عاملين مهمين: أولا تكتل بروتين معين ويدعى تاو في الجسم، وثانيا تراكم صفائح البروتين “اميلويد بيتا” في الدماغ، حيث أفاد الباحثون أن العاملين مرتبطان بتدمير الخلايا العصبية في المخ، مما يؤدي إلى خلل وظيفي في الإدراك.
وكشفت الأبحاث عن الدور الهام لبروتين تاو الذي ثبت أنه يتكتل، ليشير إلى إصابة مستقبلية لهذا المرض. حيث تم الربط لأول مرة بين مرض الزهايمر في مجموعة الخلايا العصبية الخاصة بالإدراك، وبناء على فحوصات عديدة فقد أظهرت النتائج اتساعا في حجم حدقة العين لبعض المرضى؛ حيث رافق ذلك ضعف إدراكي خفيف، وكانت نسبة تكتل بروتين تاو في الجسم أكبر. وهي ما اعتبرها العلماء دلالات واضحة على إمكانية الإصابة بمرض ” الزهايمر “.
الموضع الأزرق هو المتحكم في اتساع حدقة العين
وأوضحت الدراسة، أن قياس مدى تمدد حدقة العين خلال القيام باختبارات إدراكية، قد يساعد في التعرف على الأشخاص المعرضين لخطر جيني متزايد للإصابة بمرض الزهايمر وذلك بوقت طويل، وتجدر الإشارة بأن التحكم في استجابات حدقة العين يتم بواسطة جزء من الدماغ يدعى الموضع الأزرق (مجموعة من الخلايا العصبية في جذع الدماغ)، وهذا الجزء من الدماغ مسؤول عن تحفيز الوظائف المعرفية وتنظيمها.
ولا يتوقف جهد العلماء على تحسين طرق الاكتشاف المبكر للمرض فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى اكتشاف علاج ناجع له، رغم مرور عقود طويلة من الأبحاث دون جدوى. وأعطت الدراسة أملاً وقالت إن تطوير لقاح ضد مرض الزهايمر قد يصبح في متناول اليد قريباً، وأسرع مما يتخيل البعض.
ومعلوم لدى المتخصصين، أنه لا يوجد علاج يشفي من داء الزهايمر ” حتى وقتنا هذا “، وفي المراحل المتقدمة، يؤدي التدهور الشديد في وظائف الدماغ إلى الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.
الزهايمر مرض يؤدي للوفاة
يذكر أن داء الزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت، ويتسم بحدوث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات، ويسبب داء الزهايمر تقلصًا في الدماغ وموت خلاياه في النهاية، وهو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالخَرَف؛ أو ما يمكن وصفه بالتدهور التدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، وتؤدي هذه التغيرات إلى التأثير السلبي في قدرة الشخص على أداء وظائفه.
يعيش في الولايات المتحدة نحو 6.5 ملايين مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فأكبر. ومنهم أكثر من 70% في سن 75 عامًا فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60% و70% من بين 55 مليون شخص تقريبًا من المصابين بالخَرَف في جميع أنحاء العالم.
تشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. وبمرور الوقت، يتطور ليسبب مشكلات خطيرة في الذاكرة وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية، وقد تحسِّن الأدوية أعراض المرض مؤقتًا أو تبطئ تقدمه. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم.