منوعات

عبد الله المديميغ .. قصة نجاح مع ” اللغة الأسبانية “

الدوري الأسباني  ” كلمة السر “

كثيراً ما ينجذب الشباب إلى متابعة الدوري الأسباني، الدوري الأغلى في العالم، ولكن ” عبد الله المديميغ” لم يكتف بمجرد الإعجاب والمتابعة، بل وتعلم اللغة ” الإسبانية ” وإتقانها بصورة مذهلة، رغم كونه من ذوي الإعاقة الحركية، والتي لازمته منذ ولادته، ولم يستسلم للصعوبات والتحديات التي لاقاها، ونجح في تكوين عالمه الخاص الذي يسيطر فيه على كل مفردات حياته، دون أن يضع للإعاقة موضع اعتبار ووهن وضعف.

درس ” عبد الله المديميغ ” في مدارس المملكة العربية السعودية، إلى أن نال درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود في ” اللغة الأسبانية” ، والتي صارت عشقه الأول والأخير، بفضل تشجيعه للنادي الملكي ” ريال مدريد“، ومتابعته المستمرة للدوري الأسباني.

تحدي الإعاقة والإصرار على النجاح

ويذكر عبد الله أن الإعاقة الحركية لم تكن في يوم من الأيام عقبة أمام تحقيق طموحاته وأحلامه، وأنها كانت رفيقته منذ الميلاد، إلا أن استعداده النفسي للتطوير، وبناء طموحات كبيرة، ساعداه على تحقيق أهداف كثيرة، خلاف بعض المتماثلين معه في حالة إعاقته، والذين استسلموا للبقاء داخل الغرفة، أو المنزل، وحاصرتهم الأمراض النفسية، بالإضافة إلى عبء التحرك، والاستعانة بالآخرين دائماً، ويؤكد ” عبد الله ” على إصراره الدائم على النجاح والتميز حتى لا ير نظرة الشفقة والعطف من قبل الذين يحيطون به، ويتعاملوا معه وفقاً لكونه ناجح ومؤثر لا ضعيف وبحاجة إلى العون والشفقة .

تجاوزت طموحات ” عبد الله المديميغ ” تعلم اللغة الأسبانية إلى إتقانها، والترجمة من اللغة العربية إليها، والعكس. وسبق له العمل بنادي النصر السعودي، ووزارة الإعلام السعودية، وأسس قناة لتعليم ” اللغة الأسبانية ” عبر ” اليوتيوب” وشبكات التواصل الاجتماعي ” الفيس بوك ، تويتر ” ، وأحدث ما قدمه للقارئ العربي كتاباً ألفه في تعليم اللغة الأسبانية، بالإضافة إلى عمل دورات بصفة دورية حول أساسيات اللغة ومستوياتها المختلفة.

صعوبات تعلم اللغة الأسبانية

ومن الصعوبات التي واجهها ” عبد الله المديميغ ” في تعلم لغة جديدة كالأسبانية، هي قلة التواصل مع أشخاص لغتهم الأم ” الأسبانية “، لذا يجد المتعلم صعوبة بالغة في تطوير مستوى تعلمه إلى أن يصل إلى مرحلة الإتقان التام. ولأن لكل مشكلة حل، وضع أمامه هدفاً لا يحيد عنه ألا وهو ” إتقان اللغة مهما كلفه الأمر “، وسعى إلى تحقيقه من خلال أبسط الأمور حوله، وخلق لنفسه بيئة من إسبانية خالصة بطريقة مبتكرة، وبدأ بتحويل لغة الهاتف إلى الأسبانية، وتحميل ألعاب فيديو باللغة الأسبانية، وخلال عام واحد فقط أتقنها، وصار من المعدودين المتخصصين بها.

هذا الأمر كان قديماً، أما الآن فالوضع صار أسهل في تعلم اللغات الأجنبية، وفي رأي  ” عبد الله المديميغ ” التطبيقات والمواقع والبرامج المساعدة للترجمة أصبحت تتيح لأي شخص استخدامها ببساطة، وتعلم ما يشاء دون الحاجة إلى دخول معاهد وجامعات، أو السفر إلى الخارج من أجل اكتساب اللغات، وتلك من مميزات التقنيات الحديثة، والطفرة العظيمة التي أحدثتها في ثقافات الشعوب، وفي مجال تطورهم .

نصائح “عبد الله المديميغ” لتعلم اللغة الأسبانية

يقدم ” عبد الله المديميغ ” عدة نصائح في تعلم اللغات، تأتي في مقدمتها تعلم أساسيات اللغة، ثم العمل المضاعف والمكثف في خلق بيئة تجعل اللغة تحاصرك في كل تحركات وسكناتك، فالهاتف تصبح إعداداته باللغة التي تود تعلمها، وأصدقائك على شبكة الفيس بوك من المتحدثين بها، ومشاهدة الأفلام والأغاني وقراءة الكتب باللغة المنشود تعلمها، وإذا تقاعست عن العمل الجاد في تحسين اللغة، واكتفيت بما تعلمته من أساسيات، بعد فترة وجيزة ستنسى كل ما تعلمته، ويضيع هباءً كل مجهود تم بذله في سبيل الوصول إلى مرحلة الإتقان التام.

لافتاً النظر إلى أن الأسبانية تأتي في المرتبة الثانية بعد اللغة الإنجليزية من حيث الرغبة في تعلمها، لاسيما وأن عدد المتحدثين بها لا يقتصر على الشعب الأسباني فقط، بل تتحدث شعوب أمريكا الجنوبية – ما عدا البرازيل  تتحدث البرتغالية – اللغة الإسبانية “.

وأضاف قائلاً: ” دائماً ما أشدِّد على أهمية الممارسة، ثم الممارسة، ثم الممارسة، وعدم الخجل أول الخوف من الخطأ، أو نسيان بعض الكلمات والتعابير ، أو المصطلحات، وتذكر دائماً أن اللغة الإسبانية أو غيرها من اللغات الأجنبية، ليست هي لغتنا الأم حتى نلوم أنفسنا إذا أخطأنا في تعلمها، إلى أن يتحقق الإتقان التام بها بعد مرور الوقت اللازم لتعلمها، وتتشكل في أذهاننا بشكل صحيح يجعلنا قادرين على الكتابة والحديث والاستماع والقراءة بصورة تشابه المتحدثين بها، وهي المهارات الأربع اللازمة لإتقان أي لغة “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى