(بدر الشراري) يتحدى إعاقته البصرية ويفوز على المبصرين في سباقات الخيل بالسعودية
تمكن الشاب السعودي (بدر الشراري) من تجاوز التحديات والصعوبات، ليظفر بلقب الفارس الدولي، ويصبح أول كفيف سعودي يحصل على اللقب، وأول كفيف سعودي يحصل على البطاقة الدولية للفروسية، كما حصل على كأس الفروسية والميدالية الذهبية في مسابقات الخيل، وفاز بالمركز الأول على المتسابقين المبصرين في سباق قفز الحواجز 40 -60 مع الاتحاد السعودي.
ووفقا لوكالة واس, عاش الشراري كفيفًا منذ نعومة أظافره، تعلّم لغة برايل خلال مراحل دراسته، وحصل على أول جهاز برايل رقمي له عبر إحدى الجمعيات السعودية التي تدعم أصحاب الإعاقة البصرية، والتي قامت بتشجيعه على الالتحاق بدورة الفروسية ليحصل من خلالها على درع التخرج.
وقال الشراري في لقائه مع وكالة الأنباء السعودية “واس” بمناسبة اليوم العالمي للغة “برايل” الذي يوافق 4 يناير من كل عام، إن إعاقته البصرية لم تمنعه من تحقيق حلمه منذ الصغر، مواجهًا كل التحديات بأن يكون خيالًا وفارسًا على جواده الذي يشعره – حسب وصفه – بأنه يطير وفق السحاب عندما يتسابق مع إخوانه المبصرين، واصفًا مشاعره بأنها قمة السعادة بما يحققه من إنجازات في رحلة حياته رغم إعاقته البصرية.
وعن جهاز برايل أضاف الشراري أنه والكثير من المكفوفين وضعاف البصر يستخدمون جهاز برايل لمساعدتهم في شؤون حياتهم اليومية، مثل تحميل الكتب ومتابعة البرامج، والتعلم عن طريق الإنترنت، كما مكنه من التعامل مع كافة التقنيات الرقمية وساعده في قراءة القرآن، وحجز مواعيده، وتعليمه الجامعي، مشيدًا بدعم جمعية لأجلهم التي تقدم دورًا كبيرًا لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة.
من جانبها أكدت صاحبةُ السموِّ الأميرة نوف بنت عبدالرحمن بن ناصر رئيس مجلس إدارة جمعية لأجلهم لـ”واس”، أهمية امتلاك الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية لجهاز برايل، منوهة بأنهم أشخاص مبدعون ومتمكنون في المجال التقني، وأن جهاز برايل من الأدوات المهمة التي يجب أن يمتلكها المعاق بصريًا، وأن عدم امتلاكه هذا الجهاز، سيحد من إمكانياته، خاصة طلاب الجامعات الذي يساعدهم برايل ويدعمهم في دراستهم الجامعية.
ولفتت سمو الأميرة الانتباه إلى دور الجمعية لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، واستحداثها العديد من المبادرات والتطبيقات التي تخدمهم مثل تطبيق “تبيان” الذي يعمل على ترجمة القرآن الكريم بلغة الإشارة، ومبادرة “معاً نمشي” التي تقام كل يوم أربعاء لتنمية صحة المعاق من خلال المشي، ومبادرة “صنع بأيديهم” التي تعرض منتجاتهم وأعمالهم من رسومات وخياطة ونحت على الخشب، مؤكدة أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ويجب أن نبرز إبداعاتهم، في كافة المجالات، فضلًا عن إعطائهم حقوقهم، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع من خلال إقامة الدورات التدريبية المنتهية بالتوظيف.
من جهته قال أخصائي الإعلام بجمعية لأجلهم خالد العيد إن الجمعية تعمل على توفير الكتب وأجهزة برايل للمستفدين بشكل دوري، والذين يبلغ عددهم قرابة الـ 1000 مستفيد، منهم 50% من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وقد تم توظيف عدد منهم في الجمعية وجهات أخرى، مشيرًا إلى أنهم يمارسون الفن التشكيلي والعزف على البيانو والعديد من الأنشطة والحرف اليدوية الأخرى.
يُذكر أن جمعية “لأجلهم” تأسست بالرياض عام 1439هـ كجمعية مختصة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم بما يجعلهم أفراداً فاعلين في المجتمع ودعم قضاياهم وأسرهم.