تأهيل

ابتكار غرسة شبكية يمكن أن تمنح أصحاب الهمم من المكفوفين شكلاً من أشكال الرؤية الاصطناعية

التقنية تسمح لأصحاب الهمم ممن يعانون من فقد القدرة على الإبصار بالتمييز بين الأشكال والأشياء

تمكت العلماء في تطوير تقنية سويسرية يمكن أن تساعد على منح رؤية اصطناعية عبر غرسة شبكية ونقل للإشارات لاسلكيا من نظارة مزودة بكاميرا. التقنية المبتكرة عبارة عن غرسة شبكية تحتوي على أكثر من 10000 قطب كهربائي، يمكن أن تمنح أصحاب الهمم من المكفوفين شكلاً من أشكال الرؤية الاصطناعية، وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.

وتتصل الغرسة لاسلكيًا بنظام كمبيوتر موجود في إطار لنظارة مصممة خصيصًا ومزودة بكاميرا ولنقل الإشارة إلى الغرسة الشبكية من الكمبيوتر. وتقوم الكاميرا المتصلة بإطار النظارة بإرسال إشارات إلى الغرسة عبر الكمبيوتر وتضيء الأقطاب الكهربائية وفقًا لذلك.

التمييز بين الأشكال

وتعمل الأقطاب الكهربائية المضيئة على تنشيط خلايا الرؤية في العين والتي ترسل صورة إلى الدماغ. وتكون الرؤية على شكل نقاط سوداء وبيضاء، وعلى الرغم من اختلافها بشكل كبير عن الرؤية الحقيقية، تسمح لأصحاب الهمم ممن يعانون من فقد القدرة على الإبصار إمكانية التمييز بين الأشكال والأشياء في نهاية المطاف.

على الرغم من أن التقنية الجديدة مازالت في مرحلة الحصول على موافقات طبية لاستخدامات البشر، حيث لم يسبق تجربتها على أي أشخاص، إلا أن فريق الباحثين السويسريين الذي قام بتطويرها قال إن نتائج التجارب في الواقع الافتراضي جاءت مطابقة للتوقعات.

ويوضح بروفيسور دييغو غيزي من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان، الذي ساعد في تطوير الجهاز، أنه “تم تصميم نظامنا لمنح المكفوفين شكلاً من أشكال الرؤية الاصطناعية باستخدام الأقطاب الكهربائية لتحفيز خلايا شبكية العين”.

يعمل كل من 10500 قطب كهربائي مثل بكسل على تلفزيون أبيض وأسود، سواء كان في وضع التشغيل (مضيء) أو مطفأ (مظلم).

قارن الباحثون الشكل الاصطناعي للبصر بالنجوم في السماء ليلًا، شارحين أنه بمرور الوقت ومع الممارسة، يمكن التمييز بين أماكن الأشخاص والأشياء من حولهم.

وبعرض 1 سم تقريبًا – أي أصغر من حجم عملة معدنية صغيرة – تم تصميم الغرسة بحيث يتم تركيبها مباشرة في شبكية العين، كي تلتقط الإشارات الصادرة عن حاسوب دقيق على أحد طرفي النظارة. ويتم تحديد الإشارات المرسلة بواسطة الكاميرا المثبتة في مقدمة إطار النظارة، بطريقة مشابهة لنظارات جوجل.

وتوصل المطورون أن النموذج الأولي المكون من 10500 قطب كهربائي كان بمثابة التوازن المثالي بين التفاصيل والدقة. وأضاف بروفيسور غزي قائلًا: “إن استخدام المزيد من الأقطاب الكهربائية لن يعود بأي فوائد حقيقية للمرضى في إضافة المزيد من التفاصيل”، مشيرًا إلى أنه تم تحديد مستوى درجة الدقة بعد تجارب تدريجية بدأت من خمس درجات وفتح مجال الرؤية حتى 45 درجة. وتوصل الباحثون إلى أن نقطة التشبع هي 35 درجة، حيث يبقى الجسم مستقرًا بعد هذه النقطة.

وتوقع العلماء أن تكون التقنية الجديدة جاهزة للتجارب السريرية بنفس الترتيبات والمواصفات التي تم تضمينها في نتائج الدراسة، على أن يتم تقديم طلبات الموافقات الطبية الرسمية قريبًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى