تأهيل

“هابيل” و”كاسبر و”ميلو”.. روبوتات حديثة لعلاج أطفال التوحد ودمجهم في المجتمع.. فيديو

أصبحت الروبوتات الشبية بالبشر أكثر انتشارًا في حياتنا اليومية من أي وقتٍ فات. إذ يمكن أن يتحكم الآن المساعدون الرقميون في تطبيقات الهواتف الذكية، بينما تُدرِّس الروبوتات للطلاب في المدارس، وتُعقِّم المستشفيات، وتُوصِّل الطعام. ومنذ فترة ليس بقصيرة، يدرس العلماء التفاعلات بين البشر والروبوتات، لمعرفة التأثير المحتمل لهذه الآلات على سلوكنا، مثل التغييرات التي تُدخلها على كيفية أدائنا لأعمالنا، أو استجاباتنا لطلباتها.

مؤخراً قام خبراء من جامعة بيزا الإيطالية بتطوير روبوت اطلق عليه اسم “هابيل”, وهو روبوت شبيه بالبشر ويطمح مطوروه أن يكون قادرًا على قراءة المشاعر البشرية ويصبح رفيقًا للأشخاص الذين يعانون من حالات مثل التوحد.

ويأمل باحثون من جامعة بيزا في إيطاليا أن يصبح الروبوت هابيل يومًا ما قادرًا على تقديم مساعدة منزلية للأشخاص المصابين بالتوحد ومرض ألزهايمر. وهابيل له مظهر صبي يبلغ من العمر 12 عامًا، تم اختيار عمره وملامح وجهه وبنيته الجسدية لتحسين “الإمكانات العلائقية” للروبوت مع البشر.

في مارس 2017، نشرت وكالة “رويترز” خبراً عن روبوت بريطاني يدعى “كاسبر” لم يعد يقتصر عمله على المساعدة الطبية بل أصبح مساعداً حقيقياً في عملية دمج أطفال التوحد في المجتمع وعلاجهم. فكيف يفعل كاسبر ذلك؟ الأمر بسيط – فهو يلبي احتياجات العنصرين الأساسيين الذين يفتقر إليهما أطفال التوحد وهما: المشاعر المعقدة والتواصل الفعّال. صُمّم كاسبر بطريقة أقل شبهاً بالبشر وبملامح وسمات مبسطة تُشعر أطفال التوحد بالارتياح عند التعامل معه، ما يُعزز سهولة التواصل وردود الأفعال.

“ميلو” مثال آخر على روبوت يشارك في تعزيز التفاعل الاجتماعي لدى أطفال التوحد عبر منهاج مجرّب طبياً يُقدمه رجل آلي. ومن خلال صديقهم ميلو الذي يقدمه «روبوتس4أوتيزم» (Robots4Autism)، وهو برنامج شامل للتدخل التعليمي عبر الروبوتات، ستتعزّز ثقة الأطفال وتتطوّر مهاراتهم السلوكية.

تُفيد منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن طفلاً واحداً من كل 160 طفلاً يعاني من اضطراب طيف التوحد، وأن التكنولوجيا تؤدي دوراً رئيسياً في هذا المجال لمساعدة أطفال المصابين بالتوحد في تحسين مهارات التواصل الاجتماعي لديهم.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فعّالة في هذا المجال أيضاً

ثمة أمثلة كثيرة من حول العالم على تزايد توظيف الروبوتات في دمج أطفال التوحد، وتثبت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنها تسير على نفس هذه الوتيرة لتواكب هذا المجال. 

فقد قدّمت «أتلاب» (Atlab)، وهي شركة للحلول التعليمية القائمة على التكنولوجيا مقرها في الإمارات العربية المتحدة، روبوتاً يساعد في التدريس للتفاعل مع الأطفال المصابين بالتوحد في «مركز أم القيوين للتوحّد» بمبادرة من وزارة تنمية المجتمع.

كُشف النقاب عن مساعد التدريس من «أتلاب» للمرة الأولى في عام 2017 خلال فعاليات المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم في دبي (GESS). وفي مقابلة أجراها مع ومضة، أوضح السيد نيليش كورغاونكار، المدير العام لشركة أتلاب، أن مساعد أتلاب للتدريس عبارة عن روبوت يشبه الإنسان صمم خصيصاً لاستخدامه في المدارس، وأضاف قائلاً «يُستخدم مساعد التدريس في مراكز التوحد لتطوير مهارات الطلاب التعلمية من خلال ألعاب تعليمية جذابة بصرياً كما يساعد المعالجين في تقييم كل فرد من الطلاب بصورة أفضل.»

يمكن أن يزود الروبوت المعالجين في مركز التوحد بالمعلومات اللازمة عن كل طالب. في الوقت الحالي، يتحكم المعالجون بالروبوت عن بعد ويستخدمون بوابة إلكترونية لتحديد مهام معينة لكل طالب عن بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى