منوعات

ظاهرة ” إل نينو ” تنذر بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة خلال السنوات الخمس القادمة

دقت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ” ناقوس الخطر، معلنة التحذير من استفحال خطر ” الاحتباس الحراري”، وأن العالم مقبل على درجات حرارة قياسية هي الأعلى عبر التاريخ خلال السنوات الخمس من 2023 ولغاية 2027.

وحسب الدراسة العلمية التي أعدتها المنظمة الأممية، فإن ملامسة عتبة 1.5 درجة مئوية ارتفاعا المتوقعة خلال هذه السنوات ستكون لها عواقب وخيمة، وستدخل العالم “منطقة مجهولة”؛ حيث من المتوقع بنسبة 60% أن يتجاوز المتوسط السنوي لدرجات الحرارة العالمية بالقرب من سطح الأرض درجات الحرارة في ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1.5 درجة مئوية، وذلك في عام واحد على الأقل خلال الأعوام الخمس القادمة .

العالم سيتجاوز زيادة الــ 1.5 درجة مئوية قريباً!!

وذكر الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس، أن “هذا التقرير لا يعني أننا سنتجاوز على نحو دائم عتبة 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاق باريس، التي تشير إلى زيادة درجات الحرارة على المدى البعيد ولسنوات عديدة، إلا أن المنظمة تدق ناقوس الخطر للإنذار بأن العالم سيتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية على نحو مؤقت، لكن بوتيرة متزايدة”.

وأضاف “تالاس”: “من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة العالمية لمستويات قياسية غير مسبوقة، وسيكون لهذا الارتفاع عواقب جسيمة على صعيد الصحة والأمن الغذائي وإدارة المياه والبيئة، لذا علينا أن نكون على أهبة الاستعداد”.

حقبة ” إل نينو ” تبدأ .. وحقبة ” لا نينا ” تنتهي

وفي ذات السياق، يقول الخبير البيئي عضو الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أيمن قدوري بأن العالم ينتظر خلال العام الجاري ولادة حقبة جديدة لظاهرة (إل نينو) الغائبة عن الطقس العالمي على مدى 3 سنوات، والتي سيطرت خلالها الأخت الكبرى “لا نينا” التي امتازت بمساهمتها بتخفيف حدة تأثير الاحترار العالمي، من خلال عملية التبريد الناتجة من حركة المياه الباردة في الجزء الاستوائي للمحيط الهادئ من سواحل أميركا الجنوبية الباردة شرق المحيط”.

فروق جوهرية 

تتسبب ظاهرة “لا نينا” بتبريد مياه الساحل الآسيوي والأسترالي بسبب استمرار حركة المياه الباردة غربا، مما يسبب بارتفاع كميات أكبر من المياه الباردة من عمق المحيط نحو السطح، تمتاز فترة “لا نينا” بمساهمتها في معالجة آثار احترار الغلاف الجوي نوعا ما، وتقود لغزارة الأمطار في الأجزاء الغربية للمحيط الهادئ.

أما ظاهرة “إل نينو” فهي على النقيض، حيث تميل الرياح لعكس اتجاهها وبشدة أقل نتيجة تعزيز الحمل الحراري في المياه الاستوائية للمحيط الهادئ من سواحل آسيا وأستراليا الدافئة، نحو شرق المحيط الهادئ، مسببة ارتفاع بدرجة حرارة المياه السطحية قبالة سواحل الأميركتين، وتزداد بذلك عملية تبخر المياه قبالة السواحل الجنوبية للولايات المتحدة مع انقطاع شبه تام بعملية تكوين السحب عند سواحل غرب المحيط.

موجات جفاف وهطول الأمطار وفيضانات ظواهر طبيعية قادمة

آثار “إل نينو” الطبيعية هي موجات جفاف عاتية تضرب مناطق غرب المحيط الهادئ في كل من أستراليا وإندونيسيا ومناطق جنوب آسيا، بينما يزداد هطول الأمطار بالأجزاء الشمالية للمحيط الهادئ في كل من جنوب أميركا اللاتينية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الإفريقي وآسيا الوسطى، مما قد يؤدي لحدوث فيضانات ضخمة تعقبها انهيارات أرضية.

من خلال دراسة شواهد “إل نينو”، لاحظت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن نشاط “لا نينا” قد بدأ بالانخفاض من خلال مراقبة حرارة المياه قرب السواحل الأسترالية، وتم تحديد الفترة ما بين مارس ومايو الجاري كفترة محايدة تفصل بين نشاط كلتا الظاهرتين، مما يعني أن نشاط “إل نينو” سيبدأ بين يوليو وسبتمبر القادمين وبنسبة 90 بالمئة.

العام المقبل سيشهد ارتفاع درجة الحرارة 1.3 درجة مئوية

“إل نينو” ستفاقم أزمة الاحترار، حيث ستساهم برفع درجة الحرارة عالميا بمعدل 0.2 درجة مئوية في الوقت الذي تتجاوز فيه معدلات ارتفاع درجة الحرارة عالميا 1.3 درجة مئوية، أي ما معناه تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول العام المقبل.

هكذا فالسنوات الأشد حرارة لم تأت بعد، وكل المؤشرات خلال سنوات نشاط “لا نينا” تدل على تفاقم أزمات الاحتباس الحراري، ولنا أن تخيل كيف سيكون معدل الاحترار العالمي في ظل تأثير نشاط ظاهرة “إل نينو” المقبلة.

اتفاقية باريس للمناخ وتعهدات دول العالم

بحسب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، تعهدت البلدان الموقعة بمحاولة إبقاء درجات الحرارة العالمية أقل عن 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، بعد أن ثبت علميا أن تخطي تلك الدرجة سيترتب عليه سلسلة من الآثار الكارثية على كوكب الأرض وسكانه التي لا يمكن تداركها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى