(ڤيڤى لورانت).. سيدة النباتات البرية المصرية ومؤسس معشبة كلية العلوم
يصادف هذا العام مرور مائة وخمسة وعشرين عامًا على ميلاد ڤيڤى لورانت-تاكهولم (Vivi Laurent-Täckholm)، عالمة النبات السويدية التي جاءت إلى مصر في النصف الأول من القرن العشرين وساهمت في تأسيس معشبة جامعة القاهرة، وهي مكتبة علمية ضخمة تحتوي على آلاف النباتات المحفوظة.
مولد فيفي لورانت
ولدت في السابع من يناير عام 1898 ورحلت في الثالث من شهر مايو سنة 1978، لذلك هذا فإن هذا العام (2023) يمر 125 عامًا على ولادة “فيفي تاكهولم”، والتي عملت كأستاذة لعلم النبات بقسم النبات والميكروبيولوجي بكلية العلوم، جامعة القاهرة، وقد ألفت كتابًا فريدًا عن النباتات بعنوان فلورا مصر، كما كتبت سلسلة من الأعمال العلمية المميزة عن النباتات وتاريخ مصر، وارتبط اسم هذه السيدة ارتباطًا وثيقًا بجامعة القاهرة لأكثر من 50 عامًا، وعملت كأستاذة في علم النبات لحوالي 32 عامًا في المعشبة.
ڤيڤى تاكهولم.. عالمة سويدية
وحول ذكرى ميلادها كتب الباحث العلمي الدكتور طارق قابيل يقول: “استمعت لاسم ڤيڤى تاكهولم، عالمة النبات السويدية التي عملت كأستاذة لعلم النبات في جامعة القاهرة خلال الفترة من 1946 إلى 1978، لأول مرة أثناء دراستي في السنة الثالثة من مرحلة بكالوريوس العلوم في قسم النبات والميكروبيولوجي بكلية العلوم جامعة القاهرة، وعرفت الكثير عن اهتماماتها وإنجازاتها العلمية والبحثية، من معظم تلاميذها المقربين، والذين كانوا يدرسون لنا علوم الفلورا والتصنيف، والجغرافيا النباتية، وغيرها من العلوم التي كان يدرسها لنا أساتذة علوم النبات من معشبة جامعة القاهرة”.
ڤيڤى تاكهولم.. ومعشبة جامعة القاهرة
أضاف د. قابيل قائلا: “وفي أول زيارة لي لمعشبة جامعة القاهرة لفت انتباهي طابعها الجمالي والفني، واللمسة المتحفية الجذابة، التي شدتني بقوة إلى هذا العالم الجميل الذي عشقته.
كما أسعدني الحظ بالتواجد لفترات كبيرة في هذه المعشبة أثناء عملي كمعيد بقسم النبات بكلية العلوم جامعة القاهرة أثناء دراستي لدرجة الماجستير التي كان يشرف عليها الأستاذ الدكتور نبيل الحديدي، تلميذ ڤيڤى تاكهولم النجيب، والذي كان يحكي لي عنها الكثير من الحكايات والمواقف، ويذكرها بكل فخر، وهو الذي استكمل مسيرتها في الحفاظ على المعشبة، واستكمال ما بدأته هي وزوجها”.
واستطرد د. طارق قائلاً: “وعلى الرغم من بعد تخصصي العلمي الدقيق في الماجستير والدكتوراه عن علوم الفلورا والتصنيف إلا أن تواجدي وسط كوكبة من أساتذة معشبة القاهرة لفترة كبيرة قد أفادني للغاية في التعرف عن قرب عن هذه العلوم النباتية الهامة، وأفادني للغاية عندما كلفت بتدريس هذه العلوم أثناء عملي أستاذ مساعد في كلية العلوم والآداب بجامعة الباحة في المملكة العربية السعودية، حيث قمت بتدريس جميع المقررات التي تتعلق بالفلورا والجغرافية النباتية وعلوم التصنيف.
فيفي تاكهولم.. عميدة علم النبات المصري
ولدت فيفي في 7 يناير 1898، لذلك هذا فإن هذا العام (2023) يمر 125 عامًا منذ ولادة “فيفي تاكهولم”، والتي عملت كأستاذة لعلم النبات بقسم النبات والميكروبيولوجي بكلية العلوم، جامعة القاهرة، وقد ألفت كتابًا فريدًا عن النباتات بعنوان فلورا مصر، كما كتبت سلسلة من الأعمال العلمية المميزة عن النباتات وتاريخ مصر، وارتبط اسم هذه السيدة ارتباطًا وثيقًا بجامعة القاهرة لأكثر من 50 عامًا، وعملت كأستاذة في علم النبات لحوالي 32 عامًا في المعشبة.
حظيت فيفي تاكهولم بالاعتراف والاحترام ليس فقط بصفتها “عميدة علم النبات المصري” ولكن تم تقديرها من قبل كل من عرفها باعتبارها واحدة من هؤلاء العلماء الباحثين النادرين وساعدت عددًا لا يحصى من الطلاب والباحثين في مصر والخارج من خلال منحهم خبراتها الواسعة ومعرفتها العميقة في جميع الأمور المصرية، مدفوعة فقط بأمل صادق في إمكانية إطلاق مشروع بحث مخطط بعناية أكبر”.
فيفي تاكهولم موهوبة بشخصية استثنائية
كانت أيضًا موهوبة بشخصية استثنائية ولطيفة. ولا تزال أهميتها لعلم النبات في الشرق الأوسط، وخاصة مصر، مشهودًا لها حيث توجد قاعة في مكتبة المعشبة لجامعة القاهرة تحمل اسمها، ويري الزائر للمعشبة بصماتها في كل مكان.
كما كرمتها كلية العلوم بجامعة القاهرة بإصدار مجلة تحمل اسمها (Taeckholmia)، وكل من كان يعرفها، يفتخر بأنه تتلمذ على أيديها، ويتذكر الكثيرون قوة حضورها الطاغية، وابتسامتها الرائعة، وعيناها اللامعتان، وشعرها الناعم كالثلج الأبيض، واستعدادها لمساعدة كل من يطلب منها المساعدة، وأولئك الذين سعدوا بزيارتها في شقتها في (3 شارع الجرجاوي، الدقي-الأورمان) سيتذكرون أيضًا كرم ضيافتها.
وفاة فيفي تاكهولم
توفت فيفي تاكهولم في مايو 1978 في ستوكهولم خلال زيارة للسويد ودُفنت في مقبرة أوبسالا القديمة،ومع ذلك، فإن الإرث الأعظم لفيفي تاكهولم هو تقليد حب العمل والمنح الدراسية التي قدمتها للعديد من الطلاب والزملاء، وبصمتها الرائدة في علوم النبات في مصر، والتي لازالت مشهودة حتى يومنا هذا.
وفي الواقع فقد تعرضت العلوم البيولوجية بشكل عام وعلم النبات المصري بشكل خاص لخسارة كبيرة مع وفاة ڤيڤى تاكهولم في 3 مايو 1978، في ستوكهولم عن عمر يناهز 80 عامًا.