نابغون

نصحه جده بأن يتزوج العمل.. تعرف على (محمود قزاز) المدير التجاري لشركة قزاز التجارية المنافس القوي بعالم العطور والذهب

هو ابن عائلة معروفة بالثراء, لم يعرف جده الهزيمة قط, رغم قوة وشراسة المنافسة في السوق السعودي, جده (الشيخ حسين بكري قزاز) كان يجهزه لمهمة صعبة, وصايا جده, “الأمانة” و”الصدق” و”عدم الجشع”, هو حالياً يخطط بالتوسع خارج السوق السعودية, ستنضم علامات تجارية عالمية إلى مبيعاته. يقول “التغيير لا يأتي بليلة وضحاها”.

تتلمذ رجل الأعمال الشاب محمود محمد حسين بكري قزاز، على يد جده، مؤسس شركة “قزاز”، العلامة التجارية المعروفة في المملكة العربية السعودية، أخذ عنه حبه للعمل، والجرأة، والأمانة، وصدق المعاملة، ونشأت بينهما علاقة أُلفة ومحبة، وثقة، ووجد الجد في حفيده “خير خلف لخير سلف” وكان الحفيد امتدادًا لعراقة الماضي، بلغة عصرية. يتذكر جيدًا مقولة مشهورة لجده, فدائمًا ما كان يردّد على مسامعه ممازحًا: “يجب أن تتزوج العمل”.

درس محمود قزاز في سويسرا، وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية، في جنيف، يعشق كرة القدم، ويمارسها كلما سمحت له الظروف، يتصف بالهدوء ويهتم بأدق التفاصيل، ولديه نظرة مستقبلية واعدة، ويقبل على إدارة شركة “قزاز”بتفاؤل، وخطط جديدة، بعد انحسار أزمة كورونا، وتأثيراتها السلبية.

المدير التجاري لشركة قزاز التجارية محمود قزاز حفيد الشيخ حسين بكري قزاز -رحمه الله- مؤسس الشركة التجارية العائلية، المنافس القوي بعالم العطور، والساعات، والذهب، والإكسسوارات، وكل ما يتعلق بالرفاهية الجمالية.

وُلد محمود قزاز في جنيف بسويسرا ثم عاد مع عائلته إلى السعودية، ونشأ فيها، ودرس في مدارس جدة، وبدأ  العمل في سن الثالثة عشرة، ملازمًا جده حسين بكري قزاز مؤسس العلامة التجارية المعروفة.

العودة على وجه السرعة

وحرصًا منه على الاستمرار بالعمل مع جده، قرر متابعة دراسته الجامعية في السعودية، ودخل جامعة (cba) الخاصة، ولكن بعد مرور عامين قرر الانتقال إلى جنيف واستكمال الدراسة هناك، والحصول على درجة البكالوريوس منها.

وخلال العطلات الدراسية كان يعود إلى ملازمة جده، والعمل تحت كنفه حتى تشرب صنعته، وطريقته في إدارة هذا الصرح، الذي امتد لسنوات طويلة.

لم يكن محمود الحفيد الوحيد للعائلة، فقد بلغ عدد الأحفاد ما يقارب 34 حفيدًا، ومع ذلك اختاره جده حسين قزاز بكل إصرار ليكون امتداده التجاري، وحامل الراية من بعده خلال وجوده في جنيف اتصل به جده -كان قد دخل حالته المرضية- وطلب منه العودة إلى السعودية على وجه السرعة.

“وما توفيقي إلا بالله”

ويرجع سبب اختياره من قبل جده رغم انه ليس الأكبر بين الأحفاد نظرا لملازمته له خلال مشواره العملي، وتعلم منه أن العمل لا يتوقف، وأنه لا يعرف معنى الهزيمة، كان يمتلك شخصية قوية، وحسًّا تجاريًّا أسوة بكثير من العائلات المكية والحجازية، وقد أصبح الحفيد يردد مقولته الجد: “وما توفيقي إلا بالله”.

في رمضان 2022، حين انتقل الجد إلى رحمة الله، تكاتف جميع أفراد العائلة، وجرى التوافق على تعيين محمود قزاز المدير التجاري للشركة، وقد كان لأعمامه كبير الفضل في تثبيت أقدامه، خاصة “سامي” و”أسامة”، إذ قدما له الكثير من النصائح العملية.

الخبرة المتراكمة

يقول محمود القزاز فى تصريحات صحفية لمجلة (الرجل), ” لم تكن خبراتي العملية والتجارية تدور فقط في المؤسسة العائلية “قزاز” التي تأسست قبل نحو ثمانين سنة على يد جدي “حسين”، بل كانت أعمل أحيانًا مع والدى وإخواني، كوني عضوًا معتمدًا في مؤسسة والدي، التي يندرج تحتها مركز طبي، وسلسلة من الصيدليات، ما جعلني اكتسب خبرة عملية تجارية في عدة مجالات”.

يضيف محمود القزاز “هذه الخبرة المتراكمة، إضافة إلى دراستي المتخصصة، جعلتني انفتح على التعلم واتحلى بالمبادرة، جده جهزه لمواجهة أفضل الأيام وأصعبها من خلال عمله في كل الأقسام، والاطلاع على كل التفاصيل، البسيطة، والمعقدة.

حجم المسؤولية

ويشرح قزاز أنه منذ عام 2015م بدأ جدهُ يعطيه كل الصلاحيات، أخذ توقيعه يظهر على كل المعاملات، ولم يسمح جده بدخول أي من الأوراق الرسمية، أو الخاصة عليه إلا بعد أن يطلع عليها “محمود”، ويضيف “حتى أنه أعطاني صلاحية الاطلاع والتوقيع على كل معاملاته، لحساباته الخاصة، وهنا شعرت بحجم المسؤولية التي أُلقيت على كاهلي خاصة أن علامة “قزاز” ليست وليدة اليوم أو اللحظة بل هي من أهم العلامات التجارية في السوق السعودي”.

التنافس وسبل المواجهة في الأسواق

ردًّا على سؤال لمجلة “الرجل” عن التنافس وسبل المواجهة في الأسواق، وصف محمود قزاز المنافسة في السوق السعودي بـ “القوية والشرسة” كونها مطمحًا لكثير من العلامات التجارية الخارجية والعربية، ومن أقوى الأسواق بالشرق الأوسط، ويضيف: “كان جدي يرى المستقبل منذ البداية، والعمل معه لم يكن سهلاً، جعلني أتمرس به بكل دقة، صعدت السلم من أول درجاته حتى بتُّ مسؤولاً عن كثير من الأمور، وتحملت مسؤولية التوقيع على كل الأوراق، فكأنه كان يجهزني لهذه المهمة الصعبة”.

ويلفت إلى أنه: “عندما بدأ جدي بتجارته كانت السوق لا تزال محدودة الأطراف، والتجار كلٌّ يعرف الآخر، ولكن مع الانفتاح الذي شهدته المملكة وتوسع العمل، أصبحت المنافسة شرسة جدًّا، ما بين علامات تجارية عالمية ومحلية”.

اختيار أصعب

خبرات “محمود قزاز” لم تقتصر على شركة جده “قزاز” بل أيضًا والده الدكتور محمد حسين بكري قزاز، يملك مؤسسته التجارية الخاصة، التي يندرج تحتها مركز طبي، وأكثر من صيدلية يتشارك في إدارتها مع محمود وبقية إخوانه، وبما أن “محمود” أحد أعضاء هذه المجموعة الطبية، كان من المهم بالنسبة له الاطلاع على العمل في المركز الطبي والصيدلية.

ويقول: “في عام 2016 واجهتني بعض الأمور في سير العمل مع الجد في تلك الفترة، فتركت العمل معه بشكل جزئي كي أركز على أعمال والدي، لكن لم يمنعني ذلك من الوجود بين فترة وأخرى للمتابعة نهاية كل موسم، والاطمئنان على سير العمل، والمساعدة في حال كانت هناك أزمات وصعوبات”.

مقولة الجد

مع دخول الجد أزمته المرضية عاد “محمود” إلى شركة “قزاز”، ليتعلم منه المزيد، ويوضح: “ملازمة جدي جعلتني أتعلم منه الكثير من القواعد التجارية، ولعل أهمها أن العمل لا يتوقف مهما كانت الظروف، وكانت وصيته الدائمة: الأمانة في العمل، والصدق، وعدم الجشع في الربح، ولعل مقولته الشهيرة (اشتر بخمسة وبع بخمسة والبركة بين الخمستين).

ويلفت إلى عدم إهمال جده “آخر الأخبار الاقتصادية ومتابعتها، إضافة إلى الاطلاع الدائم على كل جديد في الأسواق العالمية، التي يمكن أن تندرج تحت “قزاز التجارية”، من مستحضرات تجميلية، وعطور، وإكسسوارات، ومنتجات جلدية، وغيرها”.

ما بعد كورونا

اضطرت شركة “قزاز” وبسبب تداعيات أزمة كورونا إلى إغلاق بعض الفروع، وكان الحل الوحيد الممكن كما يشرح محمود قزاز، ويضيف: “نحن تأثرنا كما الجميع، ولكن حاليًّا لدينا خطط جديدة لمعاودة نشاطنا السابق إذ نعمل حاليًّا بمفهوم جديد، وخطط استراتيجية مختلفة، وأستطيع أن أقول إنه ومنذ عام 2021 بدأنا نلمس نتائج مبشرة، وأرباحًا حقيقية ونخطط لفتح فروع جديدة، في مدن جديدة، والخروج من دائرة المحلية إلى الدول المجاورة”.

ونوه أن “قزاز” لديه مجموعة من الأفكار التي سيعمل على تنفيذها تسويقيًّا، إضافة إلى علامات تجارية عالمية ستنضم إلى العائلة في المبيعات”.

الخطط المستقبلية

عن الوقت الذي يحتاج إليه لتغيير السياسات القديمة في شركته “قزاز” ووضع أفكاره وخططه المستقبلية موضع التنفيذ، يجيب محمود قزاز: “من الصعوبة أن تغير منظومة استمرت ما يقارب عقدًا من الزمن بمنهجية واحدة، وبكل تأكيد هذا التغيير لن يأتي بين يوم وليلة، فمع الرؤية السعودية الجديدة، واتساع الرقعة التسويقية علينا تغيير بعض المفاهيم مع الالتزام بالثوابت، وفرض قوانين وسياسات عملية، ستظهر للعلن عند اكتمال كل العناصر، وهذا ما نسعى له في الآونة الأخيرة”.

وقال إنه يعمل على فتح فروع جديدة، إذ يمتلك “قزاز” ما يقارب 14 فرعًا على مستوى السعودية، يعمل على زيادتها إلى 18 فرعًا خلال الأعوام القادمة. إضافة إلى أنه يمتلك خطة استراتيجية، خلال الخمس سنوات القادمة بالتوسع خارج المملكة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى