المهندسة المصرية “سارة عبد القادر” تلفت الأنظار بابتكارها وحدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة تدويرها
يقولون “الحاجة أم الاختراع”, والحاجة ربما وحدها هي ما دفعت المهندسة المصرية “سارة إيهاب عبد القادر”, إلى إيجاد حل, لمخلفات الأراضي الزراعية الصلبة، ففكرت “سارة”, في استغلالها وإعادة تدويرها، لكنها لم يخطر ببالها أن هذه الفكرة ستحصل بفضلها على إحدى الجوائز المرموقة عالمياً.
“سارة”، 34 عاماً، طالبة دكتوراة في معهد الصحة العالمية وعلم البيئة البشرية بالجامعة الأمريكية في القاهرة، ابتكرت مشروعا يقوم على إنشاء وحدة صغيرة لمعالجة مياه الصرف الزراعي، وإعادة تدويرها لاستخدامها في ري أراض جديدة، ويمكن وضع هذه الوحدة في الأراضي الزراعية ونقلها من مكان لآخر بسهولة.
هذه فكرة “سارة”, حصدت، هذا العام 2022، جائزة “لوريال- يونسكو” للمرأة في العلوم للمواهب الشابة عن بحث حول “معالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها في الري”.
تصرحت الدكتورة سارة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن لوريال – اليونسكو (عبارة عن شراكة بين منظمة اليونسكو ومؤسسة لوريال) تقدم جوائز لعدد من النساء الباحثات في العالم في الدكتوراة وما بعد الدكتوراة، ويتم ترشيح النساء لهذه الجائزة وفقا لأبحاثهن المنشورة، وأنشطتهن، وأفكار أبحاثهن التي تكون مفيدة للمجتمع.
وأضافت الدكتورة سارة: “البحث كان عن معالجة الصرف الزراعي في الموقع عبر إنشاء وحدة صغيرة لمعالجة الصرف الزراعي داخل المزرعة، واستخدام الوحدة في ري الأراضي الزراعية المحيطة بها بعد معالجتها، بدلا من اللجوء لمحطات الصرف الزراعي الكبيرة، وهي فكرة نجحت في المعامل ويتم العمل على نقلها للحياة العملية”.
وأكدت الباحثة المصرية أن: “وحدة المعالجة تتميز بأنها تتكون من مواد قليلة التكلفة مثل المخلفات الصلبة الزراعية ومواد أخرى رخيصة، وفي نفس الوقت يمكن وضع الوحدة في الموقع، وتكون سهلة النقل من مزرعة لأخرى حتى تتمكن من معالجة المياه بطول المصرف الزراعي”.
الابتكار يقلل الضغط على مياه النيل
ولفتت المهندسة المصرية إلى أن “معظم الري في مصر للأراضي الزراعية يكون بالغمر وليس بالتنقيط، وبالتالي تكون هناك مياه زائدة عن حاجة التربة تتجه للمصرف الزراعي، وهو ما دفع الحكومة لبناء محطة في الإسماعيلية لمعالجة مياه الصرف الزراعي، فضلا عن وجود محطات أخرى مثل محطة بحر البقر، لكن المشكلة أن هذه المصارف تتعرض أحيانا لرمي مياه الصرف الصحي أو الصرف الصناعي بها، خاصة في الأماكن التي تعاني من مشاكل في الصرف الصحي، وهنا يبرز دور وحدة المعاجلة المتنقلة التي ابتكرتها، والتي يمكن لنجاحها أن يخفف الضغط على مياه النيل من خلال توفير المياه الزائدة عن الحاجة في الأراضي الزارعية لري مناطق أخرى”.
وحدة المعالجة.. اقتصادية وغير مكلفة
وتتابع سارة: “تقدمت بفكرة بحثي لمؤسسة لوريال – اليونسكو بهدف الحصول على تمويل لهذا المشروع، ورغم المنافسة الشديدة على الجائزة، فإن بحثي حاز على إعجاب المسؤولين هناك، خاصة وأنه يتناول مشكلة تهم المجتمع المصري، لا سيما وأن الوحدة اقتصادية وغير مكلفة، ويمكن إعادة تدوير المخلفات الزراعية الصلبة واستخدامها في صناعة هذه الوحدة، وبالتالي فالمشروع مثمر من جوانب كثيرة”.
وتختم بالقول: “خلال تحضيري لرسالة الماجستير كان موضوع بحثي عن معالجة مياه صرف مدابغ الجلود باستخدام التراب الإسمنتي والمخلفات الصلبة التي تخرج من مصانع الإسمنت، ونجحت في ذلك، بينما كان مشروع -وحدة معالجة مياه الصرف الزراعي في الموقع لإعادة استخدامها في الري- هو موضوع رسالة الدكتوراة الخاصة بي، وهو المشروع الذي فاز بجائزة لوريال – يونسكو في فبراير الماضي عن نشاطي البحثي خلال عام 2021 في هذا المجال”.