العالم يحتفل باليوم العالمي للإبداع والابتكار بهدف تعزيز التنمية المستدامة
الابتكار أمر لا بد منه لتسخير الإمكانات الاقتصادية لكل أمة وأهمية دعم روح المبادرة الجماعية والإبداع والابتكار، وهو ما يوجد زخماً جديداً للنمو الاقتصادي ولخلق فرص العمل ويتيح مزيداً من الفرص لجميع الناس، بمن فيهم النساء والشباب.
وبهذه المناسبة تدعو الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى، وكذلك المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية والأفراد، إلى الاحتفال بهذا اليوم بما يليق به ووفقاً للأولويات الوطنية، وذلك من أجل زيادة الوعي بدور الإبداع والابتكار في حل المشاكل ومن ثم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة.
وبموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 27 أبريل 2017 و تقرر الاحتفال سنويا في 21 أبريل من كل عام باليوم العالمي للإبداع والابتكار, لتعزيز الوعي بدور الإبداع الابتكار في تحقيق التنمية المستدامة، والتأكيد على دور الصناعات الإبداعية كجزء خطط النمو الاقتصادي والتخفيف من الفقر، حيث بلغ حجم التجارة العالمية بالسلع والخدمات الإبداعية خلال العام 2011 624 مليار دولار أمريكي. وفقا لمنظمة الأمم المتحدة. وبحسب تقرير يونسكو بشأن الثقافة والتنمية المستدامة، ينبغي أن تكون الثقافة والصناعات الإبداعية جزء لا يتجزأ من الخطط الشاملة للنمو الاقتصادي. فتلك الصناعات هي من أكثر القطاعات دينامية في الاقتصاد العالمي، حيث تدر دخلا يقدر بن 2.25 مليار وتُوجد 29.5 مليون وظيفة في كل أنحاء العالم. وبتلك الروح، يستغل البلدان القدرات المتاحة في القطاعات السوقية عالية النمو، بما يعود بالنفع على العائد الاقتصادي والتخفيف من الفقر.
الاقتصاد الإبداعي
لا يوجد تعريف واحد للاقتصاد الإبداعي، ذلك أنه مفهوم متطور يبني على التفاعل بين الإبداع الإنساني والأفكار والملكية الفكرية والمعرفة والتقنية. إن الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة هي أساسًا التي تقوم عليها “الصناعات الإبداعية”.
والاقتصاد الإبداعي (بما في ذلك المنتجات السمعية والبصرية، والتصميم والإعلام الجديد والفنون الجميلة والنشر والفن المرئي) هو قطاع تحويلي هائل لاقتصاد العالم في ما يتصل بالكسب وإيجاد فرص العمل ونقل المكاسب. والثقافة هي عنصر أساسي في التنمية المستدامة ومنزعا للهوية والإبداع والابتكار للأفراد والمجتمعات على السواء، فضلا عن ذلك، فللإبداع وللثقافة قيمة معنوية ثمينة تسهم في شمول التنمية المجتمعية للحوار بين الشعوب.
وتعتبر الصناعات الإبداعية اليوم من بين أكثر القطاعات دينامية في الاقتصاد العالمي، حيث تتيح فرصا جديدة للبلدان النامية للوثب إلى مراكز النمو الناشئة المرتفعة في الاقتصاد العالمي.
إتاحة الفرص
العالم برمته مدعو بمناسبة حلول هذا اليوم لاعتماد فكرة الإبتكار بوصفها أساسية في تسخير الإمكانات الاقتصادات للأمم. ويمكن للإبتكار وللإبداع والريادة التجارية أن تتيح جميعها زخما جديد للنمو الاقتصادي وإيجاد فرص العمل. كما أن بإمكانها إتاحة الفرص للجميع، بما في ذلك النساء والشباب. ويمكنها إتاحة الحلول للإشكالات الملحة من مثل القضاء على الفقر وإنهاء الجوع.
آثار كورونا على الصناعات الإبداعية
أشار تقرير يونسكو المعنون “إعادة صياغة السياسات من أجل منح المبدعين قدراً كافياً من الحماية” إلى تسبب الجائحة في فقدان 10 ملايين فرصة عمل في الصناعات الإبداعية خلال عام 2020. كما أشار إلى تراجع إجمالي القيمة المضافة العالمية للصناعات الثقافية والإبداعية بمقدار 750 مليار دولار أمريكي في عام 2020. وقد تراجعت إيرادات هذه الصناعات بنسبة تتراوح بين 20% و40% في البلدان التي تتوفر بيانات عنها.