تحت شعار: “عين واحدة على النجوم”.. السعودية تطلق أكبر حدث تقني لمواجهة التحديات العالمية بمساعدة أفضل العقول في مجال التكنولوجيا
استضافت المملكة العربية السعودية مؤخراً, أحد أضخم الفعاليات التقنية على الإطلاق، باسم (LEAP) وتحت شعار: “عين واحدة على النجوم”، الفعالية جمعت, مجتمع التكنولوجيا العالمي تحت سقف واحد بهدف التصدي للتحديات الاجتماعية والثقافية في العالم. الفعالية استضافتها مدينة الرياض, وأقيمت خلال أيام الأول والثاني والثالث من شهر فبراير الجاري, تم خلالها استضافة متحدثين من جميع أنحاء العالم؛ بما في ذلك “يوجين كاسبيرسكي”، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Kaspersky؛ و”راغو راغورام”، الرئيس التنفيذي لشركة VMware؛ و”وسيم سيكوت”، كبير مسؤولي المعلومات الحكوميين (GCIO)، إستونيا و”مايل جافيت”، الرئيس التنفيذي لشركة Techstars؛ و”يونغشو تشي”، الرئيس وكبير مسؤولي الابتكار في مجموعة هيونداي موتور؛ و”بيجي جونسون”، الرئيس التنفيذي لشركة Magic Leap؛ و”نينا نواكانما”، كبير المدافعين عن الويب، مؤسسة World Wide Web.
وانضم لكل هذه الكوكبة من الخبراء ورواد الأعمال, خبراء في التكنولوجيا من عالمنا العربي؛ بما في ذلك المهندس “عليان الوتيد”، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية (STC)، م. “سلمان البدران” الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي. “غنوة برادي”، رئيس قسم تقنية المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى HSBC، “وسكاي كورتز”، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Pure Harvest.
ويأتي تفكير المملكة العربية السعودية في تدشين هذا الحدث بعد أن أكدت الإحصائيات على أن 67% من سكانها الآن تحت سن 35 سنة، وأن هؤلاء الشباب يتعاملون مع التكنولوجيا يوميًا ومن المتوقع أن يتولوا قريبًا مقاليد الحكم في المملكة مما يعني سهولة التعامل أكثر مع التقنيات وضرورة أن يكون للتكنولوجيا دور في تطوير المملكة والعالم كله.
أبرز المشكلات التي تسعى التكنولوجيا لحلها
أكد خبراء التقنية والتكنولوجيا, أيًا كانت المشكلات التي يواجهها العالم سواء فقر أو مرض أو كارثة بيئية أو تلوُّث أو عدم القدرة على الإنتاج أو حتى عدم المساواة، فإن التكنولوجيا يمكنها أن تكون مفتاح الحل للكثير من تلك الأمور، ومن أهم النقاط التي ناقشها مؤتمر LEAP:
- كيفية تطوير المدن المستقبلية بما يحقق الرفاهية والحياة الصحية للمواطنين وتنقية الهواء من التلوث وغيرها.
- إعادة تصور الطريقة التي نسافر بها وكيف يمكن تسريع وسائل المواصلات.
- إعادة تصور كيفية إطعام أنفسنا والحفاظ على صحة أجسادنا من المواد الكيميائية والصناعية.
- دعم الابتكارات التي يمكن أن تؤدي إلى ثورة في المجال الطبي والصحي.
- تحسين الطريقة التي يعيش بها الإنسان وطريقة العمل وحتى اللعب أو تمضية أوقات الفراغ.
ولتحقيق الأهداف السابقة فإن الحدث التقني LEAP جمع أعظم العقول البشرية على مستوى العالم ليلتقوا في الرياض كل عام لسرد القصص الملهمة عن الطريقة التي يسعى بها روّاد التكنولوجيا لحلّ الأزمات البشرية المتنوعة والمتجددة لتكون من الماضي.
الحث قدم العديد من الحلول الرائدة فضلاً عن تقنيات حديثة لمساعدة الشركات الناشئة على اقتحام الأسواق المحلية والعالمية وتغيير إمكاناتها لتكون من اللاعبين الأساسيين على مستوى العالم.
كما أوصى LEAP بتسريع عمليات التطوير مع توفير مليارات الدولارات التي تم التعهد بها لإطلاق مشاريع عملاقة في المملكة العربية السعودية ودعم الحكومة والشركات السعودية وتشجيع المستثمرين العالميين.
والحدث جمع الرئيسي بين كل من صانعي التغيير الحقيقيين على مستوى العالم والمبدعين الملهمين والأساتذة الرائدين في مجال التقنية وأيضًا أصحاب المليارات من صناعة التكنولوجيا للنظر في كيفية تنفيذ قفزة عملاقة للبشرية برعاية LEAP.
أبرز التقنيات التي عرضها LEAP
كان هناك 14 منطقة عرض في الحدث الدولي بما يتسق مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وذلك لاستقطاب الاستثمار الأجنبي وزيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي، وتتمثل أهم التقنيات المعروضة في:
- الذكاء الاصطناعي، وتتنوع مجالاته بين التعلم الآلي والبرمجة اللغوية العصبية وروبوتات الدردشة، والتعرف على الوجه وغيرها.
- البلوك تشين وسياسات التشفير و العملات الإفتراضية.
- الروبوتات ودورها في زيادة الأمان المنزلي وزيادة الاعتماد على الأجهزة الذكية.
- انترنت الأشياء وكيف يمكن تطويره لتوصيل الأجهزة الذكية والشبكات وزيادة الأمن وتحسين كفاءة أجهزة الاستشعار.
- التقنيات الصحية مثل زراعة الأعضاء الاصطناعية وكيفية مساعدة الجسم البشري على التكيف معها دون الحاجة إلى أعضاء من جسم بشري آخر.
- البرمجة وتطبيقات الألعاب والبرامج التي تساهم في التعلم والترفيه والاتصال.
- شبكات الجيل الخامس 5G وكيفية تطويرها لتحقيق أقصى فاعلية من الاتصالات.
- تخزين المعلومات الضخمة على السحاب.
- تكنولوجيا الفضاء وكيف يمكن للمشاريع العملاقة أن توفر بدائل للإنسان في المستقبل من الفضاء.
- التقنيات التي تساهم في تسهيل عمليات البيع والشراء والتعامل مع المصارف بطريقة أكثر سهولة.
- تمكين المرأة في المجال التقني ومعرفة أفضل الفرص المتاحة لها، بالإضافة إلى تشجيع الشركات الناشئة التي تقودها النساء ومحاولة تعزيز دورهن في هذا المجال.
الفئات المستهدفة
قد تعتقد للوهلة الأولى أن هكذا حدث عالمي يكون موجهًا لشريحة معينة من المهتمين مثل رجال الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة، ولكن في الحقيقة كانت فئة الشباب من أبرز الشرائح التي استهدفها LEAP العالمي، فالمستقبل القريب الذي يعيش فيه الشباب يجب أن يكونوا على اتم الاستعداد له منذ اليوم.
بداية من تطوير المدن الحالية والجديدة لتتناسب مع النمو السكاني المتوقع والتخلص من الهواء الملوث ما ينعكس على صحتنا وصحة أولادنا. بالإضافة إلى خلق فرص العمل الجديدة المتناسبة مع التطورات التقنية الكبيرة التي بدأنا نشهدها حالياً سواء في تقنيات الذكاء الاصطناعي أو حتى تطور شبكات الاتصالات مثل الجيل الخامس.
ولا ننسى الطاقة، فباستمرار الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية كالنفط فإن المستقبل لن يكون مبشراً، لذا الاهتمام بمصادر طاقة مستدامة ومتجددة ونظيفة من شأنه ضمان مستقبل أفضل واستقرار اقتصادي وحياتي.
وما عاشه الجيل السابق وأجدادنا من أدوات قديمة تعتمد على الورق، ستحولها التكنولوجيا إلى طرق حديثة لتنظيم البيانات وتستفيد من قوتها لسرعة الوصول للخدمات واتخاذ القرارات وذلك بفضل التخزين السحابي وتقنيات التعرف على الهوية.
أهم المبادرات في LEAP
من أبرز المبادرات التى أطلقها LEAP جاءت مبادرة صندوق رأس المال التقني الجريء وذلك بقيمة 500 مليون دولار لدعم أصحاب الشركات الناشئة في كل المجالات التقنية وتكنولوجيا المعلومات، وهو يعتبر بهذا أكبر صندوق لرأس المال الاستثماري على مستوى الشرق الأوسط، وذلك لتحقيق طفرة في نمو الاقتصاد الرقمي بمقدار 50% وليس 3% كما هو الحال الآن.
أهدفا المؤتمر
وعلى هذا الأساس فإنه يمكن إجمال أهداف مؤتمر LEAP برعاية المملكة العربية السعودية في تنمية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بنسبة 50%، ودعم جهود توطين التكنولوجيا لتكون بصناعة سعودية في عام 2022، وجذب الاستثمار الأجنبي وتمكين ومشاركة المرأة بكفاءة أكبر في المجال التقني.هذا وقد أخذت شركة إنفورما تك على عاتقها تنظيم فاعليات الحدث التقني الأضخم في العالم، وذلك لتوفير فرصة حقيقية لطرح مئات الأفكار الإبداعية وتوفير تمويل سريع لها سواء من الحكومة السعودية أو المستثمرين الأجانب، إذ من المتوقع أن يرتفع دعم الحكومة السعودية للمجال التقني إلى 50 مليار ريال سعودي وذلك على مدى الأعوام الخمسة المقبلة وذلك لتعزيز الناتج المحلي من التقنيات ووسائل الاتصال