منوعات

دور الاتحاد الدولي للاتصالات في المدن الذكية المستدامة

يعمل الاتحاد الدولي للاتصالات علي تحسين موثوقية البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وأمنها وقابليتها للتشغيل البيني من أجل المدن الذكية المستدامة، مع الدعوة في الوقت نفسه إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للحد من استهلاك الطاقة، وتعزيز الخدمات ونوعية الحياة لسكان المدن.

وضع المعايير

يعكف الاتحاد الدولي للاتصالات والأعضاء في لجنة الدراسات 20 لقطاع تقييس الاتصالات، وهي اللجنة المعنية بإنترنت الأشياء والمدن والمجتمعات الذكية، على وضع معايير دولية لتحديد المعايير والعمليات والممارسات التقنية للتمكين من التطوير المنسق لتكنولوجيات إنترنت الأشياء من أجل المدن الذكية المستدامة. وفي الآونة الاخيرة، كانت لجنة الدراسات تعمل على مواضيع تشمل الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الكتل، والاتصالات من آلة إلى آلة، وجوانب البيانات الضخمة في إنترنت الأشياء.

ويعمل الاتحاد الدولي للاتصالات وأعضاء الفريق المتخصص في الاتحاد المعني بمعالجة البيانات وإدارتها على وضع معايير دولية تتيح للنظام الايكولوجي لإنترنت الأشياء أن يشمل الجميع، وأن يكون قابلًا للتشغيل البيني، وقادرًا على الاستفادة الكاملة من البيانات التي تولدها الأجهزة التي يتضمنها النظام؛ ذلك من أجل تخفيف خطر “صوامع” البيانات الناشئة في مختلف قطاعات الصناعة.

كما وضع الاتحاد الدولي للاتصالات مؤخرًا معايير لكفالة أمن الشبكات في المناطق الحضرية.

ويجري حاليًا عمل الاتحاد بشأن معايير أنظمة الجيل الخامس التي ستساعد على جعل المدن الذكية المستدامة حقيقة واقعة.

وتحدد معايير الاتحاد كيف يمكن للشبكات الذكية أن تساعد في بناء نظم طاقة يمكن التحكم فيها بدرجة أكبر وبكفاءة أكثر.

وقد حدد الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة أطرًا موحدة لازمة لدعم تكامل خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المدن الذكية، والاتجاهات الرئيسة في الإدارة الذكية للمياه في المناطق الحضرية.

التعاون والتوعية على الصعيد العالمي

في 2016، أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا (UNECE) المنبر العالمي “مبادرة متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة (U4SSC)”، لدعم السياسة العامة وتشجيع استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتسهيل وتيسير الانتقال إلى مدن ذكية مستدامة. ويدعم المنبر الآن 14 هيئة أخرى تابعة للأمم المتحدة.

وقد وضعت مبادرة متحدون من أجل مدن ذكية مستدامة مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسة للمدن المستدامة، مما يتيح للمدن تحديد الأهداف، وجمع البيانات، وقياس التقدم المحرز في خمسة مجالات رئيسة هي: استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ البنية التحتية المادية؛ والشمول الاجتماعي والمساواة في النفاذ إلى الخدمات؛ ونوعية الحياة؛ والاستدامة البيئية.

وهناك أكثر من 50 مدينة في جميع أنحاء العالم تنفذ بالفعل مؤشرات الأداء الرئيسة، ومنها بيزرت، ودبي، والقيروان، ومالدونادو، ومانيزاليس، ومونتفيديو، وموسكو، وبولي، وريميني، وسنغافورة، وفالنسيا، وووكسي.

وفيما يلي بعض الأمثلة التي تبين كيف تساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على بناء مدن ذكية مستدامة:

ساو باولو

ساو باولو، البرازيل، وضعت حلًا لتقدير جودة الهواء والتنبؤ به باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة. ويتم الجمع بين البيانات الكلية والمجمعة التي تكون هوية أصحابها مُغفَلةً من شبكة الاتصالات المتنقلة وإضافتها إلى بيانات من أجهزة استشعار الطقس والمرور والتلوث. وهذا يساعد على حساب مستويات التلوث قبل 24 الى 48 ساعة مقدمًا، مما يساعد صانعي السياسات والبلديات والحكومات على اتخاذ إجراءات لتفادي حالات الوفاة والمرض، على سبيل المثال، من خلال إعادة توجيه حركة المرور قبل أن تضرب بؤر تلوث الهواء.

كوبنهاجن

كوبنهاجن، الدنمارك، قامت بتحديث أضواء الشوارع بمصابيح إنارة تتسم بالكفاءة ومتصلة بواسطة شبكة لاسلكية. توفر مصابيح الإنارة الذكية في شوارع المدينة التكاليف لأنه يمكن برمجتها لكي يتم إخفات أو زيادة الإضاءة تلقائيًا، مما يسمح بالاستفادة المثلى من الطاقة وفي الوقت نفسه الحد من خطر الجريمة وحوادث المرور.

سنغافورة

في سنغافورة، تعتمد أجهزة الاستشعار والكاميرات على النظام الرقمي القائم في دولة مدينة سنغافورة وتُمكِّن الحكومة من تقييم أداء حركة المرور وكفاءتها، وتحديد مشاكل مثل مطبات الطرق، ورحلات الحافلات الوعرة ومنتهكي القانون. فعلى سبيل المثال، قامت المدينة – من أجل تعزيز الأمن في الأماكن العامة – بتركيب أكثر من 62000 من كاميرات الشرطة في المجمعات السكنية العامة ومواقف السيارات.

دبي

أدخلت دبي نظامًا للشكاوى الإلكترونية للمواطنين لكي يقدموا آراءهم عن الخدمات العامة بانتظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى