تنزانى من أصول عربية يفوز بنوبل للآداب
أعلنت اليوم الخميس, الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم عن فوز الروائي التنزاني والمقيم في بريطانيا عبد الرزاق جرنة بجائزة نوبل في الأدب لعام 2021. وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف الذي تشكل رواية “باراديس” (“الجنة”) أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظرًا إلى سرده “المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات”.
تقول جائزة نوبل: “بذل عبدالرزاق غرنة الحائز على الجائزة نوبل للأدب جهد من أجل الحقيقة ونفوره من التبسيط ملفت للنظر”.
“تنحرف رواياته عن الأوصاف النمطية وتفتح أنظارنا على شرق إفريقيا المتنوع ثقافيًا غير المألوف للكثيرين في أجزاء أخرى من العالم”.
يعتبر الدكتور عبدالرزاق جرنة هو رابع أفريقي وليس ثالث يفوز بهذه الجائزة تحديدًا، وهو الخطأ الذي وقعت فيه وكالات الأنباء، متجاهلة أن نجيب محفوظ أيضا ينتمي للقارة السمراء.
وما تجاهلته الوكالات أيضاً أنه ثاني عربي يفوز بنوبل للآداب بعد محفوظ رغم أنه يكتب رواياته باللغة الانجليزية، فهو أصلاً من عرب جزيرة زنجبار التي كانت إحدى مقاطعات سلطنة عُمان، ولد ونشأ فيها، وتركها في الستينيات نتيجة تعرض العرب للاضطهاد في هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
الثلاثة الأفارقة السابقون الذين فازوا بنوبل للآداب المصري نجيب محفوظ والزيمبابوية دوريس ليسينغ والنيجيري وول سوينكا.
كان العرب يحكمون زنجبار حتى عام 1964 عندما أطاح بهم الأفارقة المحليون. ولما أطيح بحكومتها العربية برئاسة السلطان جمشيد بن عبدالله، احتل الأفارقة المحليون عاصمتها ستون تاون وبدأوا بالاقتصاص من السكان العرب، وتقدر الاحصائيات عدد قتلاهم مع الآسيويين الذين كانوا يسكنون الجزيرة بنحو 20 ألفا، وكانت أسرة أديب نوبل من بين الذين فروا من زنجبار ولجأت إلى انجلترا التي كانت أصلا تحتل زنجبار ومنحتها الاستقلال عام 1963.
ولد الروائي عبد الرزاق جورنا عام 1948 في جزيرة زنجبار قبالة سواحل شرق إفريقيا.
وسافر جورنا إلى بريطانيا كطالب في عام 1968 ليدرس الأدب في جامعة كنت، ثم عمل كمحرر في مجلة Wasafiri.
اشتهر جورنا بروايات مثل ذاكرة المغادرة (1987) ، طريق الحج (1988) ودوتي (1990)، حيث وثقت الروايات الثلاث تجربة المهاجرين في بريطانيا من وجهات نظر مختلفة.
كما اشتهر جورنا برواية الجنة (1994)، التي تدور أحداثها في شرق إفريقيا المستعمرة خلال الحرب العالمية الأولى، وتم ترشيحها لجائزة بوكر للرواية.
ويعيش عبد الرزاق جورنا حاليا في مدينة برايتون شرقي ساسكس في المملكة المتحدة.
وتُمنح جائزة نوبل للأدب منذ عام 1901 لـ”صاحب الإنتاج الأدبي الأكثر تميزا”، ولطالما أدارت هذه الجائزة ظهرها لأسماء أخرى كانت متداولة بشدة، وهو أمر يبدو مرتبطا بعدم وجود لائحة مرشحين رسمية، على عكس جوائز الأوسكار على سبيل المثال، فيما يقتصر الأمر على تكهنات وتوقعات الأوساط الأدبية.
وتقيد قوانين مؤسسة نوبل، منذ 50 عاما، الإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالترشيحات، سواء علنا أو بأي شكل آخر، ويتعلق هذا القيد بأسماء المرشحين، ومن يتولون عملية الترشيح، وأي تحقيقات أو آراء رسمية متعلقة بوجهة الجائزة.