إعادة ريادة الابتكار.. أول شطرنج ثلاثي في العالم هندي
كلنا يعرف لعبة الشطرنج كواحدة من ألعاب الرقع التي لعبها الكثيرون منا صغارا وكبارا، والتي تتميز عن غيرها من تلك الألعاب بكونها من الألعاب التي تنمي الذكاء. وربما يعرف بعضنا أنها قد ابتكرت في الهند قبل القرن السابع، ومنه انتقلت إلى العالم. ومع العصر الحديث صارت للعبة مسابقات، وقواعد مقننة، وكتب ومؤسسات لتعليمها. ورغم استقرار اللعبة بلاعبين اثنين، وجيشين، أبيض، وأسود، كل تلك القرون والسنين، إلا أن شبابا هنديا قرر أن يعيد ريادة الابتكار إليه بإضافة لاعب ثالث، وجيش رمادي اللون، على رقعة ثلاثية، وفق نفس قواعد اللعبة المعروفة سلفا.
جاءت شرارة الفكرة للمبتكر أديتيا نيجام Aditya Nigam كما يرويها تقرير لموقع “ذا بتر إنديا The Better India” عندما كان طفلا صغيرا يلعب الشطرنج مع أخويه، حيث يضطر أحدهم دائما أن ينتهي الآخرين من دورهما، حتى يشارك في اللعب، وهنا ثار التساؤل في ذهنه، لماذا لا يوجد شطرنج يشارك في لعبه ثلاثة بدلا من اثنين، وعلى الرغم من أن التفكير في الأمر في هذه السن كان عشوائيا وعفويا، إلا أنه بقي معه لسنوات. وبعد بداية سنته الأولى في دراسة الهندسة، بدأ يبحث عن مخرج لفكرته.
بدأ أديتيا بحثه منذ عام 2011، وعمل على حساب الكود الذي يمكنه من نقل لعبة الشطرنج إلى المستوى التالي، كان الهدف الرئيسي هو إضافة قيمة إلى لعبة جذبت العالم. يجمع هذا الإصدار بين جميع الإمكانيات اللانهائية للشطرنج الكلاسيكي، مع عناصر نفسية إضافية معقدة. هنا في اللعبة الثلاثية الجديدة، يمكن تشكيل التحالفات وكسرها بين اللاعبين، وفقا لإرادتهم. يقول آشيش نيجام، المبتكر المشارك، وشقيق أديتيا: “إنه على الرغم من أن القواعد قد ظلت كما هي تقريباً في اللعبة (الثنائية) السائدة، إلا أننا جعلناها أكثر تحديا لأن أحد اللاعبين يمكنه الآن اختبار لاعبين اثنين في نفس الوقت”.
وقد جاءت أول ممارسة للعبة الشطرنج الثلاثية على المستوى العام، من خلال المسابقة التي نظمها المعهد الهندي للتكنولوجيا في روركي في أغسطس من عام 2018. يقول أديتيا: “كانت الفكرة هي تشجيع لعبة الشطرنج بين الشباب من خلال زيادة عدد اللاعبين، مع ذلك، فإن القواعد لا تتغير، حيث يتم تشغيل الأبيض أولاً، متبوعًا باللون الرمادي، ثم الأسود، مع التحرك في اتجاه عقارب الساعة. الواقع الآن أن المشاهد صار الآن لاعبا، كما تغيرت ديناميات اللعبة لأن (الشطرنج الثلاثي) يختبر غرائز البقاء والقتل لديه، كل ذلك مرة واحدة”.
وكما هو الحال في كل مشاريع الشركات الناشئة، واجهت الأمر صعوبات، منها تثبيط المثبطين، إلى القضايا اللوجستية إلى نقص الموارد، لكن الدعم العائلي، والمثابرة والصبر والعمل الجاد جعل الابتكار حقيقة، تقوم عدة منصات إليكترونية حاليا بتسويقه، مع سعي الشباب أديتيا وأشيش لجعل اللعبة متاحة على الإنترنت، كما يعقدون جلسات للتعريف بالابتكار الجديد والتدريب عليه.
د. مجدي سعيد